
وزير قطاع الأعمال: روزاليوسف لم تكن مجلة.. بل فكرًا تنويريًا قاد معركة الوعي قرنًا كاملًا

شريف كمال
أعرب المهندس محمد الشيمي، وزير قطاع الأعمال العام، عن سعادته بالمشاركة في احتفالية مرور مائة عام على صدور العدد الأول من مجلة روزاليوسف، مؤكدًا أن هذا اليوم لا يمثل مجرد مناسبة احتفالية، بل محطة فارقة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية.
وقال الشيمي في كلمته خلال الحفل المقام بأحد فنادق القاهرة: "يشرفني المشاركة في هذا اليوم التاريخي، الذي لا نحتفل فيه فقط بمئوية مؤسسة عريقة، بل بحدثٍ ترك أثرًا حقيقيًا في وجدان الأمة، وصنع جزءًا من وعيها الجمعي على مدار قرن من الزمان".
وأضاف الوزير أن مؤسسة روزاليوسف لم تكن يومًا مجرد مجلة، بل كانت فكرًا تنويريًا حمل رسالة سامية، انطلقت من إيمان عميق بأن الصحافة ليست مهنة فحسب، بل مسؤولية ورسالة.
وأكد أن تأسيس المؤسسة على يد السيدة فاطمة اليوسف، في وقتٍ لم يكن يسمح فيه المجتمع للمرأة بتولي القيادة، يعد تجسيدًا لقوة الإرادة والإيمان بالفكر الحر، مشيرًا إلى أن روز اليوسف منذ صدور عددها الأول كانت في قلب المعارك الفكرية الكبرى، دفاعًا عن الوعي والهوية الوطنية، ولم تحِد عن هذا النهج طوال مائة عام.
وتابع الشيمي قائلاً إن الدولة تنظر إلى الأصول العامة ومنها المؤسسات الصحفية القومية ليس باعتبارها كيانات اقتصادية فقط، بل جزءًا أصيلًا من البنية التحتية للدولة الحديثة، التي تقوم على الوعي والثقافة قبل أي شيء آخر.
وأوضح أن وزارة قطاع الأعمال تؤمن بدور الإعلام والصحافة في دعم الدولة، معتبرًا أن دعم الإعلام الوطني الرصين رسالة لا تقل أهمية عن أي مشروع اقتصادي أو صناعي. واختتم وزير قطاع الأعمال كلمته بتوجيه التحية لجميع العاملين في مؤسسة روز اليوسف من صحفيين ومحررين، مثمنًا دورهم التاريخي في مواجهة الإرهاب والفساد، وفي الدفاع عن قيم الحرية والعدالة والتنوير. وقال إن ما قدمته روزاليوسف عبر تاريخها الطويل سيظل شاهدًا على أن الكلمة الحرة هي أساس بناء الدولة القوية.
وتأتي مئوية مؤسسة روزاليوسف كاحتفالٍ لا يكتفي باستدعاء التاريخ، بل يفتح صفحات الذاكرة على رحلةٍ من التنوير امتدت قرنًا كاملًا، ظلّت خلالها هذه المؤسسة علامةً فارقة في مسيرة الصحافة المصرية والعربية. فمنذ بدايتها، جمعت بين الفكر والفن والسياسة، وصاغت ملامح وعيٍ جمعيٍّ شكّل أجيالًا متعاقبة من الكتّاب والمبدعين، ممن آمنوا بأن الكلمة يمكن أن تكون موقفًا، وأن الفنّ يمكن أن يكون سلاحًا في وجه الظلام. ولم تكن روز اليوسف يومًا مجرد مطبوعةٍ أو دار نشر، بل كانت ـ وما تزال ـ وجدانًا مصريًا خالصًا، ومنبرًا للفكر المستنير وجرأة الموقف، وصوتًا حرًّا دافع عن الوطن والإنسان في وجه العواصف. وبعد مائة عام، ما زال اسمها يرمز إلى حرية الكلمة، وإلى الإرث الذي لا يُشترى ولا يُورَّث، بل يُصنع بالعرق والشغف والموقف.
وتحمل الاحتفالية هذا العام طابعًا توثيقيًا خاصًا، إذ تُعيد تقديم مسيرةٍ حافلة بالإنجاز والعطاء من خلال ملفاتٍ نادرة وإصداراتٍ خاصة توثّق محطات المجلة الكبرى، وتستعيد أصوات رموزها الذين شكّلوا وجدان الصحافة والفكر في مصر والعالم العربي، من فاطمة اليوسف إلى إحسان عبدالقدوس، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، وغيرهم من روّاد النور والكلمة.
كما تُسلّط الأعداد التذكارية الضوء على الدور الوطني الذي لعبته المؤسسة في مختلف المراحل؛ من مواجهة الاستعمار والدكتاتوريات، إلى مواكبة ثورة يوليو وحرب أكتوبر، وصولًا إلى رصد التحولات الاجتماعية والثقافية التي عاشها المجتمع المصري على مدار مائة عام. وفي ملفاتها الخاصة، تفتح روز اليوسف أرشيفها الثري لتقدّم للجمهور كنوزًا من المقالات والكاريكاتير والصور والتحقيقات النادرة، التي تعيد قراءة التاريخ بعيون الصحافة، وتُذكّر بأن المهنية والشجاعة الفكرية ليستا شعارًا يُرفع، بل مبدأ عاشته هذه المؤسسة منذ لحظتها الأولى وحتى مئويتها الخالدة.