صاحب الحنجرة الذهبية .. الشعشاعي عمدة التلاوة

كان صوته الندي الخاشع هو جواز سفره إلى القلوب للتدبر والتأمل في آيات الله وملكوته بتجويد وترتيل عز على الكثيرون تقليده أنه الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي أحد أساطير قراء القرآن الكريم الذي تميز بطريقة أداء خاصة وحنجرة فلاذية  .

ولد الشيخ الشعشاعي في قرية" شعشاع" مركز أشمون بمحافظة المنوفية عام 1890 ، كان والده محفظا للقرآن الكريم فتتلمذ على يديه وحفظ القرآن كاملا، وانتقل إلى طنطا لتعلم علم القراءات وبسبب تميز الشعشاعي بالصوت القوي العذب نصحه الكثيرون بالسفر للقاهرة والإلتحاق بالأزهر الشريف فذاع صيته واكتسب شهرة كبيرة ،  وعين قارئاً لمسجد السيدة نفيسة ثم مسجد السيدة زينب عام 1939. وذاع صيته إلى العالم الإسلامي بعد تلاوته للقرآن في ليلة ختامية لمولد الإمام الحسين .

 

لقب الشعشاعي بالعديد من الألقاب ووصف بأنه عمدة فن التلاوة وهو أول من قرأ القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي وقفة عرفات عام 1948 وثاني قارئ يقرأ بالإذاعة المصرية بعد افتتاحها عام 1934 ، وكون فرقة خاصة لأداء التواشيح الدينية ، ثم تفرغ لتلاوة القرآن الكريم منذ عام 1930.

حصل الشيخ على العديد من الأوسمة من  وزارة الأوقاف، وفي عام 1990 م حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي تقديراً لدوره في مجال تلاوة القرآن.

 

وبعد حياة حافلة بالعطاء قضاها في خدمة القرآن الكريم توفي الشيخ الشعشاعي عام 1962م عن عمر يناهز 72 عامًا تاركا ورائه مكتبة صوتية للقرآن الكريم تضم أكثر من 400 تسجيلا بالإذاعة المصرية.