عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د.هويدا عزت تكتب : الوجه الآخر لـ"كورونا"

لم يكن أحد يتخيل أن يتحول هذا الفيروس غير المرئي والمجهول الأصل والمصدر حتى الآن "كورونا"، إلى جائحة اشتدت مداها وأصبحت تؤثر على العديد من دول العالم؛ لتحدث الكثير من التغييرات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وباتت نتائجها نقطة فارقة في تاريخ البشرية؛ لتؤسس رؤية عالمية جديدة.



ويقول الخبراء أن "الحياة ما قبل كورونا لن تكون ما بعد كورونا".

ومن جهة آخرى، فإن كان فيروس كورونا على قساوته وخطورته، وما تسببت فيه آثاره السلبية من خسائر اقتصادية عالمية قدرت بملايين الدولارات، إلا أنه له وجهًا آخر، فقد شكل هذا الفيروس محكًا لمراجعة الذات وإيقاظ الشعور بالمواطنة، وأبرز أهمية البحث العلمي بإعتباره البوابة الحقيقية نحو التقدم، وانتشار الوعي الصحي بين الناس. 

كما أنه خلال الأشهر الماضية غير فيروس كورونا من سلوكيات البشر في جميع أنحاء العالم، في ظل الانتشار السريع والمباغت له، وبقاء سكان العالم في منازلهم كإجراء احترازي للحد من انتشار الفيروس، مما كان له انعكاسات بيئية إيجابية حيث لم تعد هناك سيارات كثيرة تخنق الطرقات، الأمر الذي أدي إلى انخفاض الانبعاثات الضارة الناتجة عن حركة المواصلات والتنقلات اليومية بين الناس، الأمر الذي انعكس بدوره في المساعدة على خفض نسب التلوث.

 كما أرسى "نظام وسلوكيات مجتمعية جديدة"، فلم يعد الناس يسارعون للانتهاء من مشاغلهم اليومية، فاجتمعت الأسر، لم يعد التسوق هو الأهم، والعودة لهوايات هجرناها بسبب ركضنا الدائم في دوامة الحياة اليومية.

وبعد شيوع أمر التباعد الاجتماعي تجاوبًا مع جائحة فيروس كورونا المستجد، أصبح التواصل الإلكتروني بين الناس واستخدام الإنترنت المُنقذ لكثير من الأعمال، والتعليم، ومقدمي الخدمات.  ويقول نيكولاس كريستاكيس، عالم الاجتماع وطبيب في جامعة ييل الأمريكية: "نحن محظوظون لأننا نعيش في عصر تساعدنا فيه التكنولوجيا على رؤية أصدقائنا، وأفراد عائلتنا، والاستماع إليهم، حتى عندما تتباعد المسافات بيننا".

وفي ظل هذا الوضع الاستثنائي الذي يعيشه الكثير منا للمرة الأولى، ومع استمراره دون معرفة موعد محدد لعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل "كورونا"، فإن الأشياء التي نتحكم فيها بيدنا تبدو مهمة في هذه المرحلة الحرجة من حياتنا للحفاظ على بقائنا بسلام.

د.هويدا عزت باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز