عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

كيف تسلل ساري "المحتال" إلى يوفنتوس وقادهم إلى خيبات الأمل؟

تلقى فريق يوفنتوس "المتصدر" الخسارة التاريخية التي نالت منه وأظهرت ضعفه أمام إي سي ميلان، بنتيجة 4/2 بعد أن انتهى الشوط الأول بدون أهداف وبدأ اليوفي التسجيل بهدفين ثم انقلبت الطاولة واستقبلت شباكه أربعة أهداف متتالية في خمس دقائق.



 

وقفز ميلان بعدها للمركز الخامس برصيد 49 نقطة، ورغم ذلك لا يزال بعيدا عن صاحب المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا بفارق 14 نقطة.

 

 ورد ماوريسيو ساري المدير الفني لفريق يوفنتوس على خسارته بتصريحات سخيفة لشبكة لشبكة "DAZN"، قائلاً: لا أعلم سبب الهزيمة.. أعتقد أننا كنا الأفضل خلال أول 60 دقيقة، ثم أمطر ميلان شباكنا برباعية.

 

تلك التصريحات نبعت عن مدير فني يبدو وكأنه غير متمرس كما وصفته الصحف الإيطالية وإليكم مالاتعرفونه:

 

في عام 1472م، وفي مدينة سيينا الواقعة في إقليم توسكانا الإيطالي، قرر قضاة المدينة تأسيس مؤسسة خيرية بإسم "مونتي دي باسكي دي سيينا"، تطورت فيما بعد لتصبح واحدة من أبرز البنوك في العالم.

 

بعد ذلك بقرون عديدة، كان هذا البنك شاهدًا على توظيف شخص اشتهر بشراهته للتدخين حيث انه يدخن 3 علب سجائر خلال 8 ساعات عمل بمكتبه بالإضافة إلى شرب القهوة.

 

كان هذا الرجل يقضي نهاره في العمل بالمصرف، قبل أن يستمتع بمشاهدة مباريات كرة القدم مساءً، حتى استغل أحد عملاءه في البنك صاحب النفوذ، لإيجاد طريقة تجعله مدربًا لأي فريق في الأندية الصغيرة، وبالفعل تمكن بـ"الواسطة" إيجاد وظيفته التي يحلم بها وهو في الأربعين من عمره عام 1999.

 

وعلى الرغم من حبه الشديد لكرة القدم، إلا أنه شخص روتيني مبالغ فيه حيث ان بعض النقاد اتجهوا إلى توبيخ ساري نظرًا لجموده الفكري، الرجل صاحب الباع الطويل في مجال المال والأعمال يصعب عليه تغيير أسلوبه، كما أنه يكرر نفس الأخطاء في كل موسم.

 

بدأ ساري تدريب فريق ايمبولي في الدرجة الثانية، وكانت خطته تتركز على قوة الخط الهجومي فقط والأداء الفردي المبهر، أما في الدفاع لا تسألوني!.

 

ثقافة كروية ضعيفة جعلته يُفضل أن يسجل 4 أهداف على أن يدخل مرماه 3 أهداف المهم الفوز وبهذه الطريقة حقق 90% من مراده وهو الصعود للدوري الممتاز "سيريا أي".

 

فريق ايمبولي، أقصى طموحه الثبات في "سيريا أي" موسم إضافي على الأقل، ولذلك لم يمنع ساري خسارة فريقه 5 مباريات على التوالي على أن يقدم مباراة قوية أمام الفرق كبرى ليتحدث عنه الإعلام الرياضي وطريقته الرائعة التي قدمها أمام الكبار.

 

خطف ساري أنظار "البخيل" دي لاورينتس رئيس نابولي، الذي وصفه بالفكر الجديد والأسطورة المنتظرة، وبالفعل بدأ ساري يقود فريق يمتلك لاعبين يمتلكون السرعة وقصر القامة أمثال: انسيني و ميرتينز و جورجينيو و ألان، ليبدأ ساري مسيرة الإحتيال الكروي بشكل احترافي، حيث انه قدم شكل رائع مع نابولي ولكن بدون أسلوب تيكتيكي مفهوم وبدون طموح يؤهله للمنافسة.

 

لم يهتم ساري، لبناء "دكة بدلاء" قوية تسعفه في لحظات الإحتضار البدني للاعبيه مع توالي المباريات، فمن النادر أن نشاهده قرر التغيير في قوامه الأساسي، حتى وإن جاء هذا التغيير فمن المستحيل أن يقدم اللاعب البديل أي مردود يشفع له بالتواجد في صفوف فريق يفترض أن لديه النية للتتويج بأي لقب.

 

الإصرار على تشكيلة معينة بعدد محدود من اللاعبين، واللعب بخطة واحدة ونهج تكتيكي يتكرر أيًا كان الخصم وتحت أي ظرف، وضع ساري في العديد من المواقف الصعبة، ويراه البعض العامل الرئيسي خلف أي إخفاق له خلال حقبة نابولي.

 

وفقد نابولي تحت قيادة "الساري بول"، لقب الدوري الإيطالي المنتظر، بعد أن كان متقدمًا على يوفنتوس بـ15 نقطة، وتحولت صدارته إلى إخفاق شديد كما فعل خلال مشاركته الأوروبية و بالطريقة السزجة التي خرج بها أمام ريال مدريد.

 

وبعد حقبة متميزة على مستوى الأداء رغم عدم التتويج بأي لقب، غازل ساري، "أريجو ساكي" الذي رشحه لتدريب تشيلسي، وبالفعل دفع البلوز الشرط الجزائي لكونتي و مرتب ساري الذي بلغ مايقرب من ٢٥ مليون استرليني.

 

استلم ساري البلوز من مدربه كونتي، الذي توج بالدوري الإنجليزي الممتاز، واستكفى بالنظر إلى حجزه مقعده في قطار المتأهلين إلى دوري الأبطال بإحتلال المركز الثالث خلف مانشستر سيتي وليفربول.

 

كما نجح في قيادة البلوز إلى المباراة النهائية لكأس الرابطة الإنكليزية، والتي خسرها أمام مانشستر سيتي بركلات الترجيح.

 

أما على صعيد المنافسة الأوروبية، فقد نجح ساري، في معانقة لقبه الأول وهو يبلغ من العمر 60 عامًا، بإنتزاع بطولة الدوري الأوروبي بنتيجة كاسحة أمام الغريم آرسنال.

 

اختتم ساري موسمه الطويل الذي شهد حالة من التخبط الإداري للنادي اللندني، ولكن هذا أفضل ما سيقدمه بإعترافه ان نابولي أفضل من تشيلسي على الرغم من امتلاك البلوز لاعبين كبار أمثال : هازارد وكانتي وكيبا وجورجينو ولويز وكوفاسيتش وبيدرو وجيرو ووليان وكاهيل وهيجوايين وأزبليكويتا.

 

وفور وصوله لإيطاليا ليبدأ رحلة جديدة مع يوفنتوس بألقاب مؤكدة لعدم وجود منافسة حقيقية في الدوري الإيطالي، قرر ساري الاستغناء عن مهاجم الفريق ماريو ماندجوكيتش، واعتمد على هيجوايين الذي لم يعتمد عليه مع تشيلسي.

 

مع اليوفي، لم يقدم ساري شيئًا يذكر، وبدون المستويات الفردية التي يقدمها رونالدو وديبالا ورابيو وكوستا وكوادرادو ودي ليخت، لن ينافس يوفي على أي بطولة، بسبب رعونة التكتيك والتبديلات الغير مفهومة.

 

ويُخاطر يوفنتوس الآن بإمكانية الخروج دون تحقيق أي ألقاب هذا الموسم، في ظل المنافسة الشرسة مع لاتسيو وإنتر ميلان على لقب الدوري الإيطالي، وفي ظل انخفاض مستوى الفريق بهذا الشكل سيكون من الصعب عليه المنافسة في دوري أبطال أوروبا.

 

ويبدو أن العلاقة بين صاروخ ماديرا وساري ليست طيبة على الإطلاق، منذ خسارة لقب الكأس، وكذلك صمت كريستيانو رونالدو بعد المباراة حيث لم يتحدث منذ فقدان الكأس وحتى الان.

 

بهذه الطريقة أصبح ساري الذي يتقاضى 6 ملايين يورو في الموسم الواحد، مدربًا لـ"رونالدو" وأصدقائه في قائمة السيدة العجوز بدون سيرة ذاتية حقيقية، فقط حبه لكرة القدم، أو كما قال عنه دي لورينتس رئيس نادي نابولي: قدمنا له كل شئ ولم يفز بشيء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز