أمين عام مجلس الشئون الإسلامية يشيد بتطوير البحث العلمي في كلية العلوم بنات أزهر
شارك الدكتور محمد عبدالرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في المؤتمر الرابع لكلية العلوم بنات بجامعة الأزهر نائبًا عن الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر الذي يقام برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة.
نقل الأمين العام تحيات الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، مبارِكًا لانعقاد هذا المؤتمر، وداعمًا لكل جَهدٍ علميٍّ رصينٍ تنهض به جامعة الأزهر الشريف، معلنًا تقديره للعطاء العلمي الذي تقوم عليه كلية العلوم للبنات بالقاهرة برئاسة الدكتورة سامية الحسيني أبوفرحة، عميدة الكلية رئيس المؤتمر، في دعم جهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، من خلال دعم جهود التنمية الشاملة التي تقوم عليها الدولة في الجمهورية الجديدة.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكّد الأمين العام للمجلس أن استشراف المستقبل لا يمكن أن يُبنى على الماهيات وحدها، بل يستند إلى "خرائط ذهنيةٍ تُقترن بالزمن في ثلاثية أبعاده: قربًا وبعدًا وتوسُّطًاد"»، وهو ما يجعل من التفكير العلميّ منهجًا لا غنى عنه في بناء الوعي بالمستقبل.
وأوضح أن الأمة التي استعصت على الذوبان في ماضيها قادرةٌ ـ بإرادة شبابها ووعي علمائها ـ على "صناعة المعجزات في حاضرها، مستحقّةً للخلود في استشرافات علوم مستقبلها"، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الهوية لا يتعارض مع القدرة على التقدم والتفاعل مع معطيات العصر. وأوضح معاليه أن انعكاسات الحفظ الإلهي قد ألقت بظلالها على هذه الأمة من أنوار قول الله سبحانه وتعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"؛ فلا خوف عليها، وقلبها النابض أرضُ الكنانة، والمكانة، وهنا تأتي المنهجية الأزهرية بمنهجها الوسطي المعتدل على مدار أكثر من ألف عام.
كما بيّن أن هذه المنهجية ترسم ملامح العقلية الاستشرافية الرشيدة، إذ تقوم على تجنّب مواطن الشبهات، والابتعاد عن الحيرة الفكرية، والالتزام بالتثبّت قبل إصدار الأحكام، والتحلّي بالإنصاف في النظر والتحليل؛ وهي سمات تُشكِّل إطارًا معرفيًّا يضبط حركة العقل ويؤهله لاستشرافٍ واعٍ لمستقبل العلم والدعوة.
مؤكّدًا أن هذا الإطار المعرفي يمثّل أساسًا متينًا لحوار حضاري راقٍ وفهمٍ صحيح لرسالة العلوم الشرعية والإنسانية.
وفي ختام كلمته أضاف سيادته أن المؤتمر المبارك خطوةٌ واثقةٌ في طريقٍ ممتدٍّ نحو مستقبلٍ تُسهم فيه العلوم والمعارف في بناء حضارةٍ راسخةٍ، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتستضيء بنور الوحي، وتستقوي بالعقل، وتستشرف آفاق الغد بثباتٍ وثقةٍ ويقين.



