
العودة للطبيعة.. محلاه "عيش" الفلاحة

المنوفية- منال حسين
- فرن "عزيزة" يعمل بـ"الحطب" ليقدم أشهى المخبوزات
ما أحلاه اللجوء للطبيعة والعودة للماضي، في ظل ارتفاع أسعار جميع السلع والمنتجات، باستخدام الأدوات الطبيعية والمخلفات البيئية، التي استخدمها الآباء والأجداد، خلال العقود الماضية وقبل ظهور التكنولوجيا، فهي ليست صديقة للبيئة فحسب بل وموفرة ماديًا.
ارتفاع أسعار الوقود حول قبلة البعض نحو الماضي، باستخدام "الأفران الفلاحي" لإعداد الخبز أو "الكانون" لطهي الطعام، والتي تشتعل جميعها بالمواد الطبيعية، وعلى سبيل المثال المخلفات البيئية كـ"روث الحيوانات"، أو للمواد الطبيعية كـ"الحطب- الأخشاب"، والتي تقدم أشهي الأطعمة والمخبوزات.
وأمام فرن فلاحي بمركز قويسنا بمحافظة المنوفية تجلس عزيزة فهيم تعد أشهي "عيش درة"، وبالوقوف أمامها واستنشاق رائحته النفاذة تقول بكل تلقائية أمام الجميع "محلاه عيش الفلاحة"، وتمد عزيزة يدها برغيف من الخبز وتعزم على الموجودين لتظهر المعدن الطيب الكريم المتأصل في نفوس الفلاحين.
وتساعد عزيزة في إعداد الخبز، فتحية المساعدة لها وبجوارهم "ماجور الخبز" به "العجين" المحضر لطهيه داخل الفرن الفلاحي، بالإضافة إلى أعواد من "الحطب- الخشب" و"روث المواشي"، اللذين يساعدان علي اشتعال النيران، حيث تقوم فتحية بتقطيع العجين لقطع صغيرة وتفردها بشكل دائري علي "مطرحه"، لتناولها إلي عزيزة تدخلها للفرن وتخرجها علي هيئة عيش درة تقوم بفردة على "حصيرة"، معدة لاستقباله.
عيش الدرة من أنواع الخبز التي يكون عليها الطلب أكثر داخل القري والعزب والمناطق الريفية حيث يطلبه كبار السن وسيدات البيوت لعمل أشهي المأكولات، أما الخبز "الطري- الفينو - السن- الشامي"، يكون الطلب عليه أكثر من جانب فئة الشباب وقانطي المدن.
تقول عزيزة صاحبة الـ٦٥ عامًا: إنها لم تعرف في حياتها غير مهنة الخبازة وكانت تستخدم الأفران الحديثة لإعداد الخبز تماشيًا مع العصر الحديث، إلا أنه مع ارتفاع أسعار الغاز والوقود عادت لاستخدام الأفران الفلاحي القديمة، التي تشتعل بالمواد الطبيعية الغير مكلفة، مضيفة أن للخبز مزاق مميز عندما يعد في الأفران الفلاحي القديمة.
وتضيف عزيزة، أنها تقوم بإعداد الخبز حسب الطلب عليها، مشيرة إلى أن الطلب الأكثر عليها لإعداد عيش الدرة والذي يستخدم أكثر في عمل وجبات الفتة بجميع أنواعها، كما أن البعض يفضل تناوله مع الجبن والعسل والعدس، مؤكدة أنها تتحصل في اليوم الواحد على أكثر من ٧٠ جنيهًا.
وتابعت: إنها قامت بتربية أبنائها الـ٥ بعد وفاة زوجها لتصل بيهم إلى بر الأمان وتعلمهم وتزوجهم وجميعهم مؤهلات عليا بفضل مهنة الخبازة، مضيقة أنها تتمنى أن يعود الشعب المصري، لاستخدام المواد الطبيعية، كونها موفرة ماديًا وأكثر أمانًا وتنتج أجود منتج.