فاطمة عوض الله : الكشري ابقي لي من الفن

كتبت - هبة محمد على

 ملح الفن 3 

أن تكون نجما سينمائيا يشار إليك بالبنان بعد فترة قضيتها فى الوسط الفنى طالت أم قصرت فهو أمر ليس هيناً بالتأكيد، لكن أن تكون نجما فى الحى الذى تسكنه، يلجأ إليك الجميع عند أى ضائقة، لأنهم يثقون دائما فى أن الحل عندك فهو أمر لن تجده إلا عند فاطمة كشرى، تلك السيدة التى التحقت بالفن ككومبارس فى آواخر الثمانينات، بعد مشاركتها فى فيلم( صراع الأحفاد ) وظلت مساحة أدوارها تزداد عاما بعد آخر، حتى أصبحت أيقونة فى معظم الأعمال الكوميدية التى شاركت بها، بالتأكيد ساهم فى ذلك جسدها الضخم، الذى يتم توظيفه فى كثير من الأحيان ليكون مصدرا للإيفيه، لكن هذا لا ينفى أبدا امتلاكها موهبة حقيقية، وحس كوميدى عال، جعلها رقما مهما فى معادلة نجاح أى عمل فنى تشارك به.

كلهم حبايبي

بجوار عربة كشرى ورثتها عن زوجها تجلس المعلمة فاطمة كشرى فى شارع أحمد حلمى، تحيى المارة، وتستمع إلى شكواهم، ولا تتوانى أبدا فى مساعدة أى محتاج فعلى حد قولها قسم الشرطة (كله حبايبها) والأطباء فى مستشفى الساحل يتمنون خدمتها، وبينما يصنع سليمان الصنايعى أطباق الكشرى للزبائن القادمين إليها من كل حدب وصوب، بدأت حوارى معها بسؤالها عن تلك العربة التى لم تظهرها من قبل فى الإعلام، وسبب تمسكها بها رغم ما نالته من شهرة فى الوسط الفنى، لكنها أجابت بأن عربة الكشرى تذكرها بزوجها عزت الذى توفى منذ ثلاثة سنوات، حيث كانا يجوبان الموالد سويا لبيع الكشرى على نفس العربة، والتى ورثها الزوج عن والده، لذا فهى أبقى لها من الفن بالنسبة لها، بل أن من خلالها يتم الانفاق على الأدوار الفنية من ملابس، وأكسسوارات، وليس العكس.

 

 

لدى فاطمة كشرى ثلاثة أبناء هم عمرو، وسيد، ومفيدة، يعمل عمرو فى تربية الحيوانات المفترسة، والغريبة، ويقوم بتوريدها للمشاركة فى كثير من الأعمال الفنية، بينما يعاون سيد والدته بالوقوف على عربة الكشرى فترة الظهيرة، أما مفيدة، فهى من تتولى تحفيظ والدتها لأدوارها السينمائية، وتنسقيق ملابس التصوير المطلوبة للدور.

مقدم تلاجة

دخولها التمثيل جاء صدفة أبعد من الخيال، خاصة أن زوجها كان شديد الغيرة عليها، وبسبب غيرته تركت عملها كعاملة فى المطار، و كممرضة فى إحدى المستشفيات، لكن حلمها بلقاء الفنان نور الشريف ظل دافعا لها لدخول الوسط الفنى، خاصة أنها كانت تمتلك ألبومات، تجمع بداخلها صور نور الشريف المنشورة فى الصحف والمجلات من فرط حبها له، وعن ذلك تقول، كنت أغضب من زوجى أحيانا، وأجلس عند والدتى، وفى إحدى المرات ذهبت إلى منطقة وسط البلد لأدفع مقدم ثلاجة، وفى طريق عودتى وجدت تجمع سألت فقيل لى (دول اللى بيطلعوا فى السيما) وبدون تفكير دخلت بينهم، وقلت للريجيسير المتجمهرين حوله (عايزة أشتغل) فطلب منى أن أحضر فى المساء، ومعى صورة البطاقة، وصورتين شخصيتين، بالإضافة إلى ثلاثة جنيهات، وبالطبع لم أكن أتوقع أن أظهر ككومبارس صامت على الشاشة لأول مرة فى فيلم من بطولة نور الشريف بعنوان (صراع الأحفاد)

وبالرغم من أن الوقوف الأول أمام عدسة الكاميرا كانت نتيجته (علقة سخنة) من زوجها، إلا أن ذلك لم يثنيها عن استكمال المسيرة

كتيبة الإعدام هو ثانى أفلام فاطمة عام 1989، استطاعت من خلاله الاقتراب من نور الشريف بشكل أكبر، والتقاط صورة تذكارية معه، ظلت حديث المنطقة لسنوات، حيث طبعتها، ووزعتها على كل معارفها، التقت بعدها معه فى عدة أفلام، ومسرحيات، لكن يعتبر مسلسل (عيش أيامك) 2004 الذى استمر تصويره لمدة ثلاثة أشهر كاملة هو مخزن ذكريات جميل لفترة عاشتها مع أبطال المسلسل كأسرة واحدة.

 

(عطية الارهابية، الابندا، كده اوكية، وطراقيعو) أسماء لأهم مسرحيات التسعينيات، شاركت فاطمة بها جميعا، وتمتلك جزء كبير من كواليسها، وذكرياتها، حيث عايشت أبطال تلك المسرحيات لمدة أشهر، وتحكى كثيرا عن التزام هنيدى، ومودة السقا، وعن الكواليس التى كان يملأها الحب، والدفء، وهى فى المقابل تعاملت مع الجميع بكل اخلاص، فلم تتطفل يوما على فنان على حد قولها، ولم تدعى مرض ابنتها او ابنها حتى تحصل على دور، أو تزيد أجرها، بل أنها لا تجد غضاضة فى مساعدة أحد هؤلاء النجوم فى إرتداء حذائه، أو ترتيب غرفته.