عاجل
الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

(واشنطن بوست): اعتراف إسرائيل بمقتل عمال إنقاذ في غزة يفتح الباب أمام تساؤلات بشأن عمليات القتل المجهولة في القطاع

ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن اعتراف الجيش الإسرائيلي بوقوع "سوء فهم عملياتي" أدى إلى مقتل عمال إنقاذ في قطاع غزة الشهر الماضي من شأنه أن يُوجه اتهامات جنائية من قبل المدعي العسكري في جيش الاحتلال كما يفتح الباب إلى سيل من الأسئلة الرئيسية بشأن عمليات القتل المجهولة في القطاع المنكوب.



وأوضحت الصحيفة، في سياق تقرير، أن الجيش الإسرائيلي أعلن أمس الأحد أنه أقال القائد الميداني لوحدة القوات الخاصة التي أطلقت النار على 14 عامل طوارئ وموظفًا في الأمم المتحدة في رفح جنوب غزة الشهر الماضي، وعزا عمليات القتل إلى "سوء فهم عملياتي"، وذلك بعد تحقيق استمر أسابيع.

وخلُص التحقيق، الذي قد يؤدي أيضًا إلى توجيه اتهامات جنائية من قبل المدعي العام العسكري، إلى أن الجنود لم ينفذوا عمليات إعدام مباشرة لأي من العمال الإنسانيين العزل بإجراءات موجزة، لكنه ترك، مع ذلك- حسب قول الصحيفة- أسئلة جوهرية حول الحادث دون إجابة.. وكانت قوات الاحتلال قد أقرت سابقًا بإطلاق النار على عدة مركبات إنسانية في 23 مارس، لكنها قدمت تفسيرات متضاربة للأسباب.

وأقر كبير محققي الجيش الإسرائيلي، الجنرال المتقاعد يوآف هار-إيفن، في إحاطة صحفية أمس الأحد، بوقوع سلسلة من الأخطاء الواضحة التي بدأت قبل فجر ذلك اليوم الموافق 23 مارس، عندما أخطأت وحدة من كتيبة جولاني للاستطلاع التابعة للجيش في التعرف على سيارة إسعاف وظنت أنها سيارة شرطة تابعة لحماس.

وعقب المواجهة الأولى، التي قُتل خلالها مسعفان واحتُجز أحد الناجين، قال القائد الميداني إنه يعتقد أن وحدتهم واجهت قوات حماس، وفقًا لرواية هار-إيفن. وعندما وصلت دفعة ثانية من سيارات الإنقاذ بعد ساعة لمساعدة سيارة الإسعاف الأولى، أطلق القائد الميداني النار من مسافة 100 قدم، معتقدًا أن ركابها كانوا تعزيزات. وعندما وصلت شاحنة بيك آب التابعة للأمم المتحدة بعد دقائق، أطلق القائد النار مرة أخرى على الرغم من أن الوحدة أدركت حينها أنها قتلت مسعفين عزلًا، وفقًا لهار-إيفن.

وفي المجمل، قُتل 15 مسعفًا وعامل إنقاذ، من بينهم موظف في الأمم المتحدة، في ثلاث موجات على الأقل من نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم دُفنوا في مقبرة جماعية. طُرد القائد الميداني، الذي يشغل منصب نائب رئيس وحدة استطلاع جولاني، لتقديمه "تقريرًا غير دقيق" خلال استجوابه وإطلاقه النار على شاحنة تحمل علامات الأمم المتحدة بوضوح - وهو عمل "مخالف لقواعد الاشتباك، مئة بالمئة"، على حد قول هار-إيفن.

وأضاف هار-إيفن:" تصرفت القوات بانطباع قوي بأنها تواجه تهديدًا مباشرًا؛ كانت هذه هي حالتهم النفسية"، واصفًا الحادث بأنه "سوء فهم عملياتي".

وفي بيان لها، وصفت منظمة "كسر الصمت"، وهي منظمة لمحاربي الجيش الإسرائيلي القدامى الذين ينتقدون سلوك الجيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التحقيق بأنه "مليء بالتناقضات والعبارات المبهمة والتفاصيل الانتقائية".

كذلك، أبرزت "واشنطن بوست" تسجيلات وشهادات شهود عيان أشارت إلى أن اثنين على الأقل من عمال الطوارئ كانا على قيد الحياة بعد أن اقتربت القوات بما يكفي للتعرف عليهما. ولكن بعد دقائق من وصول رائد الشريف، 25 عامًا، وتعرضه لإطلاق النار، اتصل بمركز اتصالاته ليبلغ عن مقتل أو إصابة زملائه على الأرض، وفقًا لنبال فرسخ، المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وقال إبراهيم أبو كاس، مسعف الهلال الأحمر الذي كان في مركز غزة المركزي آنذاك، في تصريح خاص للصحيفة: إن الجنود سُمعوا على الخط ينادون على الزميل معمر ليقترب، لكنه لم يُجب. بعد ذلك بقليل من صباح ذلك اليوم، اتصل مسعف آخر، وهو أسعد النصاصرة، بنفس مركز الاتصالات. وسجّل عاملون في الهلال الأحمر الفلسطيني المكالمة بالفيديو، والتي التقطت أصوات الجنود في الخلفية. صرخوا باللغة العربية مطالبين أحدهم "بإغلاق فمه"، ثم أخبروا القوات الأخرى أن المنطقة المحيطة بهم أصبحت الآن "قطاعًا" للمعتقلين.

وقد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الاثنين أنها عثرت على النصاصرة، البالغ من العمر 47 عامًا، في مركز احتجاز إسرائيلي، لكنها لم تُمنح حق الوصول إليه.

ولم يُحدد مسؤولو الجيش الإسرائيلي هوية القائد الميداني المسؤول عن عمليات القتل التي وقعت في 23 مارس، لكنهم قالوا إنه سبق أن أُصيب في معارك في غزة ويحمل جنسية أجنبية مزدوجة. كما وجّه الجيش الإسرائيلي انتقادات لضابط كبير، برتبة كولونيل، كان يقود اللواء الرابع عشر. وأكدت "واشنطن بوست" في تقريرها أن عمليات القتل التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ظلت لأسابيع طويلة من أكثر الحوادث التي تعرضت لانتقادات وتدقيق شديدين في حرب غزة، نظرًا لمقتل دفعات متعددة من عمال الطوارئ العزل على يد قوات الاحتلال، فضلًا عن الكشف عن مقاطع فيديو وأدلة أخرى تتناقض مع الرواية الإسرائيلية للأحداث.

وفي حين زعم ​​الجيش الإسرائيلي في البداية أن أول مركبة أطلق جنوده النار عليها كانت سيارة "شرطة حماس" تقل "إرهابيين"، إلا أن المقابلات وسجلات الإرسال التي حصلت عليها "واشنطن بوست" أظهرت أنها سيارة إسعاف أُرسلت في حالة طوارئ قبل وقت قصير من وصول جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وعلى متنها فريق من ثلاثة مسعفين. وبعد العثور على عمال الطوارئ مدفونين بالقرب من سياراتهم في قبر ضحل، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على السيارات. وعندما أظهر مقطع فيديو من هاتف أحد المسعفين جنودًا يطلقون النار على عمال الطوارئ أثناء ركضهم لمساعدة زملائهم الجرحى، قال الجيش الإسرائيلي إن الجنود اعتقدوا أن الرجال مسلحون يحاولون نصب كمين لهم. فاطم/ت م ش

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز