عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
همس الكلمات.. ما أحوجنا للضمائر!

همس الكلمات.. ما أحوجنا للضمائر!

تعودنا حين نوجه النقد في أي موقف أو لأي حد فجأة "الكل يصحا ويفنجل عينيه؛ ويطرطق ودانه".



 

واذا جئنا "لا سمح الله"- كأنها سبة- نقول كلمة شكر وعرفان جميل لأحد تقوم الدنيا ويتقال بصوا النفاق والرياء.

 

 

ولكن كالعادة فهناك الصح وهناك الخطأ؛ وليس عيبا أن نلقي الضوء على القدوة الصح؛ والتي نتمنى أن تسود مجتمعاتنا حتى تكون عظة للآخرين.. وفي نفس الوقت نعنف الخطأ البعيد عن الضمير عسى أن يتم تقويمه!

 

 

فكيف لا أذكر زميل المهنة أيمن عبد المجيد؛ رئيس لجنة الرعاية الصحية بنقابة الصحفيين؛ الذي لم يدخر من الوقت أو الجهد لإغاثة أي زميل يستغيث به منذ بدأت أزمة "فيروس كورونا" حيث لا يكتفي بإجراء الاتصالات أو المشاركة الوجدانية للحالة فقط.. ولكنه يسهر طوال الليل مع الحالة حتى يتأكد من دخولها وتلقيها العلاج في أحد المستشفيات المخصصة واستمر ذلك على مدى حوالي 3 شهور.. حتى كانت النتيجة الطبيعية إصابة الزميل "أيمن" بإجهاد شديد ودخل على أثره المستشفى عدة أيام وحاليا وبعد خروجه في فترة نقاهة إجبارية ألست معي أننا لا بد أن نشيد بموقف الزميل الذي يعلم معنى المسؤولية ومتطلباتها في النقابة.

 

وأذكر ذلك لأننا في جميع الأوقات وتحديدًا في الوقت الراهن وقت الأزمة والوباء لا نحتاج إلا القيادة المقدرة للمسؤولية كل في موقعه؛ والقدرة على العمل بإخلاص وتفانٍ وذات الضمير الحي.. ولسنا في حاجة إلى اللعب بالكلمات المنمقة.. فنحن نريد الفعل.. ويا ليت تختفي الكلمات!

 

 

فليس أيضا من غير المقبول، أن نمر مرور الكرام على ما يفعله الجيش الأبيض من تفانٍ وعدم البخل بأي مجهود في سبيل متابعة الحالات المرضية بالفيروس ووفاة عدد كبير بين صفوفه؛ ولكن أيضا نتساءل كيف وصل تقصير.

 

مدير أحد المستشفيات إلى الدرجة التي تسبب فيها وفاة إحدى الحالات! ما يعني ضرورة الحاجة إلى تكثيف الرقابة السريعة والمتواصلة من جانب وزارة الصحة وعلى رأسهم؛ وزيرة الصحة د. هالة زايد التي بالفعل تحركت سريعًا وقد أصدرت قرارا بإقالة ذلك المدير مع التحقيقات العاجلة.

 

كما لا بد أن نشكر وزيرة الصحة أيضًا على استجابتها الفورية لاستغاثة أحد دور للمسنين بعد ظهور إصابات بها بفيروس "كورونا" وأرسلت لهم فريقا طبيا للمتابعة الصحية والإشراف الطبي لجميع المتواجدين بالدار ولكن أيضا أتساءل أين المشرفين الخاضعين لوزارة التضامن الاجتماعي سواء على تلك الدار أو غيرها لاكتشاف أي حالات للمرض قبل زيادة عدد المصابين بها!

 

 

ولما نلاقي ضعاف النفوس يحاولون استغلال المواطن ويبدأون في بيع كمامات في الشوارع وغير مطابقة للمواصفات وبأسعار مغالى فيها.. وتطلع علينا وزارة التموين لتنقذنا من ذلك الغش وتعلن توفير الكمامات القماش للمواطنين على بطاقات التموين بالتنسيق مع الهيئة المصرية للشراء الموحد لتدبير 40 مليون كمامة قماشية واقية مستدامة، وسيتم توفير حوالي 12 مليون كمامة قبل شهر يوليو المقبل مش برضه من حق الوزارة ووزيرها د. علي مصيلحي الثناء عليهم.

 

ولا بد أن نذكر ما تتخذه المحافظات حاليا من استعدادات خاصة لاستقبال امتحانات الثانوية العامة والأزهرية وتوفير كافة سبل السلامة الصحية وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية للطلبة.

 

ولكن فلننتبه.. ليس من المقبول أن نرى الحكومة تبذل اقصى جهدها في محاولة السيطرة على عدم انتشار الفيروس؛ وتعمل جاهدة على توفير كل المتطلبات الطبية.. وفي نفس الوقت تراعي المصالح الاقتصادية للقطاعات المختلفة.. ويطلع لنا صاحب أحد المنتجعات السياحية بمدينة الغردقة ويضرب بكافة الاشتراطات الصحية المطلوبة.. عرض الحائط.. ليقيم حفلا جماعيا لنزلائه دون الالتزام بالمسافات الآمنة بين الأشخاص المنصوص عليها في اشتراطات تشغيل المنشآت الفندقية.

 

ما يعني المطلوب المزيد من الحزم والصرامة من جانب المحافظين حتى لا تتكرر تلك الواقعة التي تنعكس سلبا على بدء حركة السياحة الداخلية وتشغيل الفنادق بمعدل إشغال 50%.

 

 

فبالله عليكم؛ ما أحوجنا اليوم.. للضمائر.. وإخلاص النوايا في كافة التعاملات حتى يمكن لبلادنا تخطى جائحة تلك الأزمة.. بأقل خسائر ممكنة سواء في الثروة البشرية أو الاقتصادية بالبلاد.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز