عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

روز اليوسف كما لم ترها من قبل

مؤسسة روز اليوسف
مؤسسة روز اليوسف

من كتاب ذكريات “فاطمه اليوسف” الذي جمعه الكاتب الصحفي رشاد كامل من مذكراتها نقص عليكم مقتطفات من سيرة صاحبة اسم روز اليوسف ونشأة هذه المؤسسة العريقة التي بدأت في مكان محدود من شقة السيدة فاطمة اليوسف، حيث ولدت في لبنان لأبوين مسلمين عام ١٨٨٨ ولم تعرف اسمها الحقيقي إلا حين كبرت..فقد كانت تسمع القوم ينادونها روز فظنت أن هذا هو اسمها.. وبدأت تحكي قصتها قائلة:



 

روزاليوسف
روزاليوسف

 

 

لما كبرت أحسست أن والدي يعاملانني بقسوة لا تصدر عن أب وأم!! ثيابي خرق وطعامي فضلات..لم أسمع منهما كلمة حلوة ولا ابتسامة حانية ..كانت مربيتي خديجة هي التي تأخذني في أحضانها وتحنو علي وتعطيني الكثير في الخفاء..ولم أكن أعرف السبب.. حتى بلغت السادسة فبعثوا بها إلى الكتاب لتتعلم القراءة والحساب فكان الطريق المكان الوحيد الذي تستريح فيه كطفلة تضحك وتلعب وتمارس كل ما كانت محرومة منه بين الأبوين اللذين كان من بين أدوات تأديبهما العصا والكرباج..وكانت تتحدي العصا والكرباج بكتمان الألم واحتمال الأذي بصبر!!

 

وكانت دائمة السؤال: لم كل هذه القسوة من هذين الأبوين في حين أن جميع أمهات وآباء الجيران في منتهى الرقة مع أولادهم؟ حتي بدأت تكثر السؤال علي مربيتها حتي جاء يومًا صديق الأسرة زار البيت وطلب من أبويها اصطحابها معه لأنه قرر الهجرة إلي البرازيل ويحتاج إليها معه! ويالدهشتها حينما وجدت ترحيب أبويها بالاستغناء عنها بمنتهي السهولة.. ولم تعِ هي ما حدث إلا عندما صرخت لمربيتها خديجة..كيف تفرط فيها أمها وأبوها بهذه السهولة؟

 

 

 

 

قالت خديجة ولأول مرة:

هذان ليس أمك ولا أبيك..لقد ماتت أمك السيدة جميلة عقب ولادتك وسافر أبوك محمد محيي الدين اليوسف إلي اسطنبول لتجارته الواسعة بين لبنان وتركيا وقد كان رجلا ثريا وعلي خلق كريم وكان من أصل عثماني وكان كثير الأسفار ولم يكن في وسعه أن يأخذنا معه، كذلك تركك معي وديعة عند هؤلاء الجيران بشرط أن أستمر معك وأنا كنت مربية أمك جميلة..وكان يبعث بالمال من وقت لآخر حتي انقطعت أخباره وأمواله وأصبح الحال كما وعيت عليه من القسوة..أما اسم روز فقد أطلق عليك لأن الأسرة التي تركك والدك وديعة عندهم كانت مسيحية فأطلقوا عليكِ اسم روز.

 

 

هكذا كانت بداية وأصل إسم روز اليوسف والأصل فاطمة اليوسف.

طبعا كانت البداية عندما اصطحبها صديق العائلة في رحلة هجرته إلي البرازيل..وعندما توقفت الباخرة في الإسكندرية..تسللت الفتاه الصغيرة صاحبة السبع سنوات لتبدأ حياة وأمجاد سيدة صنعت من نفسها سيدة علي كل مجال تعمل فيه.. عملت بالمسرح .. بدأت كومبارس..وأنهت عملها بالمسرح بلقب سارة برنار الشرق بل سيدة المسرح العربي..روز اليوسف!

 

 

 

 

ثم بدأت الصحافة يوم كانت تجلس في محل حلواني "كساب" وكان هذا في أغسطس ١٩٢٥ وكان بصحبتها الأستاذ محمود عزي وزكي طليمات وابراهيم خليل وأحمد حسن..حتي ألقي عليهم بائع الصحف مجلة الحاوي التي كان يصدرها الأستاذ حافظ نجيب وكان يشن حملة نقد قاسية علي الفنانين..فلم يكن يكتب في الصحف نقدا للمسرحية بل كان كل  النقد  علي الفنانين..فثارت وسألت نفسها إلي من يلجأ هؤلاء الممثلون ليردوا عن أنفسهم أقوال السوء؟

 

وقررت أن تقوم بهذه المهمة..كيف؟.. سأصدر مجلة! أعجبتها الفكرة وأخذت بها..وكان ابراهيم خليل يجاملها بتهوين الفكرة عليها .. وظلت تؤكد عزمها علي إصدار المجلة حتي اقتنع بقية الأصحاب..ثم بدأت في اختيار اسم المجلة واقترحوا أسماء كبيرة ولكنها قالت مجلتي"روز اليوسف" وقالت لهم ترقبوا معي كما تترقب الأم مولودها القادم.."روز اليوسف" المجلة!!...وعلى مدار السنوات أصبحت مؤسسة عريقة تشمل مطابعها ومكتبتها الخاصة بها و مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير الأسبوعيتين وجورنال  روز اليوسف اليومي وإصدار الكتاب الذهبي وأخيرًا موقعها الإلكتروني بوابة روز اليوسف. 

 

 

 

 

و يتبقى أربع سنوات فقط لتكمل  “روزاليوسف”  المؤسسة مائة عام راسخة في الأذهان، كما قالت: "كلنا سنموت، ولكن هناك فرق بين شخص يموت وينتهي وشخص مثلي يموت ولكن يظل حيا بسيرته وتاريخه".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز