عاجل
السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر تعثر على كنزها

مصر تعثر على كنزها

مصر دولة حباها الله بكنوز لا تُقدر بأثمان، بيد أن استثمارها الأمثل لثرواتها، لم يكن في كل العصور، بالقدر الذي يليق بعبقرية المكان والإنسان.



 

بالأمس القريب، تخطى عداد الشعب المصري، حاجز المئة مليون مواطن، بقدوم الطفلة ياسمين رمضان ربيع، المولودة رقم ١٠٠ مليون، بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، لوالد مزارع بسيط.

 

وبالأمس أيضًا، كانت اثنتان من المهندسات النابغات، بمصنع ٣٠٠ الحربي، تعرضان مراحل إنتاج الذخائر، للرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته التفقدية للمصنع وخطوط الإنتاج.

 

 

كنز مصر الحقيقي، يكمن في رأس المال البشري، إذا ما أُحسن إعداده وبناؤه علميًا، وثقافيًا، ومعرفيًا، وصحيًا، ليكون قادرًا على الإبداع والإنتاج والتطوير، ما دون ذلك، يصبح نقمة، زيادة سكانية تلتهم جهود التنمية.

 

الرئيس عبدالفتاح السيسي، يُدرك ذلك جيدًا، فقد جعل من قضية بناء الإنسان المصري، أولوية فترته الرئاسية الثانية، عبر خطة واستراتيجية، تُطبق فعليًا على أرض الواقع، الرئيس يسعى لتحويل العنصر البشري، إلى ثروة حقيقية، تُدعم جهود التنمية المستدامة، وتجني ثمارها لخلق حياة أكثر رفاهيةً لشعب مصر العظيم.

 

يُعرف رأس المال البشري، بأنه مجموعة المعارف والخبرات، والمهارات والقدرات الصحية، المتراكمة، لدى الفرد على مدار حياته، بما يمكنهم من استغلال إمكانياتهم، كأفراد منتجين في المجتمع.

 

وبتنمية رأس المال البشري، تنهض الأمم، وتقضي على الفقر، والمرض، لتصبح دولًا عظمى نموها شامل، ومستدام، تنتج العلم، والفكر، والمبتكرات، تصنع، وتنافس في سباق التكنولوجيا وريادة الأعمال.

 

عمليًا، مصر تسير بخطى ثابتة واثقة، على هذا الطريق، كل المؤشرات تؤكد نجاح استراتيجية 2030، لبناء، مصر القوية القادرة، بما تعني القدرة من شمول، للقدرة البشرية، والاقتصادية، والعسكرية، والدبلوماسية.

 

نظرية رأس المال البشري، التي أخذت بها الدول المتقدمة، تقول إن الأفراد ذوي الخبرة، أهميتهم داخل المنشأة، تفوق أهمية رأس المال المادي، وأن الإنفاق، عليهم في مجالات التدريب، والرعاية الصحية، هو استثمار تجني المنشأة ثماره في المستقبل.. فما بالنا بالدولة، ومصر تعمل على بناء الإنسان.

 

من خلال النهوض بالصحة عبر المبادرات الرئاسية، للقضاء على فيروس "سي"، والمسح الشامل، وتطعيم الأطفال، ورعاية صحة المرأة، والتعامل مع أزمات الأوبئة العالمية، بأساليب وقاية علمية، ظهرت جلية، في الإجراءات، الاحترازية التي أسفرت عن كشف حالة أجنبية حاملة لفيروس "كورونا" في الأيام الأولى للحضانة، حتى دون ظهور أعراض ظاهرية.

 

ومن الخطط الفرعية، إلى الاستراتيجيات العامة، الممثلة في إطلاق المرحلة الأولى من منظومة التأمين الصحي الشامل، وهو ما يعكس رؤية استراتيجية، تخفف عن المواطن آلام وأعباء المرض، وتُسهم في بناء إنسان، صحيح جسديًا، بما لذلك من آثار نفسية، وأسرية واقتصادية.

 

يقول البنك الدولي، إن الألف يوم الأولى للطفل، هي الأهم في حياته، من خلال الرعاية الصحية للأم والطفل، بما ينعكس على قدراته الصحية والذهنية طيلة حياته، وبتحليل الواقع، نجد أن المبادرات الرئاسية تهتم اهتمامًا كبيرًا برعاية الأمهات والأطفال.

 

العنصر المهم يكمن في التعليم، الذي يشهد محاولات إصلاح وتطوير جذري، بالتوازي مع ذلك تعمل أكاديميات التدريب والتأهيل، لخلق كوادر أكثر إبداعًا وعلمًا ومعرفة، رأس مال بشري بالدولة.

 

هناك دراسة أمريكية، أُجريت على جيل كامل، خلصت إلى أن استبدال، معلم متوسط الكفاءة، بآخر ضعيف، نتج عنه زيادة في قدرات طلاب الفصل، بما أسفر عن زيادة في دخولهم بمقدار ٢٥٠ ألف دولار، عند التحاقهم بسوق العمل.

 

وهو ما يؤكد أهمية التعاطي مع جهود تطوير التعليم، والارتقاء بجودة الخدمة التعليمية، لإعداد جيل قادر على ملاحقة مستجدات العصر، مُبدع، خلاق، مبتكر، مؤهل للمهن الجديدة، نتاج سطوة الذكاء الاصطناعي.

 

فالإنسان المصري، ضارب بحضارته، في عمق التاريخ، قادر على خلق دولة عصرية، قوية، تُسابق العالم في الحضارة والعلم، فقد وجد من يستعيد بريق ذلك الكنز البشري، من ينظر إليه كثروة وعنصر قوة رئيسية في القدرة الشاملة للدولة.

 

من يخلق له حياة، كريمة، بتوسيع رقعة العمران، لتتضاعف من ٧٪؜ من مساحة مصر إلى نحو ١٠٪؜، بإنشاء مدن جديدة، تستوعب ٣٠ مليونًا، بما يقترب من ثلث السكان، وما لذلك من آثار على جودة الحياة، والتنمية وخلق فرص عمل، والقضاء على الزحام والعشوائيات، والنهوض بالخدمات.

 

من يحقق له الأمن الغذائي، باستصلاح ملايين الأفدنة الجديدة، وتطوير منظومة الزراعة لإنتاج الغذاء، عبر الزراعات الحديثة كثيفة الإنتاج، الأقل استهلاكًا للمياه، لتحقيق فائض، يُسهم في خفض الأسعار.

 

من يحقق له الأمن الإنساني، بتعظيم قدرات القوات المسلحة، وتنويع مصادر تسليحها، ورفع كفاءتها، والتوسع في الصناعات العسكرية المصرية الخالصة، لإمداد الجيش والشرطة بالذخائر والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، لحماية الأمن القومي.

 

مصر تستثمر كنزها الذي وهبها الله إياه، الإنسان والمكان، مصر قادمة بقوة بكل شهادات خبراء العالم والهيئات الاقتصادية الدولية، لنعمل جميعًا، من أجل حاضر ومستقبل أفضل لأبنائنا، ليُدرك كل أب وكل أم أهمية رأس المال البشري، بالاهتمام بتعليم الأبناء، وتثقيفهم وتوعيتهم، وإعدادهم لمستقبل يعيشون فيه بالعلم والمعرفة والإبداع.

 

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز