عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لصوص الجامع! (الحلقة الثالثة)

لصوص الجامع! (الحلقة الثالثة)

بنهاية «المرحلة التمهيدية» (التي تضم مستويى: المُحب والمؤيد)، يُصبح الفرد «المُستهدف بالتجنيد» أكثر اقترابًا من الدائرة «التنظيمية» للجماعة الإرهابية؛ إذ مع بداية المرحلة الثالثة (مستوى الأخ المنتسب)، يُعتبر «العنصر الجديد» داخل الصف، رسميًّا.. لكنه فى أول درجات الارتباط؛ إذ عند تلك المرحلة، يُصبح «الأخ» ملتزمًا بأداء التكليفات الموكلة إليه من قبل الدعوة، ويدافع عنها أمام الآخرين..  لذلك، يُعرف هذا المستوى فى أدبيات الجماعة الإرهابية بأنه بداية مستويات «مرحلة التكوين» (أى المستويات التي يكون خلالها «الأخ»، أو فرد الصف الجديد، أكثر قبولاً للالتزام بمبدأ: «السمع والطاعة»؛ إذ تنقسم «مرحلة التكوين» إلى مستويين رئيسيين، هما: «مستوى الأخ المنتسب»، و«مستوى الأخ المنتظم».. وهى مرحلة تستغرق فى مستوييها - عادةً - نحو ثلاث سنوات كاملة.



 

 

..وبمزيد من الشرح، فإنَّ مرحلة أو مستوى «الأخ المنتسب» – بحسب توصيف وثائق الإخوان التربوية - هو بداية مرحلة «البناء الحقيقى» لرجل العقيدة وجندى الدعوة(!).. إذ يخضع خلالها الأخ إلى سلسلة من الإجراءات الرامية للتثبت من صدق توجهه التنظيمى، الرامى لـ«إقامة دولة الإسلام»، ونشر دعوة الجماعة بين ربوع العالمين، تأسيسًا على «ركائز ثلاث»، هى: [التعارف/ التفاهم/ التكامل]..

 

 

1 بدايات العمر الدعوى:

 

 

وفقًا للوثائق الخاصة بالنشاط الحركى للتنظيم، فإنَّ  «العُمر الدعوى للأخُوَّة» يُحتسب داخل «الصف» منذ بداية التحاق الفرد [الجديد] بهذه المرحلة؛ إذ تتراوح مدتها بين «عام»، أو «عامين»، بحسب كل قطرٍ من أقطار التنظيم.. وذلك؛ حتى يصل «الأخ» إلى مشارف مستوى «الأخ العامل» (مرحلة إعداد الدعاة).. وعلى هذا؛ فإن شروط الالتحاق بـ«المرحلة التكوينية» بشكل عام، هى:

 

 

 تحقق أهداف المرحلة السابقة (أى مستوى المؤيد) بنسبة 75 % فى عمومها، مع الالتزام والتخلى عن الشُبهات.

 

 

 التمتع بـ«الروح الجماعية»، والتخلى عن الفردية.

 

 

 التحقق من وصول «المدعو» إلى مستوى جيد من: [الطاعة/ والانضباط/ والكتمان/ والالتزام بسياسة الجماعة].

 

 

 التحقق من رغبته (الأكيدة) فى الالتحاق بالجماعة، والعمل من خلالها كـ«جندى دعوة»؛ إذ يتم خلال تلك المرحلة مُفاتحة «المدعو» للانضمام إلى الصف.. ولا يُفاتح «المدعو» إلا إذا كان مستواه جيدًا، بعد تقييم دقيق من مسؤوله، والتأكد من استكماله شروط الانتقال لـ«المرحلة التكوينية»، عبر التأكد من رغبته الحقيقة فى الانضمام للجماعة، سواء أعلن هذه الرغبة.. أو «لم يعلنها» (كأن يعتبر نفسه - مثلاً - واحدًا من أعضائها).. ويُضاف إلى ذلك تزكية اثنين من [الإخوان النقباء] (أو من فى مستواهم)، ثم «ترشيح لجنة العضوية» بالمنطقة التي يتبعها، ثم اعتماد «المكتب الإداري» للمنطقة لتلك التزكية.

 

 

..وتأسيسًا على تلك الشروط، تكون أهداف التنظيم التربوية عند مستوى «الأخ المنتسب»، وفقًا لوثائق المنهج المُعتمد أخيرًا، كالآتى:

 

 

(1)- تعزيز معرفته بأهمية وضرورة الالتزام علميًّا وإداريًا.

 

 

(2)- الإلمام بحقائق المنهاج وقيمه فهمًا واستيعابًا.

 

 

(3)-  اكتساب المهارات المستهدفة فى علوم المرحلة وأنشطتها ودوراتها التدريبية.

 

 

(4)- تنمية الاتجاهات والميول الإيجابية من اهتمام وحرص وحماس وتضحية نحو الدعوة.

 

 

(5)- النهوض بما يوكل إليه ويكلف به من أعمال دعوية مع تحرى الدقة والإتقان.

 

 

(6)- الإسهام الفعال فى تكوين البيت المسلم والمجتمع المسلم (وذلك تأسيسًا على فهم حسن البنا).

 

 

(7)- تحقيق أركان الحلقة (أى الحلقة التربوية) وآدابها.

 

 

..وبحسب الصورة النمطية لـ«المناهج التربوية» عند الإخوان، فإن المنهج عند مستوى «الأخ المُنتسب» يتوزع – بالتبعية - على المحاور الثلاثة المعروفة: «المحور الإيمانى والتعبدى»، و«المحور السلوكى»، و«المحور الحركى».. إذ تضم تلك المحاور بين طياتها (وفقًا للمنهج الأخير) 13 مادة، تتوزع – بدورها – بين مواد أساسية، ومواد للتعلم الذاتى.. إلا أنه عند هذا المستوى يُضاف أسلوب التدريس بنظام الدورات (أى مواد يتم تدريسها فى شكل دورة تربوية)، بما يسمح بأن يكون الأخ، خلال هذه المرحلة، أكثر تماسًا وطبيعة «العمل الجماعى» داخل التنظيم.

 

 

..وبصورة إجمالية، فإنَّ تلك المواد - على سبيل الحصر- يتم تدريسها فى نحو 120 ساعة، كالآتى:

 

 

(أ)- القرآن (30 ساعة/ مادة أساسية)؛

 

 

(ب)- الحديث (25 ساعة/ مادة أساسية)؛

 

 

(ج)- السيرة النبوية (تعلم ذاتى)؛

 

 

(د)- العقيدة (تعلم ذاتى)؛

 

 

(هـ)- الفقه (12 ساعة/ دورة)؛

 

 

(و)- الفكر الإسلامى/ الدعوة  (13 ساعة/ مادة أساسية)؛

 

 

(ز)- التزكية (تعلم ذاتى)؛

 

 

(ح)- علوم القرآن (7 ساعات/ دورة)؛

 

 

(ط)- المجتمع المسلم (4 ساعات/ دورة)؛

 

 

(ي)- علوم إنسانية (4 ساعات/ دورة)؛

 

 

(ك)- الجماعات الموازية (10 ساعات/ مادة أساسية)؛

 

 

(ل)- حاضر العالم الإسلامى (10 ساعات/ مادة أساسية)؛

 

 

(م)- البيت المسلم (5 ساعات/ دورة).

 

 

2 ملاحظات على المنهج:

 

 

بقراءة إجمالية لمضمون مقررات المنهج الأخير للإخوان، يُمكننا إثبات الآتى:

 

 

(أ)- يستهدف المنهج عند هذا المستوى دعم المحور الحركى (التنظيمى)، بشكل أكبر، إذ يسعى المنهج بقوة نحو تحقيق: فهم واستيعاب أركان دعوة الجماعة الإخوان وواجباتها (الفهم/ الإخلاص/ وبعض مراتب ركن العمل)، وأن يحرص الأخ «المنتسب» على الالتزام بسياق «العمل الجماعى».. وبالتالى فإن دروس هذا المحور، تركز بصورة أساسية، على دعم «الدروس الحركية»؛ إذ تتمحور تلك  الدروس - فى المقام الأول - على رسائل المرشد المؤسس «حسن البنا».. وفى هذا السياق يتم تدريس: (رسالة دعوتنا – إلى أى شىء ندعو الناس – بين الأمس واليوم) بصورة أساسية بمادة «الدعوة» (أو الفكر الإسلامى، بحسب وثائق التربية داخل التنظيم).. ويتبعها عددٌ آخر من مصادر «التعلم الذاتى»، منها: «الإسلام وأوضاعنا الاقتصادية» (عبدالقادر عودة)، و«الدعوة إلى الله» (توفيق الواعى)، و«دستور الوحدة الثقافية» (محمد الغزالى)، و«شرح الأصول العشرين» لمفتى الإرهاب (يوسف القرضاوى)، و«فقه الدعوة» للمرشد الأسبق (مصطفى مشهور)، و«كيف ندعو الناس» (عبدالبديع صقر).. بالإضافة إلى تدريس نموذج عن «الدعوة الفردية» بنظام الـ«بوربوينت».

 

 

(ب)- بحسب المعلومات المتوافرة عن المنهج القديم، فإن التنظيم لم يُعدل كثيرًا فى المنهج السابق؛ إذ كان التنظيم يعقد نحو 5 ندوات مختلفة، عند وصول الأخ لهذا المستوى، بحيث يتم تخصيص «الندوة الأولى» لشرح رسالة: [دعوتنا]، و[دعوتنا فى طور جديد].. وندوة منفردة حول: [إلى أى شىء ندعو الناس].. كما يتم تدريس رسالة: [الأسر] داخل المعسكر الذي تنظمه الجماعة لأفراد المستوى الثالث (مستوى المنتسب).. كما يتم تنظيم «ندوة» موسعة عن [ظروف نشأة الإخوان/ وأهداف دعوتها/ ووسائلها].. وتُختتم تلك المرحلة بـ«ندوة» عن جوانب القدوة فى شخصية حسن البنا(!)

 

 

(ج)- تنطلق التغذية الفكرية عند هذا المستوى، أيضًا، فى الدعم التدريجى لأفكار «حسن البنا» حول البيت المسلم والمجتمع المسلم، التي من محصلتها أن البيت المسلم والمجتمع المسلم لم يعودا موجودين فى الوقت الحالى، وأن دعوة الإخوان هى إعادة إحياء لهما من جديد.. وفى هذا السياق يتم فى مادة «المجتمع المسلم» الدفع بصورة رئيسية بكتاب يوسف القرضاوى «ملامح المجتمع المسلم»، وبشكل ذاتى بكتب: «العدالة الاجتماعية فى الإسلام» لمنظر جاهلية المجتمع (سيد قطب)، و«إسلامنا» (سيد سابق).. ونحو 5 كتب لـ «د. محمد البهى» (الذي يدين له عديدٌ من قيادات الأزهر وشيوخه بفضل الأستاذية!)، هى: (الإسلام ودوره فى حل مشاكل المجتمعات/ القرآن والمجتمع/ المجتمع الحضارى وتحدياته من توجيه القرآن الكريم/ منهج القرآن فى تطوير المجتمع/ نظام الإسلام بين هدى الإسلام وضرورة المجتمع المعاصر).

 

 

..وفى مادة «البيت المسلم» يتم الدفع بكتاب «البيت المسلم» لـ«توفيق الواعى» (كمادة أساسية)، وتتبعها مصادر للتعلم الذاتى, منها: «المرأة المسلمة» و«رسالة التعاليم» للمرشد المؤسس حسن البنا.

 

 

(د)- ترسخ مناهج المستوى عند «الأخ المنتسب» صورة مفادها أن هناك مؤامرة حقيقية على العالم الإسلامى، تستهدف تقويض الإسلام وأهله (الذين هم أعضاء جماعة الإخوان!).. ومن ثمَّ تكون مادة «حاضر العالم الإسلامى» هى البوابة المناسبة لبث تلك القناعات؛ إذ يتم تقرير  كتاب «حاضر العالم الإسلامي/ ج1» (توفيق الواعى) كمادة أساسية.. ومصادر التعلم الذاتى الإضافية: «الإسلام ومشكلات الحضارة» (سيد قطب)، و«الأفعى اليهودية فى معاقل الإسلام» (عبدالله التل)، و«جذور البلاء» (عبدالله التل) أيضًا، و«الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ» (محمود عبدالحليم)، و«التاريخ الإسلامى» (محمود شاكر)، و«المؤامرة على الإسلام» (أنور الجندى)، و«حاضر العالم الإسلامى: المسلمون بين قرنين» (ياسين غضبان)، و«حاضر العالم الإسلامى» (مصطفى الطحان)، و«موسوعة سفير فى التاريخ الإسلامى» (شركة سفير).. وصدق أو لا تصدق.. كتاب: «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل» لـ (محمد حسنين هيكل).. وغيرها.

 

 

(هـ)- تستعرض مواد هذه المرحلة تاريخ «الجماعات الموازية» لجماعة الإخوان، مثل: «الجماعة الإسلامية فى باكستان»، وغيرها تحت عنوان خادع هو (الجماعات الإصلاحية).. وفى هذا السياق يتم تدريس كتاب: «الجماعات الإصلاحية/ج1» (توفيق الواعى)؛ إذ يتم تمهيد الأرض أمام «الأخ المنتسب» للإيمان بأن دعوة الإخوان هى دعوة الحق.. وذلك إلى جانب عدد آخر من مصادر التعلم الذاتى، مثل: «الإمام محمد بن عبدالوهاب» لـ(عبد الحليم الجندى)، و«أبو الأعلى المودودى» لـ(أسعد كيلانى)، و«الخلافة الراشدة» وجماعة أهل الحديث» لـ(عايد حسن الرحمانى)، و«دعوة الحق» لـ(عبدالرحمن الوكيل)، و«كردستان وطن وشعب» لـ(جواد الملا)، و«شهيد المحراب» للمرشد الأسبق (عمر التلمسانى).

 

 

3 مسودات التقييم:

 

 

مع نهاية مستوى «الأخ المُنتسب»؛ يدخل الفرد الإخوانى إلى المستوى التالى من مستويات «المرحلة التكوينية» (أى: مستوى «الأخ المنتظم»)، بشكلٍ مباشر.. وهو مستوى يستغرق نحو «عامين» على الأقل (بحسب المنهج «المُعتمد» من قبل الجماعة فى مصر).. إذ يتم خلاله (وفقًا للتعريف التربوى) تعميق ولاء الفرد المُستهدف، وترسيخ انتمائه للصف والجماعة، وإعداده للوصول إلى مرحلة «الطاعة الكاملة».. كما يتم خلال هذا المستوى تأهيله؛ حتى يُوظّف طاقاته وقدراته فى خدمة «دعوة التنظيم».. وتكون شروط الالتحاق بهذا المستوى:

 

 

 الانتظام لمدة عام - على الأقل -  فى مستوى «المنتسب».

 

 

 عدم ظهور عيوب أو مشكلات فى سير «الأخ»، تستدعى مراجعة موقفه.

 

 

 أن يُحقق أهداف المرحلة السابقة (أى: مستوى المنتسب) بنسبة 80 % فى عمومها.. و 100 % فى الالتزام والتخلى عن الشبهات.

 

 

 التحلى بالروح الجماعية والتخلى عن الفردية.

 

 

 التأكد من استعداده [الكامل] للالتزام التنظيمى داخل الجماعة.

 

 

..وبحسب وثيقة «المرحلة الثالثة» بالمنهج الأخير، فإنَّ الأخ المسؤول يجب أن يدون عدة ملاحظات حول أداء «الأخ المنتسب»؛ لكى يتم تصعيده للمستوى التالى.. إذ تنحصر تلك الملاحظات فى الآتى:

 

 

(1)- الالتزام بنسبة حضور لا تقل عن 93 %؛

 

 

(2)- الالتزام بتحضير فقرته العلمية وتقديمها بنسبة أداء لا تقل عن 85 %؛

 

 

(3)- فهم واستيعاب حقائق علوم المرحلة وقيمها بنسبة لا تقل عن 90 %؛

 

 

(4)- اكتساب المهارات المستهدفة فى المنهج بنسبة لا تقل عن 85 %؛

 

 

(5)- تنفيذ ما يكلف به ويوكل إليه بنسبة التزام 100 % وبنسبة إتقان لا تقل عن 85 %؛

 

 

(6)- العمل على تأسيس بيته المسلم على شريعة الإسلام وأخلاقها وتوجهات المؤسسة بنسبة لا تقل عن 90 %؛

 

 

(7)- الإسهام والمشاركة فى أنشطة المجتمع الخاص بالمؤسسة بنسبة 90 % والمجتمع العام (الأمة) بنسبة 80 %؛

 

 

(8)- تسديد أسهم الجماعة بنسبة لا تقل عن 100 %؛

 

 

(9)- الانضباط فى القول والعمل بنسبة لا تقل عن 90 %؛

 

 

(10)- الإيجابية والتفاعل مع الأحداث بنسبة لا تقل عن 90 %؛

 

 

(11)- أن يكون له إسهامات فكرية ودعوية ملحوظة؛

 

 

(12)- أن يكون له دور واضح فى العمل العام والخاص؛

 

 

(13)- أن يمثل اتجاه الجماعة محيطا بالواقع القطرى وظروفه دعويًا وسياسيًّا؛

 

 

(14)- التعارف الوثيق بنسبة لا تقل عن 100 % مع الإحاطة بجميع الظروف والملابسات المحيطة به لمساعدته وتقديم العون له عند الحاجة؛

 

 

(15)- توافر شروط التقويم الجيد موضوعيًّا فى تطبيق الضوابط والمعايير، وذاتيًّا بالتجرد من المؤثرات الشخصية بنسبة لا تقل عن 100 %؛

 

 

(16)- لا ينقل الدارس من هذه المرحلة إلى التي تليها إلا بعد استيفائه مستهدفات المرحلة وشروطها كاملة وغير مسموح التجاوز فى شىء منها.

 

 



 

 

بانتهاء عملية التقييم الأخيرة، يُصبح الأخ على موعد مع الانتظام داخل الصف.. إذ يُصبح أكثر تهيؤًا لتقبل مفاهيم جاهلية المجتمع (التي مهّدت لها رسائل البنا، ونظَّر لها سيد قطب) بصورة تجعله ناقمًا – بصورة أكبر – على المجتمع الذي يعيش بين أرجائه (!) .. يتبع  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز