عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اليتم وسفينة نوح

اليتم وسفينة نوح

اليتم هو الفقد، وهو الانقطاع أيضا، اليتم هو الإبطاء وهو غفلة الناس عنك حين تفقد السند و الظهير. مع الأسف الشديد كلها معانٍ أعادتني مرة أخرى إلى دائرة الكورونا البغيضة، ذلك الشبح المظلم الذي يأسر الإنسان بالإنسان في ضفائر من الخذلان والعشم، البعد والقرب، الخوف والحنين في شيزوفرينيا بشرية غير مسبوقة  لمواجهة الفناء.



 

 

فاليتم يُتم الانعزال، فاليتم صحبة الصمت الملىء بالخوف. واليتم  هو ذلك الشعور  المختلط، والذي لم يفسر بعد  ،هو  تلك الأصوات المعقودة و التي لم تنطق بعد،اليتم  وهو ذلك الأمل الحذر و الذي استحى أمام الكورونا فتوارى من سوء ما بُشر به أمام شاشات التلفزيون  و الموبيل.

 

 

وبالرغم من سوء المشهد فلليتم بصائر أخرى:

 

 

فلقد كشف لنا الكورونا عن وهم الرأسمالية المتوحشة، والتي تسحق الإنسان أمام عجله الإنتاج.

 

 

فأمام مناعة القطيع الكثير من العذابات و الآلام المبعثرة، و ها هو ملف حقوق الانسان  و التي تجرعت منه  مصر المرار  يتطاير أمام شاشات العالم  أمام بروتوكولات العلاج، وفقاً لمنهج الانتقاء فرأينا كبار السن و غيرهم من الفئات المستضعفة و قد سكنوا في دائرة الموت غير الرحيم. رأينا القرصنة  وحرب المستلزمات الطبية.      

 

 

وما بين  يُتم الانعزال و يُتم الحظر و يُتم  الانقطاع  رغم  التواصل الاصطناعي،  والذي  قد أدركنا جميعاً قبحة حين حرمنا نعمة الصحبة و لمسة المودة و نبض الحياة الحقيقي على خارطة الشارع.

 

 

فلم نشهد من قبل أن نُؤمر بالبُعد  إلا  عن ما حرم الله، لتتسع دائرة التحريم  و اليتم سويا  وتنسحب علي معظم النعم الصامتة  وفقاً لحسابات تسونامي الجائحة الوبائية.

 

 

ذكرتني آية ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾ بهذا القهر المعنوي، الذي نبتلعة مع حبات الدواء  حين نطلع  على  بحث أو تقرير أو شائعة حول  سيناريوهات الهواء المحملة بعدوى خوف. أو تلك الرحله العابثة للبحث عن الرقم المظلم وهو الرقم الواقعي لمن لم يكتشف بعد من ضحايا الكورونا.

 

 

شعرت  اننا جميعا  في خانة اليتم و الضعف البشري و العزل الاختياري الذي أصاب الدول كما  أصاب البشر امام هذا البغيض المجهول العابث  الذي لا يُرى بالعين المجردة و الذي  استطاع أن يرسم شبح الموت أمام أعين اهل  الكوكب.

 

 

كشف لنا عالم  الكورونا عن وطن  يمضي بنا كسفينة نوح علية السلام ،، دولة  حاربت طواحين الشائعات ، صمتت أمام أولئك المغيبين واجهت أهل الشر بقوة  في الداخل و الخارج،   فشهدنا جميعا حزمة من الإصلاحات شهدتها موازنة الدولة من خلال  الاصلاح الاقتصادي و استزراع الأراضي و تطوير تعليم الجامعي والفني و ما قبل الجامعي ومشروع مائة مليون صحة و ضبط إيقاع خطاب المساجد وكأننا نستعد للحظة التسونامي و التي واجهتها الدولة باحترافية وإنسانية نادرة لا تتوأم مع  وحشية المشهد،  وكأنها ربطت الحلقة المفقودة بين السياسة و الإنسانية مابين السياسه و الأخلاق  ما بين الحقوق و الواجبات ما بين الاقتصاد والتضامن الاجتماعي والإنساني  ولم تغفل برغم من كآبة المنظر أبناء لها عالقين على  خارطة الدنيا، و برغم سوء أدب  البعض الا أنها سارت و مضت و لم تلتفت للعبث تماما كسفينة نوح.

 

 

أردت من هذا المقال أن نتحرر جميعا من دوائر اليتم  إلا لله الواحد الأحد.

 

 

فلنمضِ جميعا في السفينة، فلنمضِ قدماً رغم اليتم والرعب الممنهج أوالعشوائي إلى الأمام ناخذ بأسباب الوقاية  نصلح جميعا ما قد أسقطناه في غفلة الحياة. لنعيد حسابتنا مع الله، مع البشر، علينا أم ننغمس في روتين جديد نصنعه باحترافية و فقاً لمشهد من عين اليقين. و ليس بمشهد الغفلة كسابق عهدنا. فالروتين المتبصر قادر على انتزاع الانسان من دوائر الهلع. الي دوائر المضي قدماً.  

 

 

كفانا خوفا، كفانا ندما. فالله أرحم بنا من  ذلك الموت البطيء.

 

 

علينا جميعا أن نكف عن  انتظار ذلك النفس الساخن وذلك المكان المفقود على جهاز التنفس.

 

 

علينا أن تنفس بعمق نتوكل على الحي القيوم ونأخذ بالأسباب ونمضى حيث نؤمر.

 

 

وتذكروا جميعا (إذا جاءت الساعة و في يد احدكم  فسيلة فليغرسها).

 

 

أمامنا فرصة للمراجعة والتوبة و الاستغفار والانغماس في عمل جاد  كل إنسان في دائرته.

 

 

 فكل ميسر لما خلق له .

 

 

   فتش  حولك عن المستضعفين، أطفىء خوفك بالعطاء  المعنوي و المادي

 

 

اخرج من دائرة الخوف الهستيري إلى  شاطىء  الرضا و التسليم الحقيقي. 

 

 

ردد  معي  ان كنت قد قدرت علي هذا يا الله فأعني عليه يا الله 

 

 

فأعني عليه يا الله

 

 

و تذكر أن اهل الكوكب معك شركاء في هذا البلاء المدبلج و و لكنهم يرجون من الله مالاترجون

 

 

جدد حياتك و حين سؤال  الرسول كيف تجدد حياتك قال قل" لا اله الا الله"  

 

 

 فلنردد  معاً أغنية " كل الناس بيقولوا يارب" ففيها سر خفي   أعدها مره اخري  يارب  يارب  يارب بيقين  المؤمن 

 

 

صالح نفسك بصدق 

 

 

رد المظالم و لا تكترث بما يقولون فلم يعد يجدي عبث البشر

 

 

لا تسلم عقلك   للأخبار  السلبيه  عن  كورونا  و الفناء 

 

 

فالعالم لن يتوقف  

 

 

فلنعتلي  السفينة  جميعا و ولنمضي في ملك الله  اللطيف

 

 

هيا بنا نمتثل  لأمر الله

 

 

هيا بنا نعود بكليتنا لله و حدة فليس لها من دون الله كاشفة

 

 

فليس لها من دون الله كاشفة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز