
نقابة الصحفيين بالإسكندرية تحتفي بذكرى سيد درويش ودعوات بتحويل منزله لـ"متحف"

نسرين عبد الرحيم
نظّمت نقابة الصحفيين بالإسكندرية ندوة ثقافية بعنوان "سيد درويش ومتحفه المنتظر"، وذلك في إطار إحياء ذكرى فنان الشعب سيد درويش، بمشاركة عدد من المثقفين والفنانين، من بينهم الكاتب المسرحي ميسرة صلاح الدين، ومينا زكي مؤسس مبادرة "سيرة الإسكندرية"، والمطرب عمر غزال، وأدار الحوار الكاتب الصحفي أحمد سليم.
وفي كلمتها، أكدت الصحفية شيرين العقاد أن اسم سيد درويش، بعد أكثر من قرن على رحيله، لا يزال حاضرًا في الوجدان المصري والعربي، بفضل موسيقاه الخالدة التي لامست هموم الإنسان البسيط، وعبّرت عن الواقع الوطني والاجتماعي، ليصبح بحق "فنان الشعب"، مشيرة إلى أن مقطوعاته لا تزال حاضرة في المناسبات القومية والاجتماعية، وكأنها وُلدت اليوم.
وتحدث الكاتب المسرحي ميسرة صلاح الدين عن العلاقة الوجدانية بينه وبين سيد درويش، انطلاقًا من انتمائهما المشترك إلى مدينة الإسكندرية، مؤكدًا أن سيرة درويش كانت دائمًا مصدر إلهام له.
وأضاف: "كثيرًا ما تساءلت: ما سر تفرّد سيد درويش؟ وكيف استطاعت موسيقاه أن تعبر الزمن دون أن تفقد بريقها؟ كل لحن له، حين يُعاد غناؤه، يثير نفس الإعجاب وكأنه يُسمع لأول مرة."
وأشار إلى أن حياة درويش تزامنت مع مرحلة فارقة من التاريخ المصري، اتسمت بتحولات اجتماعية ووطنية عميقة، ما انعكس في فنه الذي أصبح جزءًا من الذاكرة الجماعية للمصريين.
ومن جانبه، أوضح مينا زكي، مؤسس مبادرة "سيرة الإسكندرية" وصاحب مشروع متحف سيد درويش، أن الحفاظ على تراث فنان الشعب يتطلب الحفاظ على منزله الكائن بمنطقة كوم الدكة، إحدى أقدم مناطق الإسكندرية.
لكنه حاليًا في حالة معمارية متدهورة، مشيرًا إلى أنه نجح في التوصل إلى اتفاق مع ملاك الأرض– من عائلة شتيوي– لإقامة المتحف بنظام حق الانتفاع وبالجهود الذاتية.
وقال زكي: "المنزل يستقبل العديد من الزوار يوميًا، بحثًا عن مكان عاش فيه فنان الشعب. تحويله إلى متحف سيجعل منه مزارًا ثقافيًا وسياحيًا مهمًا، يجمع بين المقتنيات الشخصية لسيد درويش وسيرته الفنية والإنسانية."
قال الكاتب الصحفي أحمد سليم إن ذكرى سيد درويش تمثل مناسبة وطنية تستحق التوقف عندها، معتبرًا أن درويش لم يكن مجرد ملحن أو مطرب، بل "صوت الشعب وروح الوطن".
وأضاف: كان قريبًا من الناس، غنّى للعمال والفقراء والوطن، وساهمت الإسكندرية في تشكيل وعيه الفني، ولهذا فإن تخليد ذكراه في متحف يليق به هو حق مستحق.