«هبة يسرى»: لا أحارب الحجاب.. و الخمر والحشيش والجنس.. دراما مشروعة!
كتبت - شيماء سليم
تُشبه «هبة يسري» كثيرًا فى شكلها وروحها وتمردها.. «هبة ياسر» إحدى بطلات «سابع جار».. لكن لا يمكن أن نجزم بهذا الأمر خاصة وأن «يسرى» ترفض دوما التعليق عليه.. و«هبة يسري» هى مؤلفة المسلسل وإحدى مخرجاته الثلاث.. فتاة، شابة، تعشق الوضوح والصراحة والجرأة، ولا تخجل من التجربة أو من الفشل أو من الاعتراف العلنى بأى أزمة تقابلها فى الحياة.. هى آخر من تتوقع أنها تتعمد أن تضع السم فى العسل لأنه ببساطة السم عندها سم خالص والعسل أيضًا عسل خالص!
ومن أول أفلامها «المهنة امرأة» وهو فيلم تسجيلى قصير، كان مشروع تخرجها من السنة الثالثة بمعهد السينما، وهى تضع يدها فى «عش الدبابير»، ليس بحثًا عن السم أو العسل، ولكن لتسلط أضواء كاميراتها على الحقيقة التى نغمض أعيننا طوال الوقت عن رؤيتها.. فى البداية سألناها حول ما يقال عن وضعها السم فى العسل من خلال مسلسلها «سابع جار»، حيث بدأ المسلسل كوميديًا، لطيفًا، ومُمتعًا، وفجأة بدأت تزيح الستار عن الكثير من المحظورات داخل المجتمع، فقالت لنا:
- «لم يكن ذلك مُخططًا له على الإطلاق، كل ما هنالك أن الأفكار تتضح كلما اقتربنا منها، والسير الطبيعى للأحداث يتناسب مع السرد الدرامى، فنبدأ بتقديم الشخصيات ونعرف المُشاهد بها، ثم نقترب أكثر فأكثر، فنعرف المزيد عنهم.. تمامًا مثل الحياة العادية، فى البداية نتعرف بالناس من الخارج، ثم مع الاقتراب منهم نعرف مكنونات شخصياتهم وأزماتهم فى الحياة، لذلك أؤكد أننى لم أتسلل ولم أضع السم فى العسل كما يُشاع».
هناك اتهام آخر بأن الفتيات فى المسلسل تم تقديمهن جميعًا فى حالة من الضياع غير المُبرر.. ما تعليقك؟
- لا أوافق على أن الفتيات فى المسلسل فى حالة ضياع.. يعنى مثلا شخصية «مي»، هى فتاة ناجحة فى عملها، تربت وعاشت خارج مصر لسنواتٍ، فأسلوب تفكيرها وشكل حياتها مختلف عن المألوف، وأزمتها فى الأساس عاطفية، وليس أنها تقيم علاقة غير شرعية أو تجهض حملها، وهذه الأزمة نتيجة تفكيرها وتربيتها المختلفة.. «هبة» التى تشبه الكثير من الفتيات فى مجتمعنا، هى من أكثر الشخصيات التى نالت تعليقات من المشاهدين، فى دفاعى عنها أقول إنها غير مُدانة، لسبب بسيط وهو ضرورة أن نحترم رغبات البشر، هى تريد عمل شيء ما، ومن حقها أن تجرب ما تريد، ومن حقها أن تقتحم عوالم أخرى، من حقها تمامًا.. «فيها إيه؟!».. أى شاب أو شابة فى مرحلة التكوين والتأسيس عندما يجرب ويقتحم ما لا يعرفه، ينضج ويكبر، وفى النهاية ليس ضروريًا أن تكون «هبة» نموذجًا لكل بنات مصر، فنحن تعدادنا 100 مليون.. ربما هناك قليلات مثلها!
وتقديمك للفتاة المحجبة «دعاء» على أنها العصبية المتزمتة.. هل به انتقاد لأسلوب الفتاة المصرية المتدينة وهناك شريحة كبيرة منهن فى مصر؟
- «دعاء» جاءت بهذا الشكل لأن شخصيتها بهذا الشكل وليس لأنها متدينة.. تزمتها ليس لأنها متدينة.. تزمتها بسبب مشاكلها الداخلية.. والناس دائمًا تضع الدين قبل الإنسان، وهذا ليس صحيحًا، فالعكس هو الصحيح.. الإنسان أولاً ثم الدين.. وعامةً، لماذا أحارب الحجاب مثلاً كما يُشاع؟.. لماذا هناك سوء النية فى تفسير هذا الجزء من العمل؟.. هناك الكثير من المحجبات فى المسلسل، وفى الوقت نفسه شخصيات جيدة جدًا، وأحبها الناس مثل «ليلي» و«لمياء» و«هند»، و«نيرمين» مثلاً - وهى صديقة «هبة» - متقبلة صديقتها، بكل تفكيرها وجموحها، وفى نفس الوقت هى نفسها محجبة.. الحجاب ليس له علاقة بالشخصية وأسلوب تفكيرها.
اقتحامك لمحظورات عديدة فى المسلسل.. منها تقديم مشاهد بها شرب خمر.. أو تدخين (حشيش).. ومشاهد عن علاقات جنسية.. كل ذلك كان جرعة كبيرة وغير معتادة فى الدراما التليفزيونية التى تحرص على الوقار دائمًا من أجل المُشاهدين؟
- كلا!.. هذا ليس جديدًا على الدراما، فهناك أعمال تليفزيونية تُعرض على الشاشة ومنذ سنوات ونجد فيها شرب خمور وتدخين حشيش ومخدرات ونجد سيدات بملابس داخلية فى غرف النوم!.. محلات الخمور فى مصر مفتوحة 24 ساعة، والسجائر من أكثر السلع التى يستهلكها المصريون، وشرب الخمور والسجائر ليس مقصورًا على الطبقات الغنية، وإنما موجود أيضًا فى الطبقات المتوسطة.. ولكن أيضًا ليس قاعدة بأن الجميع يفعل ذلك.. هناك من يفعل ومن لا يفعل.
أنتِ صاحبة مشروع «سابع جار» منذ البداية.. كيف وُلِدَ هذا المشروع؟
- فكرة «سابع جار» فى البداية كانت فكرة فيلم، وكانت لديّ منذ فترة طويلة جدًا، وفى عام 2011 فكرت أن تتحول المعالجة إلى مسلسل.. وبعد فترة، بدأت فى الحديث مع «آيتن أمين» على أن ننفذ هذا المشروع معًا، ثم تحدثنا مع «نادين خان»، وبدأنا فى العمل على المشروع، فى الأساس كان له هذا الشكل الطويل، وكنا قررنا أن يكون 60 حلقة، فالمسلسل له إيقاع مختلف عن إيقاع مسلسلات رمضان ذات الـ30 حلقة، فهو أقرب لليوميات العادية.
















