عاجل
الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رمضان.. والتكيُّف مع قدر الله

رمضان.. والتكيُّف مع قدر الله

حينما تضعف إرادة الإنسان عن أن يحمل نفسه على طاعة الله، يأتي رمضان ليقوي هذه الإرادة.
 
 
 
يأتي شهر رمضان، هذا العام، مختلفًا عن الأعوام السابقة، نظرًا لانتشار فيروس كورونا، وما ترتب عليه من احترازات، أخذتها الدول كافة، من تعليق الصلاة في المساجد، والاكتفاء بالأذان فقط، والصلاة في البيوت، حفاظًا على المصلين من الوباء اللعين.

 



 
شهر رمضان هذا العام.. متفرد عن كل الشهور، فيجب أن نستعد له نفسيًا، ونرضى بقدر الله وبما كتبه علينا.
 
 
 
ونبدأ بالتسليم بقضاء الله، عن طريق الرضا أولًا، ومن التسليم بما كتبه الله، التكيف مع قدر الله.
 
 
 
الأصل في شهر رمضان، أنه شهر عبادة، وطاعة، وقراءة قرآن، وصوم، وفعل خيرات، وإنفاق، وتذوق حلاوة القرب من الله سبحانه وتعالى.
 
 
 
شهر فيه ضبط للحركة والسكون، ننتقل فيه نقلة نوعية في علاقاتنا مع الله.. لا بد من قفزة نوعية في شهر رمضان، من المعصية إلى الطاعة، من الكسل إلى الجد والاجتهاد في العبادات، حتى إذا جاء رمضان الذي يليه، يكون فيها قد تحوّل الشخص منا من مرحلة إلى أخرى، حتى يصبح الإنسان في أعلى درجة نوعية مع الله، عز وجل.
 
 
 
"رمضان" شهر الرحمة، والمغفرة والغفران، خير شهور السنة، فيه يجتمع الأهل على مائدة واحدة، يوحدهم صوت أذان المغرب، وفيه تعلو أصوات الدعوات والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.
 
 
 
ومن أجمل الأشياء في هذا الشهر الفضيل، أنه تكثر فيه صلة الأرحام، وإطعام الطعام ومساعدة الفقراء والمحتاجين، إنه شهر الخير والمحبة والعطف على الآخرين. 
 
 
 
شرف عظيم لكل منا أن يغتنم "رمضان"، ليصبح إنسانا أفضل وأقرب إلى الله، حيث جعل الله صيامه فرضًا وأنزل فيه قرآنًا يتلى.
 
 
 
يقول الله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ".
 
 
 
في كل عام نستعد جميعًا لاستقبال هذا الشهر بكل ما فيه من روعة وجمال وصيام وعبادة وراحة وسكينة، بالزينة والأهلّة المضيئة، التي تعبر عن الفرحة والشغف بأداء الطاعات لله رب العالمين.
 
 
 
إنه شهر كريم، تلهج فيه الألسنة بالذكر والتسبيح، وتتعلق فيه القلوب برب العزة والملكوت، فسبحان من أبدع العقول لترى عظمة الله، وتتدبر في خلقه وقدرته.
 
 
 
إنه رمضان، شهر الصيام، والصدقات، وقراءة القرآن وتدبر آياته، فيه من الخير والنعم ما لا يُعد ولا يُحصى، الأعمال فيه مضاعفة، والثواب عظيم.. من رب كريم، يضاعف الثواب، لمن يشاء. 
 
 
 
يقول عليه الصلاة والسلام: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أيْ ربِّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: ربِّ منعته النوم بالليل فشفعني فيه.. فيشفعان".
 
 
 
 
إنه درة الشهور، فيه ليلة بألف شهر، جعلها الله عز وجل، مكافأة لمن أطاعه، جزاء عمله الحسن.
 
 
 
شهر فضيل فيه الكثير من الطاعات، يقدمها العبد لمولاه، ابتغاء مرضاته، وعفوه، ورحمته، والفوز بجنة عرضها السموات والأرض.. فيه يتسامح المتخاصمون، وتُقضى فيه الحاجات.
 
 
 
إن أقوى حالة نفسية تدخل وتستعد بها للشهر الفضيل هذا العام، التسليم بالله، والرضا بقضائه.
 
 
 
لأنه سبحانه هو الذي جعل البشر جميعًا، يجلسون في بيوتهم، وهذا لحكمة لا يعلمها إلا هو.. كي يعود العباد إليه، طائعين، راضين، مستسلمين، لقدره وقدرته.
 
 
 
يجب علينا أن نعبد الله كما يرضى، لا كما نرضى، وهو ما اختاره الله لنا، في هذا العام، وبهذه الطريقة، فيجب علينا التسليم لله.
 
 
 
اللهم أعنا على صيامه وقيامه. 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز