عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د.هويدا عزت تكتب: "العمل والضمير" وجهان لعملة واحدة

يرتبط مفهوم العمل بالحياة والأنشطة اليومية التي يقوم بها الإنسان؛ لتوفير الاحتياجات الأساسية، وتحقيق استقرار المجتمع، كما أكدت اتفاقيات العمل الدولية، أن إتاحة فرصة العمل حق من حقوق الإنسان. 



 

وقد أخذ العمل اهتمام العلماء، والباحثين، للوصول إلى تحقيق منفعة، واتفقوا على أن العمل يعتبر مجموعة من المهام التي ينجزها الفرد خلال فترة زمنية معينة، وفي مكان محدد مقابل أجر معين.

 

هذه المهمة التي كلف بها الفرد، وجب عليه أن يؤدي حقها، ويراعي واجباتها، وأن عدم الاهتمام بأداء هذه المهمة، يعتبر شكلًا من أشكال الانحرافات، التي تؤدي إلى التعارض مع الضمير المهني في العمل.

 

واعتبر البعض أن لكل مهنة ضميرًا، ولكل عامل أيًا كانت طبيعة عمله ضميرًا مهنيًا يحمله بين جوانحه فيكون كالرقيب، وهو ما يدفعه إلى إتقان العمل، وتنفيذه على الوجه الأكمل.

 

ويعتبر ضمير الفرد في أداء عمله، مكونًا من الخبرات العاطفية القائمة على أساس فهم الإنسان للمسؤولية الأخلاقية، وسلوكه في المجتمع، فهو ليس صفة يولد بها الفرد، إنما يحدده مجموعة من العوامل الفطرية والمكتسبة. 

 

وأثبتت الدراسات العلمية الحديثة، أنه كلما راعى الفرد ضميره المهني، فإن المجتمع ينضبط، ويتطور، ويحقق السعادة لكل من فيه.

 

وتعمل منظمة العمل الدولية (ILO) منذ عام 1919 على تنظيم سياسات العمل بين الحكومات والعاملين، فتضع المعايير الدولية لسياسات العمل، وتدعم حقوق العاملين في العالم، كما تعمل على تشجيع خلق فرص عمل عادلة، وتحسين الحماية الاجتماعية لكل فئات العاملين.

 

 

بالإضافة إلى أنها تضع الاستراتيجية العامة لقانون العمل الدولي، والتي تشمل التوعية، ونشر المعايير الحديثة لتطبيق العمل، وتدعيم نظام الرقابة، وتطبيق قوانين العمل، والشفافية. 

 

وتنعكس تبعات أداء العمل المكلف بها الفرد سلبًا وإيجابًا على غيره من الأفراد، والمجتمع، فإتقان العمل مظهر من مظاهر حضور الضمير المهني، مما يتطلب تنمية الرقابة الذاتية إلى جانب تنفيذ اللوائح والقوانين التي تنظم أداء العمل في المجتمع.

 

 باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز