عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر العظمى تحمي رعاياها

مصر العظمى تحمي رعاياها

قيام مصر بإجلاء رعاياها من مدينة ووهان الصينية بمقاطعة هوبي أكبر المقاطعات الصينية، والتي ضربها فيروس كورونا القاتل، حدث يجب ألا يمر مرور الكرام، فالدولة المصرية يومًا بعد يوم تؤكد أنها الدولة القادرة على حماية مواطنيها في الداخل والخارج، في ظل وجود قيادة سياسية حريصة على كرامة وأمن وحياة المصريين وجهت الأجهزة والمؤسسات المصرية للعمل بسرعة وكفاءة لإجلاء أكثر من 300 مصري من الطلاب ودارسي الدكتوراه بالجامعات الصينية والعاملين هناك وإعادتهم لأرض الوطن لتتم بنجاح.



 

 

 

عملية إخلاء المصريين المقيمين في مدينة ووهان ومقاطعة وهوبي- يبلغ تعداد سكانها قرابة 12 مليون نسمة ويصل اتساع مساحتها ما يزيد على 8400 كيلومتر- ليست بالأمر الهين، خاصة أنهم متفرقون بعدد من الأماكن والمدن الجامعية، وهناك شبه حظر تجوال اختياري فرضه السكان هناك، الذين لزموا أماكنهم، وأصبح التحرك- في ظل حالة الخوف والهلع- أمرًا بالغ الصعوبة، لكن الدولة المصرية توصلت مع السلطات الصينية وأمنت تحرك أبنائها، ووفرت لهم اللوجستيات ووسائل النقل والأتوبيسات، لنقلهم من مقار إقامتهم إلى المطار، جرت الاتصالات بالغة التعقيد لإخلاء جالية كبيرة من بلد موبوءة ومعزولة عن العالم، ويحمي الجيش والقوات الخاصة مؤسساتها الاستراتيجية ويؤمن شوارعها وطرقها لضمان عزلها بالكامل، لا تستطيع طائرة أن تحط أو تغادر إلا بعد تصريحات مؤمنة وتعليمات صارمة.

 

وبعد أن تفشى الفيروس القاتل وأعلنت السلطات الصينية حالة الطوارئ القسوة وفكرت الدول الكبرى في إجلاء مواطنيها، كان قرار مصر بإخلاء مواطنيها، وقبل أن تخليهم أمنت لهم الحماية الصحية بالتعاون مع السلطات الصينية، فعملية التحرك في مدينة موبوءة بفيروس قاتل أمر شديد الخطورة، فأي شيء تلمسه قد يكون ملوثًا بالفيروس ومن تقابلهم أو تتعامل معهم قد يكونون مصابين بالفيروس فيعرضونك للإصابة.

 

وبينما كان السفير الصيني يقول في مؤتمر صحفي إن بعض الدول لم تتعامل مع الصين كدولة صديقة، كانت مصر، وفي لفتة إنسانية تؤكد عمق علاقات الصداقة المصرية- الصينية، قد أرسلت 10 أطنان من المستلزمات الطبية ومستلزمات الوقاية على طائرة شحن خاصة.

 

وبالتعاون بين أجهزة الدولة المختلفة وفي تناغم ممتاز نسقت وزارة الخارجية المصرية مع السلطات الصينية، وفي نفس الوقت كانت وزارة الطيران المدني تعد أحدث طائرات الإيرباص 200/300 التابعة لشركة سياف، إحدى شركات الطيران المملوكة بالكامل لوزارة الطيران المدني.

 

وبينما كانت الطائرة تستعد لمغادرة مطار القاهرة كانت الاستعدادات تجرى على قدم وساق في مرسى مطروح من المسؤولين بوزارة الصحة والقوات المسلحة ومحافظة مطروح لتجهيز فندق كامل كمكان للحجر الطبي، هو فندق المشير أحمد إسماعيل التابع للقوات المسلحة، لاستقبال العائدين الذين سيمكثون في الحجر الطبي لمدة 14 يومًا هو أقصى فترة حضانة قد يستغرقها مكوث الفيروس في الجسم قبل أن تظهر الإصابة بأعراض الإصابة به.

 

كما تم إخلاء مستشفى النجيلة المركزي وتجهيزه طبيًا لعزل أي حالات قد يظهر عليها الإصابة بالفيروس، حيث تم تجهيز سيارات معقمة ذاتيًا يمكنها نقل أي شخص قد تظهر عليه علامات الإصابة، ممن سيمكثون في الفندق الذي تم تجهيزه بهواتف محمولة من دون كاميرا وخطوط مفتوحة، لكي يتواصل العائدون مع ذويهم وتجهيز كل الغرف بكافة الاحتياجات بما في ذلك الأطفال والأسر الكاملة التي تم إجلاؤها، وذلك في تطبيق صارم وتجربة متميزة لعمليات الإخلاء والعزل الطبي وكاختبار لقدرة الدولة ومؤسستها للتعامل مع الأوضاع الطارئة حال انتشار أي فيروسات أو أمراض معدية لا قدر الله.

 

أقلعت الطائرة الخاصة التابعة لوزارة الطيران المدني، والتي في الأحوال العادية تتجاوز تكلفة التذكرة الواحدة 20 ألف جنيه، دفعتها الدولة المصرية لأبنائها، كما تتحمل الدولة تكاليف الإقامة والإعاشة لجميع العائدين طوال فترة الحجر الطبي، عادت الطائرة بسلامة الله لأرض الوطن تحمل أبناءنا مواطني مصر، وتم نقلهم بأتوبيسات مجهزة بعد تطبيق كافة الإجراءات الطبية التي تضمن سلامتهم وهم الآن على أرض مصر يتواصلون مع أهاليهم ما هي إلا أيام ويكونون بينهم بعد انتهاء فترة الحجر الطبي ونحمد الله على سلامتهم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز