عاجل
الخميس 21 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
جمعية النقاد السرية

جمعية النقاد السرية

كل فترة يتكرر الجدل حول اختفاء النقد السينمائي المتخصص، وتتصاعد الشكوى من أن صفحات الفيس بوك ومعظم ما تنشره "مدفوع مقدمًا"، هي التي تحدد أولويات الجمهور، تصعد بفيلم أو مسلسل إلى أعلى عليين، وتنزل بآخر تحت الأرض، الأفلام الجادة والمميزة لا مجال لها دون ميزانية.. والنقاد المحترفون غير قادرين على الوصول للناس، تجدد هذا النقاش مؤخرًا فقلت لمحدثي إن هناك ظلمًا إعلاميًا يقع على جمعيات النقد الجادة، لأن نشاطاتهم لا يهتم بها الإعلام، تحداني بأن أضرب مثالًا، قلت له فلتتابع نشاطات أهم جمعية نقاد مصرية "جمعية النقاد المصريين"، والتي أعلم جيدًا أن القائمين عليها من خيرة نقاد السينما مصريًا وعربيًا ويتم الاستعانة بهم لتنظيم ملتقيات نقدية في دول شقيقة، كنا نجلس معًا في أحد المقاهي وفتحت له صفحة الجمعية على فيس بوك لعلي أفوز بالتحدي لكني خسرت من اللحظة الأولى!



الجمعية التي تضم عشرات النقاد، صفحتها على فيس بوك أقرب لصحراء جرداء مليئة بالتناقضات، منذ بداية العام، عدد الندوات لا يزيد على ثلاث، والأغرب أن منها ندوتين عن نفس الفيلم!! وكأن إنتاج السينما المصرية لا يحمل تعددية تسمح بتنويع الاختيارات، لا يوجد أي شيء عن الأفلام القصيرة، ندوات أو ورش نقدية، لا شيء على الإطلاق، فقط منشور كل شهر أو شهرين، بل إن الشهور الأربعة الأخيرة من العام الماضي لم تشهد أي حدث، رغم أنها نفس الفترة التي يقام فيها كل المهرجانات العربية تقريبًا.

تحملت شماتة صديقي، ودفعت أنا ثمن المشاريب بعدما خسرت التحدي، ورفضت تكرار الرهان مع صفحات جمعيات أخرى، إذا كان هذا حال الجمعية عضو الاتحاد الدولي للنقاد فكيف بالجمعيات المحلية؟

قلت لنفسي وأنا أغادر المقهى ربما السبب قلة الإمكانات والعلاقات، لكننا في عصر التكنولوجيا ويمكن استخدام تقنيات أقل تكلفة لإقامة نشاطات أكثر، أما عن العلاقات فللجمعية نجوم في النقد قادرون على استقطاب الضيوف والمبادرات، لكنّ لغزًا ما جعلها على ما يبدو "جمعية سرية بلا نشاط معلن" على حد وصف صديقي الفائز بالرهان.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز