
في ذكرى ميلادها.. زوزو نبيل "ذات الصوت الرخيم" التي رفضت الاعتزال وقالت: التمثيل يحميني من الشيخوخة

ساره وائل
في مثل هذا اليوم 6 يوليو من عام 1918، وُلدت الفنانة الكبيرة "زوزو نبيل"، واحدة من أيقونات الفن المصري التي صنعت لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجماهير، بصوتها الرخيم وأدوارها القوية، وبقدرتها الفريدة على تجسيد الشخصيات المركبة، سواء في السينما أو المسرح أو الإذاعة.
وُلدت زوزو في محافظة المنوفية واسمها الحقيقي عزيزة إمام حسين، وبدأت رحلتها الفنية من فرقة مختار عثمان، ثم التحقت بفرقة يوسف وهبي، وكان أول ظهور لها في السينما من خلال فيلم "الدكتور" عام 1937، ثم توالت أعمالها الفنية ما بين المسرح القومي، والسينما، والإذاعة، لتصبح واحدة من أبرز الممثلات في جيلها.
تميزت زوزو بأداء دور الأم القاسية والزوجة المتسلطة،وقدمت شخصيات لا تُنسى في أفلام مثل الخرساء، لواحظ، أنا حرة، الحب لا يموت، وشاركت الراحلة أم كلثوم في فيلم "سلامة"، وشادية في فيلم "لحن الوفاء".
ورغم قوة حضورها الفني، لم تقتصر مسيرتها على التمثيل فقط، بل شغلت عدة مناصب ثقافية مهمة؛ عملت في رقابة المصنفات الفنية لمدة 3 سنوات، ثم تولت إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة عام 1959، كما تولت التدريس في معهد السينما إلى جانب الفنان عبد الوارث عسر.
من أبرز محطاتها الفنية، تعاونها المستمر مع المخرج حسن الإمام الذي شاركت في 12 فيلما من أفلامه، وكان أغلبها أمام الفنان محمود المليجي.
كما شاركت في العديد من الأعمال الدرامية التي حفرت مكانها في ذاكرة المشاهدين، أبرزها: ألف ليلة وليلة، رأفت الهجان، دموع صاحبة الجلالة، ذئاب الجبل، بكيزة وزغلول، السبنسة، مستر كاراتيه.
لم تؤمن زوزو نبيل بفكرة الاعتزال، بل كانت تؤكد دائمًا أن التمثيل يمنحها الشباب، وقالت في حوار سابق: "أنا في الخامسة والسبعين، والتمثيل يجعلني أشعر أنني في الخامسة والستين، وإذا اعتزلت سأشعر أنني في الخامسة والثمانين!"
حصلت على جوائز وتكريمات عديدة، منها جائزة عن فيلم "أنا حرة"، كما كُرّمت من مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1995، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1996، وإن لم تتمكن من الحضور لتسلُّم الجائزة بسبب مرضها.
كان آخر أعمالها السينمائية هو فيلم "رجل مهم جدًا"، لكنها رحلت عن عالمنا قبل عرضه بخمسة أشهر، لتغيب بجسدها وتظل حاضرة بأعمالها وإرثها الفني الثري.
في ذكرى ميلاد زوزو نبيل، نسترجع مشوار فنانة لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت مدرسة في الأداء، وسيدة من طراز خاص أعطت للفن عمرها وحياتها، ورفضت أن تُطفئ أضواء المسرح قبل أن تُطفأ أنفاسها.