عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ملتقى الفكر الإسلامي: الصيام يكفر الذنوب والقرآن يجلي الصدور

أكد ملتقى الفكر الإسلامي، أن رمضان هو شهر غذاء الروح فيه الصيام يكفر الذنوب والقرآن دستور حياة ويجلي الصدور ، وفيه تفتح أبواب الجنان وتُغلّق أبواب النيران ، وفيه تتنزل الرحمات وتضاعف الحسنات ، وترفع الدرجات وتكفّر السيئات.



 

جاء ذلك في إطار الحلقة الخامسة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى لشؤون الإسلامية تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، والتي أقيمت تحت عنوان : "" رمضان شهر القرآن " ، وشارك فيها كل من : الدكتور نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، والشيخ محمد البسطويسي مدير عام المساجد الأثرية بوزارة الأوقاف ، وقدم للملتقى الإعلامي عمر حرب المذيع بقناة النيل الثقافية . 

 

في البداية ، أكد الدكتور نوح العيسوي ، أن شهر رمضان هو شهر غذاء الروح ، فيه نزل القرآن ، وفيه تفتح أبواب الجنان وتُغلّق أبواب النيران ، وفيه تتنزل الرحمات وتضاعف الحسنات ، وفيه ترفع الدرجات وتكفّر السيئات ، ففي الحديث : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) : إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي " (صحيح مسلم) ، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الصيام والقرآن علاقة وطيدة ، فالحق سبحانه وتعالى اختص شهر رمضان بالصيام دون غيره من الشهور تخليدا لذكرى نزول القرآن الكريم فيه ، وقد قال بعض العلماء : مدح الله شهر الصيام من بين سائر الشهور ؛ لأنه قد شرف بنزول القرآن الكريم فيه ، قال سبحانه وتعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185] ، ومن هنا كان صيام شهر رمضان شكرا لله على نعمة نزول القرآن الكريم فيه ، لافتا إلى أن شهر رمضان وُصف بشهر القرآن ؛ لأن جبريل (عليه السلام) كان يلقى النبي (صلى الله عليه وسلم) في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلما كان العام الذي قبض فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) دارسه جبريل (عليه السلام) القرآن فيه مرتين.

 

وأضاف نوح، أن الحق سبحانه وتعالى أنزل القرآن على قلب الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لأهداف كثيرة ، منها : أنه كتاب هداية للخلق أجمعين ، يهدي به الناس إلى طريق الحق وإلى الصراط المستقيم، وفي ذلك يقول سبحانه: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: 1، 2] ، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9] .

 

كما أنه كتاب إعجاز للخلق كافة ، تحدى به العرب أهل الفصاحة والبلاغة والبيان حين كفروا به وقالوا : إنه من عند محمد وليس من عند الله تعالى ، فتحداهم رب العالمين على مراحل ثلاث: المرحلة الأولى : تحداهم أن يأتوا بمثله فعجزوا ، فقال سبحانه:{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} [الطور: 33، 34] ، وقال عز وجل : {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا  يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88]. ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا ، فقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [هود: 13]. ثم تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة من مثله فعجزوا ، فقال : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } [البقرة: 23، 24].

 

وطالب نوح ، المواطنين الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وأن نكثر من تلاوة القرآن في شهر القرآن ؛ حتى ننال الفضل العظيم والأجر الجزيل الذي أخبرنا به (صلى الله عليه وسلم) حيث قال : " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لاَ أَقُولُ الْم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ " (سنن الترمذي) ، إضافة إلى أن القرآن الكريم يشفع لصاحبه يوم القيامة ، حيث يقول (صلى الله  عليه وسلم) : " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ" (صحيح مسلم).

 

وفي كلمته أكد الشيخ محمد البسطويسي ، أن القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة الباقية ، " مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "، كيف لا؟ وقد بين المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أنه جلاء للقلوب ، فقال: " إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدَ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا جِلَاؤُهَا؟ قَالَ: "تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ" ويقول عليه الصلاة والسلام : " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ"، مشيرًا إلى أن الله (عز وجل) جعل شهر رمضان شهر القرآن ، قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185] ، وقال سبحانه في سورة الدخان : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} [الدخان: 3] ، فلم نجد منحة ولا عطية من الله تعالى أعظم من القرآن الكريم .

 

 

وأشار البسطويسي ، إلى أن القرآن الكريم له خصوصيات ترقى بالأمة ، وأن السَّعادة الحقيقية تكمن في التمسك بكتاب الله والاسترشاد بتعاليمه ، فالقرآن الكريم هو سرُّ سعادة الإنسان ونجاحه في الدنيا والآخرة؛ إنْ تدبَّر آياته وعمِل بما فيه من أحكام ومبادئ ، ولنا في السلف الصالح رضوان الله عليهم القدوة الحسنة ؛ حيث كانوا لا يتجاوزون الآية القرآنية إلا بعد إتمام حفظها وفَهمها وتطبيقها.

 

وفي ختام كلمته أكد أهمية اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بقراءة القرآن والتضرع إليه عز وجل هذه الأيام التي يعيشها العالم بأسره حتى يرفع عنا البلاء والداء ، مستشهدا بقوله تعالى : { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز