عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ذكريات يتيمة الصحافة "روزاليوسف"

الكاتبة الصحفية الراحلة روزاليوسف- بريشة أسامر الحو
الكاتبة الصحفية الراحلة روزاليوسف- بريشة أسامر الحو

«يا فاطمة هذان ليسا أمك ولا أبيك».. من فاطمة؟.. أنا روز.. وإذا كنت فاطمة من هذين؟ وأين أمى وأبى الحقيقيين؟ أسئلة كثيرة عصفت برأس الطفلة «روزاليوسف» أو «فاطمة اليوسف» فى أول لحظة يُتم «بضم الياء» فى حياتها وهى ابنة السبع سنوات.



 

 

 

أول لحظة يُتم فى حياة سيدة الصحافة المصرية وصاحبة مؤسسة روزاليوسف الصحفية العملاقة، والتى شاركتها أحزانها فيها مربيتها خديجة الطيبة التى ظلت معها منذ أن تركهما معًا والد «فاطمة اليوسف» وديعة عند أحد الجيران فى مسقط رأسها بمدينة طرابلس بلبنان قبل سفره إلى تركيا ليباشر عمله فى التجارة.

 هذه اللحظة الصعبة فى حياة يتيمة الصحافة العربية كانت سرها الذى أخبرت به صديقتها وتلميذتها النجيبة الكاتبة «مديحة عزت»، وهو ما تحدثت عنه  «عزت» فى  مقالاتها على صفحات مجلة روزاليوسف تحت عنوان « أيامى مع سيدة الصحافة العربية»، وذلك يوم أخذتها معها إلى بيتها القديم بحلمية الزيتون لتفريغه من محتوياته، وحيث استأمنتها على صندوق به شهادة ميلادها التى تحمل اسمها الحقيقى وتؤكد أصول عائلتها المسلمة، وموطن ميلادها فى طرابلس، مع وصية بأن تسلم الصندوق بأسراره الى ابنها «إحسان عبد القدوس» بعد وفاتها.

 وكما جاء فى مقالات أيامى مع سيدة الصحافة العربية قالت  فاطمة اليوسف عن طفولتها». أحسست أن والداى يعاملانى بقسوة لا تصدر عن أب وأم، ثيابى خرق.. وطعامى فضلات، لم أسمع منهما كلمة حلوة ولا ابتسامة حانية.. كانت مربيتى خديجة هى التى تأخذنى فى أحضانها وتحنو علي، وتعطينى الكثير فى الخفاء، حتى جاء يوما صديق للأسرة زار البيت وطلب من أبواى اصطحابى معه لأنه قرر الهجرة إلى البرازيل ويحتاجنى معه، والغريب أنهما رحبا بالتفريط بى بسهولة، وهنا صرخت فى مربيتى.. كيف تفرط أم وأب فى ابنتهما بهذه السهولة.. وعندها فقط قالت المربية السر».

 «يا فاطمة هذان ليسا أمك ولا أبيك «..وأكملت المربية لقد ماتت أمك السيدة جميلة عقب ولادتك وسافر أبوك محمد محيى الدين اليوسف إلى اسطنبول لتجارته الواسعة بين لبنان وتركيا وقد كان رجلًا ثريًا على خلق كريم وكان من أصل عثمانى وكان كثير السفر ولم يكن فى وسعه أن يأخذنا معه..لذلك تركك معى وديعة عند هؤلاء الجيران، ولهذا أنا استمر معك وقد كنت مربية أمك جميلة   ، وكان أبوك يبعث لنا من وقت لآخر حتى انقطعت أخباره وأمواله، وأصبح الحال كما وعيت عليه من القسوة، أما اسم «روز» فقط أطلق عليك لأن الأسرة التى تركك عندهم كانت مسيحية فأطلقوا عليك اسم «روز» بدلًا من «فاطمة».

 أما عن بداية رحلة سيدة الصحافة العربية فى بناء مجدها فى مصر فقد بدأت عندما كانت متوجهة مع صديق العائلة فى رحلة هجرته إلى البرازيل، وعندما توقفت الباخرة فى الإسكندرية تسللت الفتاة الصغيرة صاحبة السبع سنوات وهربت من السفينة لتبدأ رحلة عصامية بكل ما تحمله من معنى بدأت بلعب أدوار كومبارس فى المسرحيات ثم تطورت لأدوار البطولة قبل أن تجد طريقها إلى بناء مدرستها الخاصة فى الصحافة الحرة الحقيقية، وهى لا تستسلم.. بل تستدين من أجل عدم توقف إصدار مطبوعتها «روزاليوسف».  

 

نقلا عن صحيفة روزاليوسف اليومية 

ملف يوم العطاء - ملحق روزا جاردن_ عدد الجمعة

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز