عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الانتقام الأمريكى من هواوى

"الأعين الخمسة" وراء حظر الشركة الصينية في بريطانيا!

علي مدار الـ٢٠ عامًا الماضية، ظلت شركة هواوي الصينية مثالًا مشرقًا للتعاون المربح للطرفين بين الصين وبريطانيا .



 

حتى رضخت الأخيرة مؤخرًا، للضغوط الأمريكية، ووافقت على حظر شركة هواوي من شبكات اتصالات الجيل الخامس (5G) الخاصة بها، رغم تحذيرات بكين لها من إجراءات انتقامية.

 

في خطوة تبدل معها المناخ الإيجابي الذي حكم العلاقات بين بريطانيا والصين، والتقارب الكبير الذي حدث في السنوات الاخيرة، حتى في عهد بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الحالى، والذي وعد في البداية بأن تكون هواوي، هى الرائدة في تحديد شبكة الاتصالات البريطانية ثم تراجع بعد ضغط من الرئيس دونالد ترامب، الي أن تحظى هذه الشركة الصينية فقط بـ 35 ‎%‎ من التغيير في شبكة الاتصالات البريطانية، باعتبار أن هواوى هي الشركة الرائدة في العالم في هذا الحقل .

 

ولكن ما حدث منتصف الشهر الجاري قطع الروابط وغير كل شيء، فشركة هواوى الرائدة لن يكون بمقدورها مع نهاية هذا العام العمل علي الاراضي البريطانية وستتوقف الحكومة البريطانية عن الاستعانة بها، أيضا أمرت الحكومة البريطانية الشركات البريطانية والشركات العاملة في بريطانيا مثل: فودافون وبى تى وغيرها من الشركات، أن تتخلى عن كل الصناعات والتعامل مع الشركة الصينية حتى عام 2027 الذي سيكون آخر تعامل معها .

 

وعلى الرغم من تبرير الحكومة البريطانية قرارها بحظر هواوى، وتأكيدها أنه لدواعٍ أمنية، خشية من الاختراق الصينى لبريطانيا، وأيضا بسبب العقوبات الامريكية التي ستحرم الشركة الصينية من الحصول علي التكنولوجيا المتقدمة، إلا أن الجميع يعلم أن هذا القرار سياسي بامتياز .

 

هذا القرار علاوة علي كونه صادماً للشركات البريطانية، فإنه سوف يكلف الاقتصاد البريطاني 3 مليارات أو أكثر، وسيأخر بريطانيا سنوات للحصول علي التقنية المتقدمة التي توفرها هواوى الصينية، كما يهدد بإلحاق مزيد من الأضرار بعلاقاتها مع القوة الآسيوية العملاقة، ويحمل كلفة كبيرة لمقدمي خدمات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة، الذين يعتمدون على معدات هواوي منذ ما يقرب من 20 عاماً.

 

وفيما يعكس المحاولات البريطانية الاخيرة لتفادى الآثار السلبية المترتبة علي قرارها بإصدار أوامر باستبعاد معدات هواوي من شبكاتها للجيل الخامس بحلول نهاية 2027، كشفت صحيفة "نيكي" اليابانية ، أن الحكومة البريطانية طلبت من اليابان المساعدة في بناء الجيل الخامس لشبكاتها اللاسلكية دون شركة هواوي تكنولوجيز، مشيرة إلى شركتي "إن.ئي.سي" و"فوجيتسو كموردين" كبديلين محتملين.

 

وقالت الصحيفة، إن هذه الخطوة تعكس جهود بريطانيا لاستقدام موردين جدد للمعدات لتعزيز المنافسة والمساعدة في خفض تكاليف شبكاتها اللاسلكية.  

من جانبها كشفت صحيفة (ذا أوبزرفر) البريطانية بأن بريطانيا أبلغت عملاقة التقنية الصينية هواوي سرًّا بأن حظرها من شبكات اتصالات الجيل الخامس 5G البريطانية يرجع جزئيًا لأسباب سياسية، بعد ضغوط هائلة من الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب).

 

وأنه في الأيام التي سبقت الإعلان المثير للجدل، جرت مناقشات مكثفة وتبادل للاتصالات السرّيّة بين الحكومة ومسؤوليها من جهة والمديرين التنفيذيين لشركة هواوي من جهة أخرى.

 

وكجزء من الاتصالات العالية المستوى التي جرت خلف الكواليس، قيل لشركة هواوي: إن الجغرافيا السياسية قد لعبت دورًا، وقد أُعطيت الأخيرة انطباعًا بأنه من الممكن إعادة النظر في القرار في المستقبل، ربما إذا فشل ترامب في الفوز بفترة رئاسية ثانية، وخُفِّف الموقف المناهض للصين في واشنطن.

 

يُشار إلى أن القرار البريطانى يرتبط بتلقي لندن خلال الفترة الماضية تهديداً من الإدارة الأمريكية، بحرمان بريطانيا من التعاون في مجالات مشتركة عدة، من بينها استفادة أجهزة الاستخبارات البريطانية من المعلومات المُتاحة عبر تحالف “الأعين الخمسة” Five Eyes الاستخباراتي، وتقود الولايات المتحدة تحالف “الأعين الخمسة” الذي يضم كلاً من بريطانيا، أستراليا، نيوزيلاندا وكندا.

 

هذا بالإضافة الى إعلان الإدارة الأمريكية، أن الطائرات المقاتلة الأمريكية وأطقم الطائرات المتمركزة في بريطانيا قد تواجه خطرًا كبيرًا حال استمرار الحكومة البريطانية في خططها للسماح لشركة “هواوى” بالمساعدة في تطوير شبكة الجيل الخامس. مما يجبر واشنطن على سحب الطائرات العسكرية والأفراد من القواعد البريطانية، وإعادة نشرهم في غرب المحيط الهادئ. والتهديد بسحب طائرات التجسس طراز RC-135 من بريطانيا، وتخفيض محتمل لـ 10 آلاف جندي عسكري أمريكي مقرهم في المملكة المتحدة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز