
رئيس كينيا يطالب بمنح أفريقيا مقعدين دائمين بمجلس الأمن مع حق الفيتو

وكالات
دعا الرئيس الكيني ويليام روتو، في خطاب قوي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن الدولي ومنح القارة الأفريقية مقعدين دائمين مع كامل الصلاحيات بما في ذلك حق النقض (الفيتو)، معتبراً استبعاد أفريقيا من المجلس "ظلماً فادحاً وغير مقبول".
وقال روتو- في كلمته أمام الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة-: "على مدى عقدين، ظل هذا المطلب يتجاهل أو يُؤجَّل أو يُناقش بلا نهاية، على حساب أفريقيا وشرعية الأمم المتحدة ذاتها.. لا يمكن أن تدّعي الأمم المتحدة تمثيل الجميع بينما تتجاهل أصوات 54 دولة".
وأضاف الرئيس الكيني، أن أفريقيا لم تعد تقبل البقاء على هامش الحوكمة العالمية، "بينما يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بالسلام والأمن والتنمية من دون فهمنا أو وجهة نظرنا أو صوتنا".
وطالب روتو، بمنح القارة مقعدين دائمين واثنين غير دائمين، مشدداً على أن البنية الحالية للمجلس "تعكس فقط أولويات القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية"، مؤكداً أن "إصلاح مجلس الأمن ليس منّة لأفريقيا، بل ضرورة لبقاء الأمم المتحدة نفسها".
وأشار إلى أن مجلس الأمن يضم حالياً خمسة أعضاء دائمين هم: الولايات المتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا وفرنسا، يتمتعون بحق الفيتو، بينما يتم توزيع المقاعد العشرة الأخرى بشكل غير دائم إقليمياً. واعتبر أن استبعاد أفريقيا يقوّض مصداقية المنظمة الدولية، موضحاً أن القارة تتحمل عبئاً غير متناسب من عدم الاستقرار، ورغم مساهماتها الكبيرة في عمليات حفظ السلام ، إلا أنها تبقى القارة الوحيدة من دون مقعد دائم على طاولة اتخاذ القرارات التي تحدد مصيرها".
وشدد على أن الأمم المتحدة إذا أرادت الحفاظ على دورها وشرعيتها في القرن الحادي والعشرين، فعليها أن تعكس واقع اليوم لا ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945. وأعرب الرئيس الكيني عن "قلق كينيا البالغ" إزاء الكارثة الإنسانية في غزة، ودعا إلى وقف إطلاق نار دائم واحترام القانون الدولي. وقال: "فقط من خلال مثل هذه العملية يمكن تحقيق رؤية حل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب، في سلام وأمن".
وانتقد الرئيس روتو، المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بسبب ما وصفه بـ"اللاعدالة" تجاه أفريقيا. وقال إن المقرضين يميلون إلى منح أموال أكثر للدول الغنية، بينما "يعاقبون" أفريقيا بفوائد مرتفعة، ومبالغ قروض ضئيلة، وشروط عديدة. وأضاف: "على سبيل المثال، خلال التوزيع الأخير لحقوق السحب الخاصة (SDRs) من صندوق النقد الدولي، ذهب 64% إلى الدول الغنية التي ليست بحاجة تُذكر إلى دعم السيولة، بينما حصلت أفقر الدول على 2.4% فقط. هذا الخلل يبرز كيف أن المؤسسات التي يُفترض أن تحمي الاستقرار المالي العالمي غالباً ما تكرس التفاوت بدلاً من معالجته".
وأكد الرئيس الكيني- في ختام كلمته- أن صمت العالم عن استمرار التهميش الذي تتعرض له أفريقيا لم يعد مقبولاً، مشدداً على أن القارة التي تمثل أكثر من مليار ونصف المليار نسمة وتلعب دوراً محورياً في الأمن والسلم الدوليين، لن ترضى بأقل من تمثيل عادل في المنظمات الدولية.. وقال روتو إن "إصلاح منظومة الحوكمة العالمية لم يعد خياراً بل ضرورة ملحّة لضمان بقاء الأمم المتحدة واستعادة مصداقيتها أمام الشعوب".