

الحسيني عبدالله
قصة وطن
في كل عام، وتحديدًا في 25 أبريل، يحتفل المصريون بذكرى تحرير سيناء، ذلك اليوم الذي استعاد فيه الوطن قطعة غالية من جسده، بعد سنوات من الاحتلال، وسنوات من الحرب، وسنوات أخرى من التفاوض والصبر والإرادة.
إنه ليس مجرد يوم عطلة، ولا مناسبة بروتوكولية، بل هو عيد لكرامة وطن، ودليل على أن الأوطان تُسترد بالإصرار، وأن الأرض التي تُروى بالدم لا تُفرّط فيها الشعوب.
تحرير سيناء لم يكن لحظة عابرة، بل ملحمة تاريخية امتدت لسنوات طويلة، بدأت منذ نكسة يونيو 1967، مرورًا بحرب الاستنزاف، ثم نصر أكتوبر المجيد عام 1973، الذي أعاد الثقة في النفس المصرية والعربية، وفتح الباب أمام المفاوضات السياسية، التي انتهت باتفاقية السلام واستعادة كامل الأراضي المصرية في سيناء، وكان آخرها طابا، التي عادت بالتحكيم الدولي عام 1989.
يأتي 25 أبريل ليُخلّد ذكرى رفع العلم المصري على أرض سيناء عام 1982، بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، باستثناء طابا التي استعادت لاحقًا، ليكتمل بذلك حلم التحرير.
سيناء ليست مجرد أرض صحراوية أو موقع استراتيجي فقط، بل هي مهد أنبياء، وساحة معارك، ومعبر حضارات.
ورمزًا لصمود الإنسان المصري
وقد شهدت سيناء على مدار السنوات الأخيرة ملحمة تنموية وأمنية، حيث خاضت مصرنا الحبية حربًا ضد الإرهاب، بالتوازي مع جهود كبيرة في البنية التحتية، والمشروعات القومية، وشبكات الطرق، وتحلية المياه، وتطوير المدن، لإعادة سيناء إلى حضن الوطن بشكل فعلى ، لا فقط جغرافيً.
في ذكرى تحرير سيناء، لا بد أن نتوقف عند الرسائل المتجددة لهذا اليوم:
- إن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن الأرض لها أصحاب لن ينسوها.
- إن القوة العسكرية والسياسية وجهان لعملة واحدة في معركة التحرير.
- إن سيناء التي حرّرها الأبطال، تشهد الان معركة أخرى في التعمير، والتعليم، والصحة.
عيد تحرير سيناء ليس فقط للتاريخ… بل للمستقبل أيضًا.
هو تذكير دائم بأن المعركة البناء لم ولن تنتهي بعد
في 25 أبريل، نرفع أعيننا نحو سيناء، ونقول:
"سلامٌ عليكِ يا أرض البطولات.