عاجل
الثلاثاء 5 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ثورة 30 يونيو
قرار صعب.. ومصير شعب

قرار صعب.. ومصير شعب

في الميدان كانت الهتافات تعلو "الجيش والشعب إيد واحدة" "مدنية مدنية.. لا إخوانية ولاسلفية" "يسقط يسقط حكم المرشد"، ورغم بساطة هذه الشعارات لكنها عبرت عن واقع عاشه المصريون على مدار عام في ظل حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي حاولت تغيير الهوية المصرية فتحطمت خططها أمام وعي المصريين، بل وجسدت هذه الشعارات قدرة المصريين على استعادة وطنهم وهويتهم ليكونوا نسيجا واحدا كما كانت مصر عبر العصور.



 

في كتابه "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" يتحدث المفكر السياسي العبقري ميلاد حنا عن عظمة المصريين وتلاحمهم بتأكيده على أن التباين والتنوع في الشخصية المصرية هي أمور جميعها تصب في عمق تكوين الدولة المصرية ونسيجها المتماسك عبر العصور، فالمصريون مهما اختلفت توجهاتهم وطبقاتهم لكنهم ظلوا نسيجا واحدا عجز السرطان الإخواني أن يهدم هذا الجسد القوي بل جعله أكثر مناعة ضد كل ماهو غريب عن جسد هذا الوطن المتلاحم الذي يعمل شعبه كالبنيان المرصوص وليستعيد المصريون هويتهم في ثورة 30 يونيو 2013.

 

 الأعمدة السعبة التي تتنوع بين انتماء مصر الفرعوني، وانتماءها اليوناني الروماني، ثم الإنتماء القبطي، ومصر الإسلامية، وانتماء مصر العربي، وكذلك انتماء مصر للبحر المتوسط، وأخيرا العمق الأفريقي، هى محددات تعبر عن عن قوة شعب مصر، واستطاع المصريون خلال ثورة 30 يونيو أن يحافظوا على هويتهم التي تشكلت عبر آلاف السنين بنسيج حضاري معقد من مصر القديمة الفرعونية، إلى دورها العربي والدولة الإسلامية ثم الهوية القبطية ، وامتداد أفريقي متنوع، وظلت الهوية المصرية المتنوعة كما هى لم تتغير منهجها الوسطية والتسامح بعيدة تماما عن التشدد والتطرف ولذلك لم يكن غريبا أن يتم إقتلاع النبت الشيطاني ممثلا في جماعة خلال عام واحد فقط رغم كل محاولاتها لهدم هذه المبادىء الراسخة لاشعال الفتن من خلال حرق الكنائس واختراق مفاصل الدولة المصرية بوضع قيادات التنظيم في المناصب القيادية لكن الثورة أوقفت أكبر مؤامرة على مصر.

 

والثورة لم تكن لتنجح وتحقق أهدافها لولا قرار صعب من قائد عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أنقد الوطن من مخططات جماعة الإخوان الإرهابية والخطر الداهم الذي كان يعيشه الشعب المصري وقتها من طوابير على لقمة العيش إلى  أزمات طاحنة فى الاقتصاد ونقص الوقود فضلا عن خلق صراع بين فئات مختلفة داخل المجتمع  انتقدت ماترتكبه الجماعة الإرهابية من جرائم في حق الوطن.

 

المشهد في 30 يونيو عبر فيه المصريون عن إرادتهم بالمطالبة بعزل الرئيس مرسي وإنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، ثم كان مشهد التفاف الرموز الوطنية حول الرئيس السيسي يوم بيان 3 يوليو خير دليل على وحدة هذا النسيج الوطني وأفضل تمثيل عن جموع الشعب المصري الغاضب وقتها، لوحة مرسومة عن مصر ستظل خالدة عبر التاريخ يتزينها د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا تواضروس بابا الإسكندرية، والدكتور محمد البرادعي ممثلا عن جبهة الإنقاذ، بجانب محمود بدر عضو عن حركة تمرد،  والكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد وكذلك المهندس جلال المرة أمين عام الحزب ممثل عن حزب النور... لا أعتقد أن هناك صورة أفضل تعبيرا عن النسيج الوطني أفضل من هذا المشهد.

 

ثورة 30 يونيو لم تنقذ مصر وحدها لكنها أنقذت المنطقة ككل من مصير محتوم كاد يحرق الجميع عبر حروب طائفية وإشعال الفتن بين الأقباط والمسملين والسنة والشيعة، وفي سبيل ذلك كانت الجماعة تتنفس كذبا للسيطرة على السلطة والاستيلاء على البرلمان وأخونة السلطة القضائية عبر أجندة خارجية.

 

عندما ثار الشعب ضد الاستبداد والفاشية الإخوانية ومحاولات تفكيك الوطن، كان المصريون يدا واحدة ضد من يحاولون نشر الإرهاب في كل مكان، لنتذكر سويا ماقاله القيادي الإخواني محمد البلتاجي بعد ثورة 30 يونيو أنه لوعادت الجماعة للحكم سوف يتوقف الإرهاب ولكن الشعب المصري حين انتفض لم يوقف أحد مساره وتمكن من الخلاص من الإخوان.

 

ونحن في طريق بناء الدولة القوية والجمهوية الجديدة ظل المصريون يدا واحدة أيضا كما أعلنوا وقت الثورة لتحديد مصيرهم بأيديهم من أجل تثبيت أركان الدولة ومؤسساتها المختلفة وإعادة صياغة الخريطة السياسية ودستور جديد واستعادة مصر مكانتها الإقليمية والدولية فتم القضاء على الإرهاب وأقامت الدولة مشروعات كبري لتحقيق التنمية في كل مكان.

 

إن هذه المكتسبات التي حققتها الدولة المصرية على مدار 12 عاما منذ قيام الثورة تتطلب منها جميعا أن نتمسك بالمبادىء والشعارات التي رفعناها فى الميدان "إيد واحدة" ضد أى محاولات للهدم، ضد كل من يحاول العبث بمقدرات هذا الوطن الغالي الذي نحيا ونموت فيه، لتبقي مصر أبد الدهر أكبر من كل التحديات والصعاب بقوة شعبها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز