عاجل
الخميس 4 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
المشاركة المجتمعية وتعزيز القيم الإنسانية

المشاركة المجتمعية وتعزيز القيم الإنسانية

"المشاركة المجتمعية"، مصطلح ليس غريبا عن أمورنا الحياتية والعملية، ونظرا لأهمية المشاركة المجتمعية ودورها الفعال على أرض الواقع، أصبحت منتشرة ومتداولة بيننا كثيراً، هناك من يعرف قيمتها وفائدتها، وهناك من لا يغفل عن القيمة الإنسانية نتاج تطبيق هذا المصطلح، قبل أن أغوص في معنى ومفهوم هذا المصطلح الذي جمع بين هاتين الكلمتين (مشاركة - مجتمع)، وذلك لأن من أجل فهم أي مصطلح مركب من الضروري تفكيك مكوناته الأساسية كي نشرع في الفهم.



لفظ "مشاركة"، هو مصطلح يستخدم لتوضيح الدور الإيجابي والفعال للانضمام والمساعدة والمساهمة المتبادلة بين طرفين أو أكثر، فلكل طرف مهام ودور يشارك من خلاله، لذا نجد أن المشاركة تهدف إلى تحقيق غاية مشتركة أو فائدة متبادلة من خلال التعاون والاندماج عن طريق جهد منسق بين الأطراف المعنية.

 

بينما  تأتي كلمة "مجتمع" لكي تشير إلى مجموعة من الأفراد يعيشون معاً في إطار نطاق جغرافي محدد، يلتقون ويتفاعلون مع بعضهم البعض من خلال رباط اجتماعي ذي خصائص مشتركة، وكلمة "مجتعمية" هي صفة تشير إلى كل ما يتعلق ويرتبط بالمجتمع.

 

عندما نجمع هاتين الكلمتين لتشكيل مصطلح "المشاركة المجتمعية" نجد أن المعنى ذو مفهوم عميق وواضح، حيث يعني هذا المصطلح اندماج أفراد المجتمع في فعاليات وأنشطة من أجل المساهمة في تحسين الصورة الحياتية لمجتمعهم، بينما انخراطهم في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أو غيرها من الأنشطة المختلفة، يهدف إلى التمسك بتعزيز القيم الإنسانية وتحسين الأداء والخدمات.

المجتمع القوي المتماسك هو الذي يتميز بمشاركة وتفاعل أفراده إيجابيا مع بعضهم البعض في الأنشطة والفعاليات المجتمعية، التي بدورها تلبي احتياجات جميع فئات المجتمع دون تفرقة، مما أسفر عن صور إنسانية المعنى، وحضارية المظهر، ومنها: دعم المؤسسة التعليمية أو الصحية أو الثقافية بهدف تحسين أداء هذه الأنشطة وخدماتها من خلال حرص أفراد المجتمع على التعاون والتفاعل لتحقيق أهداف مشتركة.

فى الوقت الراهن نحن على اعتاب دخول المدارس وبداية الفصل الدراسي الأول ٢٠٢٥ _ ٢٠٢٦، أعتقد أنه حان الوقت لتطبيق "المشاركة المجتمعية" وتفعيلها في المجال التعليمي، فلتكن البداية من المدارس الحكومية التي في أمس الحاجة للدعم والمشاركة المجتمعية، بجانب دور وزارة التربية والتعليم، كما أننا لا نغفل أن الجانب الصحي أيضا يحتاج إلى مد يد الدعم والمساندة داخل المؤسسات الصحية الحكومية طوال العام، إلى جانب المؤسسات الثقافية التي تُعد من أهم الأماكن المساهمة في تحقيق الترفيه والخروج من تحديات طاحونة الحياة.

 

  المشاركة المجتمعية، تعزز القيم الإنسانية وتساهم في بنائها، بينما القيم الإنسانية تدعم المشاركة المجتمعية وتجعلها أكثر فاعلية، لذا يجب على كل المؤسسات المشار إليها سابقاً أن تكون لها استباقية في عملية التوعية بأهمية المشاركة المجتمعية وكيفية تفعليها، والكشف عن العائد من تطبيقها، وتوفير خيارات متنوعة أمام أفراد المجتمع لكي يعرف كل فرد دوره ومهامه المنوط بها تجاه كل مؤسسة، بالإضافة إلى بناء جسور التواصل المستمر بين تلك المؤسسات والمجتمع المدني "أشخاص، ومؤسسات"، وذلك من أجل ترسيخ مبدأ  الثقة والشفافية في التعامل.

 

ختاماً.. بعد إلقاء الضوء على معنى ومفهوم المشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى استعراض دورها الإيجابي في  تطوير المنظومة التعليمية والصحية والثقافية وغيرها من مجالات وأنشطة متنوعة، أتمنى أن تترجم وتفعل "المشاركة المجتمعية" على أرض الواقع خاصة أوقات الانتخابات بكل أنواعها "برلمان، نقابات، الأندية، وغيرها"، حيث يستقطع كل مرشح جزءا ماليل من حملته الانتخابية ويقوم بتوجيهها نحو المشاركة المجتمعية، فيقوم بشراء أجهزة طبية يتم التبرع بها للمستشفيات الحكومية التي تخدم قطاعا كبيرا من المواطنين، وبالنسبة للمدارس الحكومية عبر تجديد دهان الفصول وصيانتها، أو دعمها بالمقاعد "ديسك"، وغيرها من الاحتياجات المهمة.

 

أخيراً.. المشاركة المجتمعية ليست إجبارية بل هي نابعة من عدة عوامل ومصادر، أهمها: رغبة أفراد المجتمع في المساهمة في التنمية، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتلبية الاحتياجات المجتمعية المختلفة، دون إجبار أو إلزام، فهناك من يصفها برد الجميل لبلده، وهناك من يؤكد على أن المشاركة المجتمعية والقيم الإنسانية وجهان لعملة واحدة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز