عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أيمن حسن يكتب.. ملحمة الأميرية التي سيكتب عنها التاريخ ويسطرها بأحرف من ذهب

بخطوات ثابتة لم تهتز لحظة واحدة، ترجل المقدم محمد فوزي الحوفي، الضابط بقطاع الأمن الوطني، وخلفه ٣ أبطال من رجال الشرطة، نحو خلية إرهابية اتخذت من إحدى الشقق السكنية بمنطقة الأميرية بمحافظة القاهرة وكرًا لهم، يعدون ويخططون بداخلها لتنفيذ أكبر العمليات الإرهابية في مصر، معتقدين أن أجهزة الأمن بكافة قواتها مشغولة في مواجهة الفيروس اللعين "كورونا"، لكن الأعين الساهرة كانت وما زالت هي الحصن الحصين لأمن مصر الداخلي، فيدٌ تواجه الكورونا وأخرى تضرب بقوة أعداء الوطن في كل ربوعه.



 

 

ما زال الشهيد يترجل نحو ذلك الوكر اللعين بعد المعلومات المهمة والخطيرة والسرية للغاية التي وردت لجهاز الأمن الوطني عن تواجد تلك الخلية وما تنتوي فعله، فوضع الوطن في كفة وحياته في الأخرى، ودون تردد ربح الوطن الذي يعشقه قلبه، اقترب الشهيد أكثر من الوكر للاستطلاع والإعداد ليتم الهجوم، ولكن فوجئ بأحد الإرهابيين يقف أمام العمارة الموجود بها الوكر، وبمجرد مشاهدتهم لاذ بالفرار، فلم يفكر لحظة واحدة وطارده بمعاونة الضابط زميله وأميني الشرطة، وهنا بدأ تبادل إطلاق النار ليسقط أول شهيد، إنه المقدم محمد فوزي الحوفي، ويصاب زملاؤه، ثم تأتي الإمدادات من وزارة الداخلية وقوات مكافحة الإرهاب، ويظل القتال مع الإرهابيين لأكثر من ٥ ساعات متواصلة، وذلك تخوفًا على المواطنين، لأن الإرهابيين يقطنون داخل منطقة سكنيه مكدسة بالسكان، وتم القضاء على سبعة إرهابيين، وهنا انتصرت مصر.

 

 

فكيف لك يا وطني أن تُهزم وبك رجال مثل هؤلاء عاهدوا الله أن تكون أرواحهم فداء لهذا الوطن العظيم، رجال لا يهابون الموت، صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

 

 

ما حدث الأمس من ملحمة بطولية سيكتب عنها التاريخ ويمجدها ويسطرها بحروف من ذهب، ولكن هذا ليس بجديد على رجال الشرطة المصرية، الذين يسطرون بدمائهم الزكية دائمًا بطولات خالدة، فكانت موقعة الإسماعيلية خير شاهد على تضحياتهم الخالدة في عمر الوطن.

 

 

رسالة أخيرة لا بد أن يعلمها الجميع ألم يكن بإمكان الشهيد وزملائه أمس ألا يقوموا بمطاردة الإرهابي وينتظروا الدعم، لكنهم فكروا في تلك اللحظات الفارقة في عمر الوطن أنه في حالة هروب ذلك الإرهابي الخسيس ربما يتمكن بعدها من ارتكاب العمليات الإرهابية التي خططوا لها، فتمت المطاردة دون تفكير في أرواحهم.. وكان سبب الاستمرار في القتال لساعات طويلة الخوف أيضًا على المواطنين من الإصابة بالرصاص كان مقدمًا في المقام الأول على أرواح ضباط الشرطة.

 

فتحية إعزاز وتقدير لهؤلاء الرجال، من باتت أعينهم ساهرة يسابقون الزمن في حفظ أمن وطننا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز