عاجل
الأربعاء 28 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
يوم الشهيد
البنك الاهلي

عاجل| راهب العسكرية المصرية.. 56 عامًا على الشهادة

الفريق أول عبد المنعم رياض
الفريق أول عبد المنعم رياض

تحل اليوم الأحد الذكرى الـ56 لاستشهاد البطل الشهيد الجنرال الذهبي الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، الذي فاضت روحه الطاهرة صبيحة 9 مارس 1969، عندما سقط شهيدًا بين جنوده، وهو على خطوط المواجهة، ليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق في حرب الاستنزاف، وليعطي توجيهاته وليكون وسط الجنود.



كان الجنرال الذهبي قد قرر أن يزور أكثر المواقع تقدمًا، والتي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6، الذي كان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.

وشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة القائد بين جنوده، ضاربًا المثل والقدوة في القيادة الشجاعة الصلبة، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده، واستمرت النيران حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها، ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء، استشهد القائد وسط جنوده متأثرا بجراحه، بعد 32 عاما قضاها في خدمة وطنه، ليختم بذلك حياة مليئة بالبطولات والإنجازات التي حققها هذا القائد على الصعيد العسكري، التي جعلت أساتذة الأكاديمية العليا للاتحاد السوفيتي يطلقون عليه "الجنرال الذهبي".

 

مولده ونشأته 

 

ولد عبد المنعم رياض في الثاني والعشرون من شهر أكتوبر 1919 في قرية "سبرباي" إحدى قرى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، حيث يعود نسبه لأصول عريقة، فوالده كان ضابطًا في الجيش المصري، ووصل إلى رتبة "قائم مقام" "عقيد حاليًا" محمد رياض، الذي يعد واحدًا من رعيل العسكريين المصريين القدامى، لذلك اشتهر الابن بالانضباط والأصالة العسكرية منذ نعومة أظافره.

كان عبد المنعم رياض طفلًا ذكيًا نشيطا، يمتاز بحب الاستطلاع والاكتشاف، ما جعله يسبق أقرانه في تفوقه العمري بمراحل، وكان والده يتنبأ له بمستقبل باهر، وكان يوجه أسئلة كثيرة لأبيه عن عمله، وكان يذهب للكتاب ويحفظ أجزاء من القرآن، وقد حصل على الشهادة الابتدائية عام 1931 من مدرسة الرمل بالإسكندرية، وتوفي والده وهو ما زال في الثانية عشرة من عمره.

وتولى عبد المنعم رياض مسؤولية رعاية والدته، وفي مرحلة المراهقة والصبا كان يغلب عليه الاهتمام بالقراءة عاشقًا للسؤال والاكتشاف ومعرفة العالم من حوله، وفي المرحلة الثانوية بدأت تتشكل شخصيته ويتحدد هدفه، وكان له اهتمامات أخرى بالرياضة والكشافة والبلاغة، وعرف عنه حبه للزعامة وقدرته على احتواء زملائه. 

التحق بالكلية الحربية في 1936 وحقق حلمه وتفوق على ذاته وكان يحيا بفكر ضابط وعقلية عالم، وكان دائمًا صاحب فكر ورأي مؤثر في الأحداث من حوله، ولم يرض بالظلم أو الإهانة ما جعله مشهورًا في كليته بعزة النفس والدفاع عن حقوقه وحقوق زملائه بكل أدب وشجاعة وكرامة، والشهيد البطل لم يتزوج وظل راهبًا على الجبهة واكتفى فقط بالارتباط بالأرض المصرية حتى يتم تحريرها، وكانت عبارته في هذا الشأن إن القوات المسلحة هي أسرته وحياته كلها.

 

حياته العسكرية

 

تخرج في الكلية الحربية عام 1938 برتبة ملازم وفي عام 1941 عين في سلاح المدفعية، وألحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية، حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور "ألمانيا وإيطاليا واليابان". 

وخلال عامي 1947 - 1948 عمل في إدارة العمليات والتخطيط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك. 

وفي عام 1951 تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان وقتها برتبة مقدم. 

وفى عام 1953 عين قائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية. 

ومن يوليو 1954 حتى أبريل 1958 تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية. في 9 أبريل 1958 سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز وقد لقب هناك بـ"الجنرال الذهبي". 

وعام 1960 بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية، وعام 1961 عين نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي.

وعام 1964 عين رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، ورقي في عام 1966 إلى رتبة فريق. في مايو 1967 وبعد قدوم الملك حسين للقاهرة للتوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك عين الفريق قائدًا لمركز القيادة المتقدم في عمان، فوصل إليها في الأول من يونيو 1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة وحينما اندلعت حرب 1967 عين الفريق قائدًا عامًا للجبهة الأردنية. 

وفي 11 يونيو1967 اختير رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها.

 وخلال حرب الاستنزاف أدار عمليات عسكرية لقنت العدو خسائر فادحة، مثل معركة رأس العش، التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد المصرية، الواقعة علي قناة السويس، وذلك في آخر يونيو1967، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و1968 وتدمير 60% من تحصينات خط برليف الذي تحول من خط دفاعي إلى مجرد إنذار مبكر. 

وصمم الخطة "200" الحربية التي كانت الأصل في الخطة "جرانيت" التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر تحت مسمى "بدر".

الأيام الأخيرة 

 

قبل استشهاده بأسبوعين طلب من سكرتيره استمارة المعاش الخاصة به من شؤون الضباط والتي بمقتضاها يصرف الورثة معاشه ومنحة الثلاث أشهر، بالإضافة إلى مصاريف الجنازة، حيث تذكر أنه لم يملأ هذه الاستمارة في ملفه العسكري وبالطبع الدهشة عقدت لسان سكرتيره.

وتساءل: أبعد 31 سنة خدمة في القوات المسلحة هل يعقل أن سيادة الفريق قد نسي أن يملأ استمارة معاشه؟ إن الضابط عادة يملأ هذه الاستمارة فور تثبيته في رتبة الملازم في القوات المسلحة.. ما الذي جل في خاطر الجنرال الذهبي؟ هل كان حريصًا على حق الورثة وهو في طريقه إلى الجنة لهذا الحد؟

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز