"عم حسن".. فنان الشارع الباحث عن "معاش"

يمشي بثقل أعوام مضت، عندما تراه يترحل على قدميه، يحمل على ظهره شغفه وباب رزقه الوحيد، سبعون عامًا عمر عم حسن الإسكندراني، الكهل الذي وهب عمره في حب آلات الايقاع فتعلم علي يد فرقة حسب الله وتسلل منها، إلى عالم شارع محمد علي، ومنه  إلى شارع الهرم قضي أكثر من نصف عمره رهن آلة "الطبلة".

رصدت عدسة «بوابة روزاليوسف»، عم حسن وهو يتجول بآلته شوارع المحروسة، ممسكًا بديه ابنته الصغيرة ذات السبع أعوام، تحول هذا الكهل في ثوانٍ معدودة إلى شاب، يطرب من حوله بعزفه بقوة وعنفوان، يضرب علي "الطبلة" وينادي علي محبيه بكلماته المحفوظة في الذاكرة، فيأتي له أهالي الشارع من كل حزب وصوف "يا جمال النبي اللهم صلي علي النبي ".

"متصوريش بنتي خايف عليها من كلمة تأذيها نفسي اطمن عليهم"، اختبأت خلف جدار بابتسامتها ورقتها الطفولية، لا تعرف في الحياة سوي دراستها في الصفوف الأولي بالابتدائية، ومساندة أبيها والتجول معه على الرزق بقدمييها الصغيرتين في شوارع القاهرة.

فكان الحديث مع عم حسن إليه ولها.

 قال عم حسن الإسكندراني: ولدت في القاهرة وتعلمت العزف من فرقة حسب الله، قمت بالعزف معهم في بداية رحلتي، واستكمل عم حسن "سبتهم واشتغلت مع "نمر" في شارع الهرم لغاية ما تعبت.

"اشتغلت مع فيفي عبدة، وهيفا وهبي، وباسم سمرة"، أضاف عم حسن اشتغلت مع الفنانة الكبيرة فيفي عبده، ولكن ربنا كريم، واشتغلت مرة مسلسل "مولد وصاحبه غايب" مع باسم سمرة، مشيرًا إلى أن عمل المسلسلات والسينما "صُدف وعلى ربنا ما يرزق العيال تجوع".

 واستكمل عم حسن أنه رب أسرة لـ٩ أبناء، وزوجة أكبرهم ٣٠عامًا، وأصغرهم ٤ أعوام، مضيفًا "أنا رزقي يوم بيوم ولو قعدت يوم يبقي مفيش"، أنا راجل ٧٠ سنة تعبت ونفسي ارتاح".

وأشار عم حسن إلي أن له حق في المعاش، خاصة أنه كان يعمل عاملًا في إحدى المدارس أكثر من ١٠ سنوات، مشيرًا الى أنه توجه الي الجهة المختصة، ولم يجد الملف الخاص به.

واختتم عم حسن كلماته، أنه يرجو من وزارة التضامن والرئيس السيسي خاصة، مساعدته لأخذ معاش التكافل والكرامة، خاصة لتقدمه في العمر وضمان معيشة كريمة لأطفاله.