عاجل
الأربعاء 1 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
نجيب محفوظ فى ميلانو

نجيب محفوظ فى ميلانو

تتجلى قدرة الأسماء التي تحظى بتقدير دولى أن تجعل رمزية الاسم علامة فارقة فى حياتنا ذات تأثير ومدلول بعيد الأثر عن مجرد انتماء الاسم لإحدى المجالات، وإنما البعد الوطني الذي ترسخه فى أذهان أجيال متعاقبة، له امتداد عميق وثبات لهويتنا العتيدة. 



ومن بين تلك الرموز الذي نفخر بتفرده وحصوله على جائزة نوبل أديبنا الكبير نجيب محفوظ، الذي ما زال اسمه يتردد فى أوساط المثقفين شرقًا وغربًا بقيمته الأدبية النادرة، ومن هذه المنزلة الرفيعة كانت جدوى وضع اسم أديب نوبل على المدرسة المصرية الوحيدة بإيطاليا وتحديدًا فى مدينة ميلانو. هذه المدرسة التي سعى لتأسيسها أحد أبناء الجالية المصرية المخلصين الأستاذ محمود عثمان وبرفقته الأفاضل وليد فوزى وسمير الحفناوى، ليتم تأسيس مدرسة ذات طبيعة استثنائية فى دراسة المناهج الإيطالية والمصرية على حدٍ سواء، ليتخرج أبناؤها متمسكين بهويتهم الوطنية، ومتعمقين فى الثقافة الإيطالية، وما يدعو للاعتزاز بهذه المدرسة، أنها تأسست بالجهود الذاتية، وما زال القائمون عليها يبذلون الغالى والنفيس لتستمر فى أداء مهمتها الوطنية والقومية بتمسك أبناء الجالية المصرية والجاليات العربية بثقافتنا المتميزة وما تكتنزه من عادات وتقاليد رصينة فى الحفاظ على انتمائنا الوطني، والتحامنا بلغتنا الأم، وحرصنا على ارتباط الأجيال الجديدة ببلدهم وخاصة ممن ولدوا خارج أرض الوطن، لتكون تلك الأرض مصرية خالصة منذ أن تطأ قدمك أولى الخطوات نحوها، فتشعر أنك انتقلت من أوروبا فى لحظة واحدة، إلى بقعة مصرية تحيطها المشاعر الدافئة، والحنين الذي يطوق سور المدرسة بكل من فيها.

كانت زيارتى الأولى فى سياق التعاون بين الأكاديمية المصرية للفنون بروما، وهذه المؤسسة التعليمية الراقية، والتي شاهدت فيها روح الأسرة بين كل أفرادها، ورغبتهم الشديدة على العطاء من أقواتهم ووقتهم بمنتهى الوفاء للوطن. وقد تملكنى الفخر والسعادة حين رأيت علم بلدى يرفرف ليبشر بقوة مصر الراسخة وحرصها على أبنائها، وكان تعاوننا يعكس رسوخ المؤسسات المصرية رغم أنه الأول من نوعه بعد مرور 19 عامًا على إنشاء المدرسة، لكن حينما ينبت الزرع وترويه بإيمان فلا بد أن ينمو ويزدهر، فما سقيناه بقلوبنا سنجنى ثماره شئنا أم أبينا وسيستمر ولن يتوقف على حدود الأشخاص بل سيبقى الأثر.

أما زيارتى الثانية للمدرسة فكانت بدعوة لحضور حفل ختام العام الدراسى، وما أثلج صدرى وجود وزيرة التعليم الإيطالية وعدد من نواب البرلمان الإيطالى وسيادة القنصل أحمد البقلى، وكان اهتمام الحكومة الإيطالية وثناؤهم على المدرسة فى أداء دورها يسر الفؤاد. وعن تقديم المواهب المتميزة غناءً وتمثيلًا وإلقاءً، وحرص المدرسة على ظهورهم بأزياء مصرية الطابع، تؤكد هويتنا وحضارتنا المصرية بجذورها المتينة، فانعكاسه كرامة واعتزاز بمصريتنا، وتقدير للدور الثقافى والدبلوماسى والتعليمى الذي تقوم به البعثة المصرية فى تعزيز العلاقات بين البلدين واستمرار مد جسور التعاون لتوطيد العلاقات المصرية الإيطالية المتماسكة.

ومع تقديرنا الكبير لدعم الدولة الإيطالية لهذه الجهود الذاتية، لكن كذلك أثق أن دولتنا العظيمة وحكومتنا الرشيدة ستحرص على مزيد من الدعم والاهتمام بتلك المؤسسة التعليمية دون اقتصارها على الجهود الذاتية وذلك باعتبارها أحد أسلحة القوة الناعمة فى مواجهة قوى الظلام فى الداخل والخارج، لتظل دائمًا بأصالتها ورسالتها معول بناء نفخر به كمصريين فى واحدة من أهم الدول الأوروبية، وأيضًا ليستمر اسم أديبنا الكبير محلقًا فى دول العالم نتباهى بما حققه ليكون أيقونة نجاح يسير على خطاه أجيال من المصريين.

 

نقلًا عن مجلة صباح الخير

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز