عاجل
الأربعاء 7 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

ا.د. ممدوح مصطفى غراب يكتب: التعليم الأجنبي وتحديات الهوية المصرية

التعليم الأجنبي بالمدارس ممتد منذ فترة ليست بقصيرة، فهناك بجانب المدارس الحكومية "عربية ولغات" والمدارس الدينية "أزهرية وراهبات"، هناك المدارس الدولية والأجنبية "انجليزية وفرنسية وألمانية وكندية وأمريكية ويابانية ". "وأنظمة تعليمية مختلفة "، دبلومة أمريكية والشهادة الدولية للتعليم الثانوي ". 



هناك بعض الفوائد لهذا النمط التعليمي من اكتساب لغات ومهارات وتقنيات لم توفرها نظم التعليم التقليدية بنفس الكفاءة، وقد يكون هذا نتيجة حرية تلك المدراس في وضع مناهجها دون التقيد بمركزية المدارس الحكومية، والتي تمثل في معظم الأحيان ثقافتهم الغريبة، والتي قد تؤثر على مجتمعاتنا ومعتقدات وثقافتنا. ونتيجة لعملية الترويج لهذه المدارس أصبحت جاذبة لعدد كبير من الطلاب رغم تكلفتها أو مصاريفها المبالغ فيها، وبالتالي لها تأثير كبير على تشكيل الوعي وثقافة هؤلاء الطلاب، والتي قد تصل الى إحساس الطالب بالغربة وسط مجتمعة خاصة عند الالتحاق بالجامعات الحكومية، والتي يختلط بها الطلاب من جميع الأنماط التعليمية والثقافات المختلفة. 

أيضا أصبح التوجه للتعليم الأجنبي بالجامعات المصرية ظاهرة متنامية وذلك خلال شراكات مع جامعات أجنبية أو من خلال برامج تدريس أجنبية، هذه الشراكات لها مردودها الإيجابي على المستوى التقني والمهاري والمعرفي، ولكن ما هو مردودها الثقافي وتأثيره على الهوية المصرية؟ سؤال هام وفي حاجة لإجابة سريعة. هذه الإجابة لا تحتمل التأخير والانتظار حتى يتخرج أجيال من هذه الجامعات.

 لذلك يجب دراسة تأثير هذه الأنظمة التعليمية والتي تم تطبيقها بالمدارس منذ عقود على طلاب هذه المدارس، وحتى تستفيد منظومة التعليم العالي منها والأخذ في الاعتبار كيفية الحفاظ على الهوية والثقافة المصرية بالوعي والإدراك لدى طلاب الجامعة. تعدد الأنماط وتعدد الثقافات أمر هام، ولكن يستوجب دراسته بعناية شديدة والعمل على مراجعة محتوى البرامج والمناهج التعليمية مع ضرورة الاستعانة ببعض المثقفين والخبراء التربويين لوضع برامج تثقيفية في صورة مناهج دراسية يتم تدريسها على مدار سنوات الدراسة الجامعية ولا يتم التخرج أو الحصول على شهادة دون دراسة هذه المواد، والتي لا يجب أن تكون نظرية فقط، ولكن ينبغي أن تشمل الزيارات الميدانية واللقاءات الثقافية. أخذا في الاعتبار عدم جدوى الندوات التثقفية فقط للطلاب والتي يحاضر فيها شخصيات على مستوى عال من الثقافة والوطنية. الاهتمام بتطوير التعليم والشراكات الأجنبية والمكاسب التقنية والمعرفية المتوقعة يجب ألا ننسى معها ملف الحفاظ على هوية أجيالنا والتي تمثل حائط حماية للوطن.  مصر بحاجة الى التأني في خطواتها نحو التحول إلى التعليم الأجنبي بالجامعات ومراجعة تأثير هذه الثقافات والاستفادة من تجربة التعليم قبل الجامعي وحتى لا نفاجأ بوجود أجيال ذي ثقافات غريبة وفاقدة للهوية الوطنية وحب بلدها.

 

رئيس جامعة ٦ أكتوبر محافظ الشرقية السابق

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز