عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إمارة «سيناء» والحدود الآمنة لـ«إسرائيل» (4)

إمارة «سيناء» والحدود الآمنة لـ«إسرائيل» (4)

توقفنا فى المقال السابق عند «مشروع الشاطر» لتمكين قطر وتركيا من الاستحواذ للانتفاع بأراضينا عشرات السنين، وإعطاء رفح المصرية لتلتحم برفح الفلسطينية، وتصير وطنًًا بديلا للحمساويين وأربابهم وإعلان «إمارة إسلامية» تكون باكورة الانطلاق للمناداة بدولة الخلافة، وذلك بعد أن يحصل الإخوان وهم يحكمون مصر على بضع دولارات هو ثمن بيع أراضى الوطن التي لا تقدر بالمال لأنها أرض مروية بالدماء، وقبل أن نكمل ما كان سيحدث من جراء هذا السيناريو علينا معرفة ما قام به وزير الدفاع وقتذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسي لوقف هذا المخطط البشع فأصدر قرارا نشر فى الجريدة الرسمية فى الحال يمنع تأجير أو بيع أراضى سيناء لغير المصريين الذين هم أبناء ممتدة لعدة أجيال من الأجداد المصريين، وأيضا لا يحق لأى من كان أن يقوم بالتصرف أوالتخطيط فى الشروع من إقامة أى مشاريع أو بيع أو أى نوع من النشاط إلا بعد الحصول على موافقة القوات المسلحة، حيث إن هذه الأراضى تقع فى نطاق المناطق العسكرية ولا يجوز الاقتراب منها حتى لا تمس أمن الجيش ومناطقه وقواعده ومسارح تدريبه وعملياته ومجال تأمينه…



عند ذلك جن جنون الإخوان وتوعد الشاطر وزير الدفاع باستبعاده من قيادة الجيش وقام بمقابلة ثلاثة لواءات يتبعونهم فكرا منهم واحد سابق وكانوا يجرون تفاضل بينهم ليجعلوا منهم وزير دفاع، ولكن قانون الجيش كان يمنع تعيين وزير دفاع جديد إلا بعد موافقة المجلس الأعلى العسكرى، وهنا كانت العقبة أمام الإخوان عندما علموا أن الجيش قادة وضباطا وجنودا لن يقبلوا تغيير وزيرهم لأنه قام بواجبه فى حماية أرض البلاد وأوقف نشاط الإخوان فى الانحراف بأمننا القومى لما فيه مصلحتهم الخاصة، أما باقى السيناريو الذي أوقفه «السيسي» فكان مضمونه بعد أن يتم إعلان إمارة حماس فى جزء من سيناء تدخل إسرائيل وأمريكا بمشاريع استثمارية بحجة أن تواجدهما هو حماية لحدود إسرائيل ولتعمل على إغلال يد حماس، وفى الوقت نفسه سوف يتم شغل الإخوان جميعا بمن فيهم أردوغان وتميم وحماس أن مشروعهم للخلافة ينطلق من إمارة سيناء المزعومة وتتجه صوب الأردن والسعودية والإمارات وأن المدخل يكون اليمن بإثارة القلاقل ودخول إيران على الخط وتقوم حرب طائفية كل جماعة تحلم بالخلافة،  وتنعم أمريكا وإسرائيل بسيناء بعد أن تجد ذريعة لرجوع حماس كما كانت داخل غزة فقط وتصير حرب الخلافة بعيدة إلى حد ما عن إسرائيل فى الوقت التي سيجهز فيه باقى دول الاحتلال الأوروبى للتدخل السريع تحت مظلة «الناتو» وكل يأخذ مكانه القديم ويسترد مستعمراته ثم يتم الإجهاز على مصر كاملة «الجائزة الكبرى» بعد أن يكون الإخوان فكك جيشها القوى واستبدله بالجهاديين المزعومين الذين سيلبون نداء مرسى الإخوانى «لبيك يا سوريا» للغزو لأراضى سوريا واليمن أولا ثم الانطلاق لدول الخليج ولذلك فإن الرئيس السيسي هدد وقال «فركة كعب» ليحذرهم مما يريدون فعله تحت زعم الحصول على الخلافة المزيفة التي لن يطولوها،  فهم أداة حتى يتم الاستيلاء والتحكم فى سيناء التي تربط آسيا بإفريقيا إنها أرض حيوية رابطة للقارات مثل قناة السويس تمام، ولكن الجيش المصري كان يقوم بإفشال كل الخطط تباعًا حتى صار مصدر رعبهم فتربصوا له بالمرتزقة التكفيريين ولكننا لهم بالمرصاد إن شاء الله.

 

من هنا علينا أن نعى ما يحدث فى سيناء جيدا، والحدوتة ليس هؤلاء التكفيريون الأداة المطلقة فى وجههنا لكن الأمر أكبر من هؤلاء المرتزقة بكثير، وصاحب المصلحة لدينا معلوم مهما توارى وراء جماعات أو حكام خائنين فاسدين. 

 

ويبقى أمامنا علاقة ما يحدث فى سيناء و«الحدود الآمنه لإسرائيل» تلك النظرية التوسعية التي تبلورت فى الفكر الإسرائيلى بعد حرب 67 واحتلالها لسيناء والجولان والضفة الغربية، وقيام ضغوط دولية لإجبارها على الانسحاب ولكنها رفضت الانصياع للضغوط حتى يتم لها وضع ما أطلقت عليه «حدود آمنة» يمكنها الدفاع بها عن نفسها وتردع العرب المحيطين بها وخاصة دول المواجهة أى الذين لهم حدود معها وأن تكون قوية بما فيه الكفاية لصدهم إذا ما قاموا بالهجوم وتعطيها عمقا استراتيجيا يؤمن لها المناورة ويضمن سلامة المناطق الحيوية والآهلة بالسكان ويبعدها عن مسارح المعارك، خاصة أن جغرافية الأراضى الفلسطينية التي تقيم عليها إسرائيل هى عبارة عن شريط طولى ضيق لا يسمح لها بمسرح عمليات داخل أراضيها لأن ما ذكر سابقا لن يكون فى مأمن عند الرد عليها لإصابة أماكن إدارة عملياتها العسكرية، ولذلك فإن إسرائيل دوما تجعل لديها أراضٍ عربية تحتلها وتسيطر عليها لتجعلها مسرحا عسكريا خارج نطاق أراضيها وهذا ما يفسر لنا تمسكها حتى الآن ببعض أراضى فى الجنوب اللبنانى وهضبة الجولان بسوريا لتجعلهم مناطق عسكرية حماية لحدودها ولذلك فإنها حتى فى اتفاقيات السلام التي وقعتها مع مصر والأردن جعلت المناطق العسكرية فى الاتفاقيات تبعد عدة كيلومترات عن الحدود ولكى تتم لها الموافقة على ذلك طلب منها أيضا أن تكون مناطقها العسكرية بعيدة نفس الشىء إلا أنها من وقت لآخر تثير حماس وحزب الله وبمساعدة الجماعات التكفيرية فى سيناء لتعطيها المبرر فى التقدم بوحداتها العسكرية زاعمة أنها تتعرض لخطر من الجماعات المتطرفة التي تتخذ من الحدود للدول العربية المحيطة بها خندقا لتجهز عليها، ولذلك حجج كثيرة فمثلا تطلق جماعة ما «أنهم أنصار بيت المقدس» ليعطوا إسرائيل الذريعة للتقدم بوحداتها العسكرية على أساس أن هذه الجماعة أو غيرها بمسمياتهم تواجدوا من أجل إثارة القلاقل ومحاربة إسرائيل ثم نجد قتالهم وحرب عصاباتهم للبلدان العربية وليس لإسرائيل،  وأنهم بالفعل تواجدوا من أجل أن يكونوا ذريعة فى يد إسرائيل للضغط على الدول العربية المحيطة بها، ولكن هل الحدود الآمنة لإسرائيل تقف عند هذا الحد؟.. الحقيقة تلك النظرية التي وضعها منظرهم الاستراتيجى «بيجال آلون» لها ثلاثة أشكال تتداخل للتكامل فيما بينها لتنتج تلك «الحدود الآمنة».

..يتبع      

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز