عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تفتح قلبها لـبوابة روزاليوسف:

رغدة: أنا مصرية للصميم.. وهذا هو الفرق بين هيثم وأحمد زكي

هي فنانة لطالما وصفت بالقديرة، أينما حلت تسرق الأضواء بكاريزماتها الطاغية، ممثلة من الطراز الرفيع، وصاحبة الباع الطويل في هذا المجال، تملك شعبية في العالم العربي، ولاتزال تحافظ على نجوميتها، وتظل من الفنانين الأكثر نجومية والأعلى شهرة، لا تحتاج من كلمات التعريف سوى "رغدة".



 

"رغدة" خصّت "بوابة روزاليوسف"، بحوار فيه الكثير من تفاصيل حياتها المهنية كممثلة، فتحت قلبها في حوار مليء بالصراحة والشغف، حول هيثم وأحمد زكي، ومشاركتها في مسلسل "الضاهر"، الذي أعطاه دفعا كبيرا ليدخل قلوب المشاهدين، وغيرها من الأسرار الأخرى التي كشفت عنها من خلال الحوار التالي.

 

- بداية، حدِثينا عن أصداء مسلسل «الضاهر»،.. هل توقعت أن يحصد كل هذا النجاح؟

 

مسألة النجاح من عدمه لا أتوقف عندها كثيرا، أنا أحب عملي، ومن أجل ذلك أنا لا أنزل إلى العمل إلا لـ"كاركتير" أو بمعنى أصح "نمط" أحبه وأحسه جدًا، وهناك بالطبع مقومات أخرى أنظر إليها في العمل، علمًا بأن هذا المسلسل صادف العديد من المشاكل.

أنا أتحدث هنا عن الدور ولا أفكر في هل سينجح العمل أم لا، طالما أنا أقدم الدور باحساس، وكما يقال "ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب"، وعندما يحس الممثل الشخصية جيدا في أي اتجاه أو منحى، أكانت شريرة أم خيرة أو غيرهما، طالما يشعر الممثل بالشخصية، ويقدمها بحب، فبالتأكيد الجمهور سيستقبل الشخصية بالشكل الصحيح.

فأنا لا أنظر إلى النجاح أو الفشل، أنا أنظر فقط إلى تقديم الشخصية، وطالما أنا نزلت من بيتي ودخلت البلاتوه، إذًا أنا أحب هذا العمل، الجميع يعرفون هذا عني.

 

- ما الذي جذبك في “أزهار”.. ألم تترددي في قبول دور سيدة شعبية؟

 

لم أتردد، نهائي، أنا قدمت "البلدي"، ولكن لأول مرة أقدم الشعبية، بالعكس أحببت “أزهار” جدا لأنها سيدة دافئة جدا، هي صوت فقط، ظاهرة صوتية ولكن بداخلها حنان، وأم مصرية للنخاع، وتراها تعاطفت مع البنت، أما مسألة الخوف فهي ملغاة عندي تماما، ولا أقلق.

وفي حال كان حدثني المخرج عن أي شخصية أخرى في البداية غير “أزهار”، فلنفترض "الخوجاية" مثلا، لكنت رفضت وقلت له أريد شخصية أزهار.

 

 

 

 

- ألم تعد تشغلك مساحة الدور؟

 

أنا لا أنظر إلى حجم الدور، ولكن المخرج اضطر لظروف ما ومعروفة للكل، أنه حذف الكثير من الشخصية، وتوقف العمل لمدة عامين، وهناك من توفى ضمن صناع العمل، وهنا من مرض، وواجه المسلسل الكثير من المشاكل، وأول مرة يحدث معي هذا الأمر على مدى مشواري الفني وتاريخ طويل به العديد من الأعمال، لأول مرة أدخل عمل وأجد فيه هذا الكم من المشاكل، على الرغم من أنه كان يسير بشكل جيد في البداية، ولكن الجمهور له ما يراه على الشاشة.

 

- كيف استطعت الحفاظ على نجوميتك بين كثرة النجوم؟

 

أنا أختلف معك هنا، ولكن أنا استطعت الوصول إلى كل شرائح المجتمع، بدءا من الارستقراطي في كابوريا، والطبقة الوسطى في العديد من الأعمال، وكذلك الطبقة الدنيا مثل فيلم رغبات ومسلسل “اسطبل عنتر”، وكانت دائما عيني على "كاركتير" مختلف عن الآخر، فأنا قدمت أعمالا مثل فيلم الحدود، وفيلم التقرير، وفتاة من إسرائيل، ثم تجدني قدمت فيلم مثل "استاكوزا"، لكل شخصية شريحة وناس وجمهور، وأنا طيلة عمري أقدم أعمالا على مسرح دولة، والتجربة الوحيدة التي قدمتها مع عادل إمام في مسرحية بودي جارد، لكي أكسب جمهوره وكسبت جمهوره بالفعل، لكي أوسع الدائرة. ومن قبل “أزهار”، قدمت أيضا نمط "فتاة من إسرائيل"، جسدت شخصية عجوز، وهي والدة الفنان خالد النبوي، مع العلم أن فارق العمر بيني وبين النبوي عامان أو 3 أعوام فقط. 

 

- كل النجمات غير المصريات تتغير مكانتهم في مصر.. إلا رغدة؟

 

في الأجيال الفائتة هناك نجوم كثيرون غير مصريين، مثل سعاد حسني هذه القامة العظيمة أصولها حلبية، وكذلك أنور وجدي، وفريد الأطرش، وغيرهم الكثيرون، وكذلك في الفترة التي بدأت فيها أن أشق طريقي إلى عالم الفن كان هناك الفنانة السورية وفاء سالم وغيرها، ولكن في حالتي أنا، كانت الظروف حليفتي مع الحظ، وكذلك "أنا أخذت مصر من تحت" كما يقال، لم أجلس في بيتي، وكنت شبه مقيمة في الشوارع العتيقة في مصر، ولكن الحمدلله أنا محظوظة، وأنا ثابرت، وكنت أتأني ولم أستعجل في مرحلة الانتشار، وكان الجميع يقولون لي اشتغلي كثيرا لكي تتواجدي، ولكن أنا كنت أرفض، وفي فترة أفلام المقاولات في الثمانينيات، وأنا الحمدلله لم أشارك فيها نهائيا، ولكن في النهاية لا أستطيع قول ذلك عن نفسي، فإذا سألت ناقد فني سيقول لماذا تميزت عن الأخريات.

 

 

 

 

- ألاحظ انتماءك الشديد.. أليس كذلك؟

 

أنا أعتبر نفسي مصرية للصميم، لأن هذه البلد أنا تربيت فيها وأنا أتيت إلى مصر، وأنا في عمر صغيرة جدا، وحصلت على الجنسية مباشرة وتزوجت من مصري وأولادي مصريين، فأنا أعتبر نفسي مصرية. وأنا أعتبر مصر هي بوتقة الفنانين العرب، من لم يمر على مصر ويعمل فيها.. انسى أنه سينجح.

 

- هل واجهت صعوبات في إثبات أن الشكل ليس كل شيء؟

 

هناك شيء اسمه قبول، يسمى الكاريزما، قد يكون الممثل عبقري ولكن ليس لديه قبول، وربنا حباني بهذه الهبة وأنا ليس لدي دخل فيها، هبة من الله. عندما لا يعمل عقل "الإنسان الفنان" بشكل صحيح فهو يفشل.. هل بنيت على الشكل أم المضمون أم الوعي، أم على الثقافة، والثقافة هنا هي السلوك والوعي، وأنا لم أهتم أبدا طيلة مشواري بالشكل.. خالص، بالعكس؛ مر عليّ وقت كنت أرفض العديد من الأعمال التي ترتكز فقط على الشكل، حتى قدمت فيلم "عيون الصقر"، مع نور الشريف، وهي سيدة من مناحي المدينة، لا هي ريفية ولا صعيدية ولا بدوية، ولكن من أطراف المدينة، شخصية فتاة جاهلة تركت المدرسة في الصف السادس الابتدائي، لتتزوج مجند حرس الحدود، وكان هذا الفيلم هو أول إنتاج للسبكي، وحصلت على العديد من الجوائز عن دوري فيه، أنا بدأت فكرة الأنماط أو كاركتيرات من زمان جدا، ولكن في “أزهار”، لأول مرة أقدم الشعبي، والشخصية الوحيدة، التي لم أقدمها حتى الآن هي الصعيدي.

 

- قدمت العديد من الأعمال التي عشقها الجمهور.. لكن هل من عمل فني تمنيت بعد مشاهدته أن تعيد تجسيده من جديد لتقدمه بشكل أفضل؟

 

كل الشخصيات منذ بداية مشواري الفني، وحتى اليوم، وأقل يا سلام لو أرجع أشتغلها مرة ثانية، وهذا طبيعي، وعمر الفنان ما يرضى عن نفسه، ويوم أن ترضى عن نفسه فأنت انتهيت خلاص.

 

- هل هناك عمل فني عرض عليك ثم رفضته وندمت على ذلك؟

 

طبعا، هناك العديد من الأفلام، ويمكن كنت متفرعة في الرفض، ولكن قدمها زميلات آخرون، فلن أستطيع ذكرها احتراما لهم، ولكن منها مثلا فيلم "الصعاليك" للمخرج داود عبدالسيد، وتضايقت بعد أن رأيت الفيلم، وقلت كيف رفضته، ولكن أتذكر أن كان هناك ظرف ما حينما عرض علي الفيلم، وهناك أيضا فيلم "الآخر" للمخرج يوسف شاهين، وكان أيضا هناك سبب معين للرفض، وكذلك فيلم "العاصفة" للمخرج خالد يوسف، وهكذا، وأقول خسارة على تلك الأفلام.

 

وهناك أيضا مسلسل مع يحيى العلمي اسمه "لا" قصة مصطفى أمين، وهذا يمكنني أن أقول سبب رفضي له، واعتذرت لأنه كان دور ممثلة وأنا أحب أن تظهر الممثلة بشكل جيد، ولا أحب أن أظهرها بأنها لا يهمها سوى حمام البخار والساونا، نحن لسنا كذلك، لا أنا ولا غيري، نحن مواطنون بالدرجة الأولى لدينا التزامات، ونعاني من أشياء كثيرة، فرضت الدور، وقلت هذه ليست أنا، لأنه عندما يرفض عقلي شيء".

 

ومن ضمن الأفلام التي اعتذرت عنها فيلم للفنان أحمد زكي، السادات، وهو الدور الذي قامت به الفنانة ميرفت أمين، ورفضته لأنني لم أحس الشخصية، "مش حساها"، وقد يكون السبب هو الطريقة التي كتبت بها.

 

 

 

 

- حدثينا عن خصوصية أعمالك مع أحمد زكي في مسيرة رغدة؟

 

أحمد زكي شكلت معه دويتو نجح جدا، لدرجة أن الناس ممكن تتخيل أنني قدمت معه 20 فيلما، مع العلم أننا قدمنا سويا أربعة أفلام فقط. كان بيننا كيميا فنية مبهرة وناجحة جدا.

 

 

 

 

 

- ما رأيك في الضجة التي أحيطت بوفاة هيثم أحمد زكي؟

 

هيثم الله يرحمه، أكاد لم أصدق حتى الآن، استغفر الله العظيم، كلنا لها، والموت لا يعرف كبيرا ولا صغيرا، وأناس كثيرة على السوشيال ميديا، تبخ سم علينا، يقولون تركتوه، ولكن نحن لم نتركه، لا أنا ولا غيري، ولكن هو "اللي مكانش عايز"، هيثم عكس والده تمام، أحمد زكي كان شعبوي جدا، مصر كلها كانوا أصحابه، إنما هيثم انطوى على نفسه، أكيد له ظروف لا أعرفها، أنا قمت بمد يدي له، وجاء لي وظل يتردد علي لمدة عام بعد وفاة والدته، ثم بعد ذلك لا يرد على الهاتف وغير أرقام تليفوناته، وأنا أعتبره مثل أبنائي، فابنتي مثلا تحب الجلوس في غرفتها بمفردها، ولكن نحن أيضا نحترم هذا في هيثم مثلما أحترم خصوصية ابنتي، هذا جيل يحب عيش نمط حياة براحته، وهو من اختار حياته، وبالطبع لن ألاحقه ولن نقحم أنفسنا في حياته، ولكن لم يتركه أحد "محدش سابه" مثلما يتردد في وسائل الإعلام، ولديه عائلة في الزقازيق، والدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية "كتر خيره"، تسلم جثمانه بعد رفضهم استلام الجثمان، أنا أحترمه جدا، نحن نعتبره الأب الروحي لنا، وأنا كنت أطمئن على هيثم كل فترة، من خلال "وطني" وهو مدير أعمال والده، أو من خلال حسن غانم نجل هدى رمزي وهو مقرب منه، وحتى حسن غانم يقول، والله لم أعد أعرف أخباره، هو مع نفسه، ولكن أنا عندما أعرف أنه بخير أطمئن وأتابع أعماله ونجاحاته.

والده كان غيره تماما، ودائما كان يتردد على شبرا ومنطقة الهرم، ويعرف كل الناس، وعندما جلست مع أحمد زكي في المستشفى اكتشفت كم الناس الذين يعرفهم وأقوله له متى عرفت كل هؤلاء، وهم من خارج الوسط.

 

- أغلب الفنانين لا يفضلون دخول أبنائهم الفن.. ماذا عنك؟

 

نجلتي الكبيرة بثينة بالفعل تعمل في مجال الميديا، ولكن ليست ممثلة، فهي درست بالخارج فاشون ستايلينج، والآن هي ستايلست، وتعمل في مجال الإعلانات، وتلقت العديد من عروض التمثيل ولكن اعتذرت عنها.

هي ترى نفسها في الستايلينج والموسيقى أيضًا، وتشارك في مهرجانات دولية مثل ألمانيا وبلجيكا. فما تجنيه من أرباح من شغلها تنفقه على الموسيقى، مثل الموسيقى التصويرية.

كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه، مع العلم وإن كان لدي تحفظ على العمل في التمثيل، هذا لأنها مهنة متعبة جدا، وأي أم لا تريد أن ترى أبناءها يمرون بصعوباتها، لأن الممثل في حالة توتر طوال الوقت، اشتغلت متوتر وإن لم تشتغل أيضًا متوتر.

 

- تنقلت بين التمثيل السينمائي والتليفزيوني والمسرح.. فما المجال الذي تميلين إليه؟

 

المسرح مهم جدا بالنسبة للممثل، وأكثر حاجة حواسه وصوته وانفعالاته وأنا قدمت “مسرح” كثيرا، وحتى إن لم أقدم “مسرح” لمدة عامين أو ثلاثة ولم أجد فيما يعرض عليّ من أعمال ما أحسه، أذهب فورا إلى المسرح لكي أظل محتفظة بذاكرتي الفنية.

 

- تغيرات كثيرة طرأت على عالم الفن منذ دخولك إليه وحتى يومنا هذا، كظاهرة "السوشيال ميديا"، كيف ترين الفوارق بين بداياتك الفنية والآن؟

 

السوشيال ميديا كله بقى مشايخ والكل بقى ممثل وناقد و"خلطبيطة"، اكتشفوا أنهم مواهب مدفونة، ملعون أبو اليوم اللي شوفنا فيه السوشيال ميديا، ولكن لم أكن أتخيل كم التنمر والحقد وحجم الأنا عند البشر، وكله يا مواطن ماشي على الصراط، ويرى نفسه الصح وينتقد الآخرين، نحن لم نصل للقاع، نحن تعدينا القاع، إدمان مخيف.

أنا أتعامل مع السوشيال ميديا بتوازن، قبل النوم أخذ جولة بسيطة على مواقع التواصل، لأتعرف على الأخبار وكل جديد فقط في الحياة السياسية والاجتماعية، لدي صفحة يديرها صديق، ولكن ليس لدي حساب على “تويتر”، وعندما نذهب إلى السفرة أطلب من أولادي ترك الموبايل بعيدا ثم الجلوس.

 

 

- هل من تغيرات أخرى تلاحظينها بعيدًا عن عالم الفن؟

 

التنمية والتطوير في مصر (حاجة تشرح القلب)، هناك شغل يحدث في البلد، اعترفنا به أو لم نعترف، وأحدثها الكباري في الطريق إلى مصر الجديدة.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز