القاهرة السينمائى يحلق بكبرياء على جناحى اتفاق السلام والمتحف الكبير

تأتى النسخة الـ46 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى التي يفتتح فعالياته- الأربعاء المقبل - على خلفية إنجازات غير مسبوقة من الناحية السياسية والثقافية والحضارية على جناحى حدثين عظيمين على أرض مصر وهما اتفاق شرم الشيخ للسلام وافتتاح المتحف المصري الكبير.

أمام مهرجان القاهرة السينمائى وهو أعرق مهرجان سينمائى دولى فى الوطن العربى والشرق الأوسط ورئيسه النجم الكبير حسين فهمى الفرصة لتقديم دورة استثنائية تليق باسم مصر وحضارتها على مستوى استعراض قوتها الناعمة فى حضرة نجوم العالم وصناع السينما واستغلال التريند العالمى لمصر بحضور مبدعى العالم.

مهرجان القاهرة السينمائى كان قد اتخد خطوة شجاعة العام قبل الماضى وقرر تجميد فعالياته تعاطفًا مع أهالينا بفلسطين وعلى أرضنا الطيبة واستمرارًا لموقف مصر التاريخى جاء اتفاق السلام بشرم الشيخ بحضور زعماء العالم لوقف إطلاق النار ونزيف الدم فى خطوة تليق بعظمة وعروبة مصر وموقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وفى هذه الدورة حان وقت الاحتفال بهذه الخطوة التي صنعت بمصر بخلق حدث فى أيام المهرجان مثل العام الماضى والاحتفال بالسينما الفلسطينية، وفى الوقت نفسه الاحتفاء بافتتاح أكبر متحف أثرى فى العالم الذي يوثق إبداع الحضارة المصرية منذ فجر التاريخ ولهذا لا بد من تخصيص زيارة لضيوف المهرجان له لمشاهدة عظمة تاريخنا عن قرب وإننا لمنتظرون والكلام لحسين فهمى وعدم الاكتفاء ببرقية التهنئة التي تقدمت بها إدارة المهرجان بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، وقالت فيها: هذا الصرح الحضارى الشامخ الذي يمثل أيقونة جديدة تُضاف إلى كنوز مصر الخالدة، وفى هذه اللحظة التاريخية التي تتجسد فيها عظمة الإرادة المصرية، برعاية ورؤية قيادة سياسية طموحة حوّلت الحلم إلى حقيقة. 

إن افتتاح هذا الصرح العملاق هو تتويج لحلم أجيال، ورسالة للعالم أجمع بأن مصر، بتاريخها العريق، تواصل إبهار البشرية بإبداعها وقدرتها على صون تراثها وتقديمه فى أبهى صورة.

إدارة المهرجان وفى لفتة رائعة قد رأت انطلاقًا من دور المهرجان الثقافى والإنسانى كمنصة تعبّر عن السينما كضمير للعالم، إصدار بوستر رسمي جديد يرسم بداخله قيم السلام والنور والأمل فى مواجهة الحرب والدمار من خلال منفذٍ ضوئيٍّ ساطع يفتح الطريق أمام حمامة بيضاء تحلّق نحو الأفق، فى دلالة مباشرة على السلام والأمل والتحرر، ودور السينما كطريق للحرية والارتقاء الإنسانى.

وكانت انطلاقًا من ثوابتها قررت منح جائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر للممثلة والكاتبة الفلسطينية بنت مدينة الناصرة «هيام عباس» وهى صاحبة بصمة عميقة فى السينما العالمية حيث شاركت فى أكثر من 100 فيلم، وبرعت فى تقديم أدوار نسائية متعددة. اكتسبت شهرة واسعة من خلال أدوارها فى أفلام عربية مهمة مثل: «حيفا»، «باب الشمس» و«الجنة الآن»، وعلى الصعيد العالمى، شاركت فى أفلام ضخمة مثل فيلم «ميونيخ» للمخرج ستيفن سبيلبرغ، «الزائر» للمخرج توماس ماكارثى وكذلك «بليد رانر 2049».. بالإضافة إلى فيلمها الطويل الأول «إرث»عام2012 الذي كشفت فيه أن السينما سبيل للتعبيرعن الهوية والحفاظ على الذاكرة الجماعية، ولهذا فمن المطلوب الآن توسيع دائرة تكريم الفلسطينية المبدعة للاحتفال بهذا الوطن الغالى.

المكرمون بجائزة إنجاز العمر فى افتتاح الدورة وهم: المخرج الكبير محمد عبدالعزيز ومدير التصوير محمود عبدالسميع  والمخرجة المجرية لديكو إينييدى (Ildiko Enyedi) صاحبة «الكاميرا الذهبية» عن فيلمها الروائى الطويل الأول «قرنى العشرون» (My Twentieth Century)، و«الدب الذهبي» عن فيلم «عن الجسد والروح» (On Body and Soul) ومعهم النجم خالد النبوى الفائز بجائزة فاتن حمامة للتميز.. كل هؤلاء على موعد مع دورة استثنائية تتوج إنجازات الجمهورية الجديدة ودولة 30 يونيه فى مصر وطن المبدعين .

نقلاً عن مجلة روزاليوسف