عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"لا تبات ولا نبات" رواية جديدة للكاتبة الصحفية أماني زيان

في أحد حوارات العبقري العظيم "صلاح جاهين" سأله المذيع عن الأدب الساخر، فأجابه "جاهين": إن من أصعب الكتابات هي الكتابة الساخرة، لأن الكاتب يريد ان يتنقد أوضاعًا ويصف سلبياتها بشكل ساخر، دون أن يفقد الأمور أهميتها، بل من السخرية ما يجعلنا نبكي، ونحن كشعب مصري مشهورون بأننا نسخر من أزمتنا ونحولها إلى ضحكة، لعلنا نخفف من حجم همومنا، السخرية في الأساس هي صناعة مصرية".



 

 

هكذا كان رأي صلاح جاهين في الأدب الساخر ومعه حق في هذا التقييم، ورغم أن لنا تراث ورصيد في الأدب المصري زاخر بالنوادر والظرفاء، إلا أن المشهد الثقافي الروائي المعاصر نجد ندرة في الكتابة الساخرة، بالتأكيد يتطلب هذا المجال نوعية معنية من الكتابة والمفردات اللغوية المجازية وأبجديات خاصة بالمؤلف، فحين قررت الصديقة والزميلة بمجلة صباح الخير بمؤسسة روزاليوسف الكاتبة الصحفية "أماني زيان" أن تخوض هذه التجربة كانت تعلم أنها مغامرة إلا أنها استندت إلى ثقافتها وإدراكها لقيمة السخرية الجادة في عرض الأزمات والمشكلات الحياتية، ليس بهدف الوصول إلى حل نهائي، فليس مطلوب من العمل الروائي الأدبي تقديم حلول نهائية، بقدر ما هو عرض وإيضاح الصورة بشكل دقيق لعل اطراف المشكلة ينتبهون على من تقع المسؤولية.

 

 

عن دار نشر "Book Value" أصدرت الكاتبة أماني زيان روايتها الأولى بعنوان "لا تبات ولا نبات"، بمجرد قراءة عنوان الكتاب يذكرنا بأحد أقوال الموروث الشعبي التي وردت في قاموس التعابير المصرية وهي (عاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات)، جملة تشير إلى السعادة المرتقبة بين الزوجين مثل الأمير والأميرة، تلك كانت النهاية السعيدة في حواديت الأجداد قبل النوم، إلا أن الكاتبة أماني عكست معنى السعادة في الجملة التراثية، فنتج معنى آخر درامي لا ينم عن السعادة، بل يشير إلى صراعات وخلافات صنعها الطرفان، فأصبحت الحياة بينهما "لا تبات ولا نبات"، وكأن الكاتبة تجادل حواديت زمان ذات السعادة الخيالية وتحسمها لصالح واقعنا المختلف أنه لا تبات ولا نبات، وقد تكون النتائج أيضا عكسية لا توتة توتة ولا هتخلص الحدوتة.

 

 

رواية "لا تبات ولا نبات" تدور بين زوجين هما (خميس وثريا) مع أول يوم زواج يبدأ بينهما التصادم والمواجهة الفعلية للحياة اليومية وفقدان بوصله التفاهم، ويطفو على السطح اختلاف أساليب التفكير في مواجهه ابسط المواقف، وكل منهما يجتهد ان يكون صاحب رأي وكأنهم بصدد تصارع وليس بصدد حياة جديدة والبحث عن أرضية مشتركة لتعايش، قد تبحث المرأة في زوجها عن الاحتواء والعشرة الطيبة والسكينة، وقد يبحث الرجل عن ذاته أن يظل رجلًا بكلمته وقراره، وقد ذكرت الكاتبة أماني زيان على أحد اطراف غلاف روايتها: "اختصارًا.. الزوج يجب أن تشعر المرأة بجانبه أنها أثنى.. أن يجب بجد.. يحتوي.. يصبر.. يتحمل المسؤولية.. لا تشعر الزوجة بالأمان إلا بجانبه.. وليس العكس.. أن يصبح الزوج والأب والصديق أن يصبح رجلًا".

 

 

تسرد رواية "لا تبات ولا نبات" ثلاثين مشكلة يمر بها الزوجين اختارت الكاتبة عناوين منفصلة ساخرة، تتفق مع طبيعة كل موقف بين الزوجين فجاءت العناوين كالآتي: (صباحية مباركة– يا رقصة ما تمت– عند أمك ولا أمي– الحياة الزوجية وسنينها– دور برد هموت– الشوبنج مع جوزي ولا أروع– عض قلبي ولا تعض رغيفي– حالة طوارئ– هدية وعزومة وهنخنصره من المصروف– العزومة مش هتعدي على خير– أنا حامل أخميس– خميس حامل يا جماعة- مستقبل مرعب وخميس أكثر رعبًا– خناقة وخلصامة بشياكة– قوم نتصالح– عودة للبيت باستراتيجية جديدة- الرجولة مش هز كتاف– خميس وبابا غرام الأفاعي– رمضان كريم لكن خميس لا– التقدير خسرنا كتير- أول وآخر عزومة في رمضان– فرح بنت خالة عمة اللي جابوا خالته- خميس بيغير– الرحمة حلوة– أول خطوة في حياة ثرية.. ضدي– العيد والكحك والعدية– خميس بعد التخسيس– خميس على انستجرام– ضمير خميس من الغبيوبة للانعاش).

 

 

أما غلاف الكتاب للزميل والصديق بمؤسسة روزاليوسف الفنان الرسام "خضر حسن"، فهو أيضا بطبعة مغامر برسوماته النقدية الساخرة، الغلاف يصف رجلًا وامرأة كليهما صارخ في وجه الآخر في لحظة نزاع حادة، يقف الاثنان على قلب أخضر مصاب ومجروح في بعض أجزائه، ومن حولهما قلوب باللون الأحمر، المرأة تمسك بالسكين الأقرب لها كإحدى أدواتها المطبخية، والرجل يمسك بمسدسه، نظرات تربص، يتوعد كل منهما بما قد يحدث، أو لا يحدث إلا أنها إحدى أدواتهما للتخويف والتهديد في أوقات الغضب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز