عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

من خروتشوف كنيدي إلى بينغ ترامب

وقف العالم مشدوهاً عام 1961 عندما نصب الاتحاد السوفيتي صواريخ حاملة رؤوس نووية بأبعادها المختلفة في جزيرة كوبا، وكان هذا رداً انعكاسياً على نصب الولايات المتحدة الأمريكية صواريخ عابرة مزودة برؤوس نووية في قواعدها العسكرية في تركيا.



 

ـ الفعل ورد الفعل كان متفقاً عليه بين الرئيس الأمريكي كنيدي وسكرتير الحزب الشيوعي خروتشوف، وكانت الغاية من ذلك وضع العالم بأسره على حافة حرب نووية، أسموها "سياسة حافة الهاوية" والقصد منها إخراج أوروبا من المعادلة الدولية خاصة بالطبع بريطانيا وفرنسا الصديقين اللدودين للولايات المتحدة، وإنهاء دورهما الدولي في العالم.

 

وكان ذلك نتيجة طبيعية لنتائج الحرب العالمية الثانية التي خسرها البريطانيون والفرنسيون، وفاز فيها الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، ونتج عن ذلك خروج البريطانيين والفرنسيين من شرق السويس على أثر حرب عام 1956 عندما وقفت الولايات المتحدة بزعامة الرئيس الأمريكي "ايزنهاور" مع الاتحاد السوفيتي ضد الغزو البريطاني- الفرنسي- الإسرائيلي.

 

 

وكان ذلك أول الطريق لإنهاء النفوذ البريطاني- الفرنسي، وانفراد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بقيادة العالم واقتسام النفوذ، من خلال سياسة "القطبين" التي اتفق عليها بين خروتشوف وكندي في مؤتمر فينا عام 1961 على أثر تمثيلية أزمة الصواريخ الكوبية بين الدولتين.

 

ـ كل ذلك سقته للمقارنة مع الوضع الدولي الآن، حيث تزمع الصين والولايات المتحدة القيام بتمثيلية مشابهة لأزمة الصواريخ الكوبية وهما بمرحلة إعداد "السيناريو"، وذلك بتأزيم الوضع الدولي للوصول بالعالم إلى سياسة "حافة الهاوية" وبث الرعب، تحت أجواء أن الصين والولايات المتحدة قاب قوسين أو أدنى من صدام عسكري, يقود إلى حرب عالمية ثالثة في هذا العام 2020، كما يزعم الاقتصاديون "الخبراء" في الدوائر السياسية التي تقود "البروباجندا" العالمية في العالم للأسف، حتى إن المفكر الأمريكي الكبير  "نعوم تشومسكي" أخذ هذا التوجه عندما طلب من مفكري العالم وصانعي القرار فيه التدخل، لوقف هذا الصدام حتى لا يصل العالم كما قال إلى "الرقص فوق الهاوية" تؤدي إلى كارثة عالمية غير محدودة النتائج.

 

ـ أين مفكرو العالم وأين رجال الدولة في هذا العصر، الذين يسكتون حيال هذه الظاهرة العالمية الكونية الكاذبة، التي تشيع بأن صداما مباشرا جديا بين الولايات المتحدة والصين، إن هذا قول فارغ، المفروض لا ينطوي على سياسي مطلع متوسط الإدراك، لكن الإرهاب الأمريكي والسكوت الصيني, يمنع كل وسائل الإعلام من كشف هذا المخطط اللئيم, الذي يعمل على تسوية جديدة يقوم عليها النظام الدولي الجديد والمتوقع، بمباشرة حروب بالوكالة على حدود الصين يكون من شأنها رفع درجة التوتر في العالم, بحجة إمكانية حصول حرب نووية بينهما، وعلى إثرها يجلس "القطبان" الصيني والأمريكي علناً، بعد أن اتفقا سراً على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاقية ثنائية لقيادة العالم، تستبعد الاتحاد الروسي والأوربيين نهائيا خارج معادلة القيادة والزعامة للعالم, ويبقى لهم دور ثانوي مساعد للقطبين مع التصدق عليهم ببعض الفتات المادي والمعنوي، كما كان الوضع الدولي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، حتى سقوط جدار برلين.

 

 

ـ من خلال هذه القيادة الثنائية، تحل الأزمات الدولية المستعصية، و هي أزمة الديون العالمية والدولية، وأزمة براءات الاختراع والملكيات الفكرية، وأزمة البيئة والمناخ والحريات والنفط والحرب البيولوجية "جرثومية وفيروسية", وكذلك بعض الأزمات الفرعية, ويقبل العالم على قيادة لها شكل "القيادة الجماعية"، وذلك عن طريق تنظيم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بتعديلات على تشكيل مجلس الأمن, وإدخال أعضاء جدد مثل ألمانيا واليابان والبرازيل والهند، وإلغاء حق النقض "الفيتو" وهذا يطمئن العالم المضطهد والناقم على انفراد الدول الخمس بحق النقض، وبهذا يتصور الأمريكان والصينيون، أنهم أحكموا السيطرة والقيادة على النظام الدولي ليعيش الجميع بثبات ونبات, ويخلفوا صبيان و بنات، ويستقر العالم على الأقل إلى الخمسين سنة القادمة، ولكن هل ينطبق حساب الحقل على حساب البيدر, كما يقول المثل العربي؟

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز