بورسعيد
غياب اللوحات الإرشادية وصافرات الإنذار يثير الغضب
بورسعيد: أيمن عبدالهادى
تشتد درجات الحرارة، فيتوافد الآلاف على شاطئ بورسعيد الشعبي، الذي يمتد لأكثر من 9 كيلومترات ويُعد المتنفس المجانى لعشرات الآلاف من البسطاء، إلا أن موجة غضب انفجرت بين الزائرين بسبب الانهيار شبه الكامل لمنظومة الإنقاذ البحري، والغياب الملحوظ للمنقذين، وتدهور حالة أبراج المراقبة، ما ينذر بكارثة قد تودى بحياة الأبرياء، فى ظل تجاهل إداري غير مفهوم.
وخلال جولة ميدانية لـ «روزاليوسف»، رصد غياب تام للمنقذين عن أبراج الإنقاذ المتهالكة، وافتقار الشاطئ أبسط أدوات التوجيه أو التحذير، فلا أعلام تشير إلى حالة البحر، ولا لوحات إرشادية، ولا صافرات إنذار، كما غابت أى تعليمات مكتوبة تحدد الخطوط الآمنة أو المناطق المحظورة، ما يهدد سلامة رواد الشاطئ، خاصة الأطفال.
طارق عثمان، المدير السابق للشاطئ، وأحد خبراء السلامة البحرية، أبدى قلقه الشديد، مؤكدًا أن طبيعة البحر المتوسط فى بورسعيد تفرض ضرورة تواجد فرق إنقاذ مدربة وأبراج مجهزة، مع تزويد كل منقذ بملابس مميزة، وصافرات قوية، وأدوات تدخل سريع، إذ إن أولويات الاستعداد الصيفى يجب أن تبدأ من هذه النقطة، لا من المظهر الخارجى أو الخدمات الترفيهية.
«غير مسبوقة».. بتلك الكلمات، وصف جابر فضل، أحد مؤجرى الشماسى والكراسى على الشاطئ، أزمة غياب المنقذين هذا العام، رغم صدور قرارات واضحة من اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، بدعم المنظومة، لافتًا إلى أن شكاوى العاملين بالإنقاذ تزايدت بسبب تدنى الرواتب، الأمر الذي يتطلب تحرير مذكرة رسمية تطالب بتحسين أوضاعهم، إذا كنا نريد منهم أداء واجبهم فى حماية الأرواح لا أكثر.
ذلك التدهور المتكرر فى ملف الإنقاذ يُعيد فتح جرح سنوى مؤلم، إذ يظل شاطئ بورسعيد مقصدًا رئيسيًا لعشرات الآلاف من محدودى الدخل من محافظات القناة والدلتا، لما يتمتع به من طابع شعبى وأسعار متاحة للجميع، لكنه يفتقد الحد الأدنى من الأمان، وسط غياب رقابى وتنفيذى غير مبرر.. ويطالب خبراء ومواطنون محافظ بورسعيد، بسرعة التدخل لإعادة بناء منظومة الإنقاذ من جديد، بدءًا من تأهيل الأبراج وتزويدها بالمعدات، وصولًا إلى تحسين أوضاع المنقذين ماديًا، وتطبيق آلية رقابة صارمة تحاسب المقصر وتحمى المخلص، لضمان سلامة الزائرين، وتفادى الكارثة قبل وقوعها.


















