عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
صفعة جديدة.. "كش عثمانلي"

صفعة جديدة.. "كش عثمانلي"

مخطئ من يظن أن أسلحة القتال عسكرية فقط، قصير النظر من يرى أن ساحة المعركة مع العثماني، فقط الأرض الليبية.



إن خشبة المسرح السياسي، هي الجغرافيا، ويمتد مسرح العمليات إلى حيث تصل المصالح الوطنية، وتتنوع الأسلحة، لتشمل كل ما يحمي الحقوق، ويبسط النفوذ، فالمساحات الخالية تغري العدو بمحاولات احتلالها ونهب ثرواتها.

هناك، في شرق المتوسط، سعى العثماني، لنهب الثروات المصرية- اليونانية، باتفاقية باطلة مع حكومة فايز السراج الليبية، منتهية الصلاحية- بنص المادة الرابعة من اتفاق الصخيرات ١٧ ديسمبر ٢٠١٥- ظنًا منه أن اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر واليونان أمر صعب المنال!

ظن أردوغان العثماني، وظنه آثم، أن اللحظة سانحة لنهب ثروات شرق المتوسط، والاستحواذ عليها، بشرعية اتفاقية وهمية، تنافي مبادئ القانون الدولي، تلك الاتفاقية رفضها البرلمان الليبي "السلطة الشرعية"، ووصفهما بالخيانة وتوقيعها بالعمالة.

اليوم جاءت الصفعة للعثماني، من القاهرة وأثينا، بتوقيع وزيري خارجية مصر، سامح شكري، واليونان نيكوس دندياس، اتفاقية تاريخية لتعيين الحدود البحرية، ما يتيح للبلدين الحليفين، فرصًا واسعة لاستثمار ثروات مياههما الاقتصادية في شرق المتوسط.

الاتفاق التاريخي، شغل حيزًا أسال فراغه لعاب الضبع العثماني، فسعى لالتهام ثرواته، فكانت الصفعة المصرية- اليونانية، ليفيق أردوغان على نقلة سريعة على قطعة الشطرنج، يصاحبها قول: "كش عثمانلي".

نيكوس دنياس، لم يخفِ في كلمته، خلال المؤتمر الصحفي على هامش التوقيع، استنكار اليونان للقرصنة الأردوغانية، بتأكيده بطلان اتفاقية أردوغان مع السراج، ومخالفتها القانون الدولي.

سامح شكري، أكد أن توقيع اتفاق تعيين المنطقة الاقتصادية الخالصة بين مصر واليونان، جاء بعد مفاوضات سنوات، ويتيح المضي قدمًا للاستفادة من الثروات المتواجدة بها، خاصة احتياطيات النفط.

الخارجية العثمانية، آلمتها الصفعة، فخرجت تهزي، بادعاءات انتهاك الجرف القاري التركي، وهو ما أثار استغراب المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، مستنكرًا ومتسائلًا: كيف تصدر تصريحات بانتهاكات عن طرف لم يطلع من الأصل على الاتفاقية؟!

تركيا التي تهدد الأمن القومي العربي، وسعت لنهب ثروات ليبيا، هي ذاتها، التي هددت الأمن القومي اليوناني، وسعت لنهب ثروات المياه الإقليمية اليونانية والقبرصية، بالتنقيب في بحر إيجة.

توقيع هذا الاتفاق، يقطع الطريق على مطامع أردوغان، ويعطي كلتا الدولتين حق التنقيب، وإسناد أعمال لشركات دولية، في نطاق مياهها الاقتصادية الخالصة، وهو ما يسمح بنمو اقتصادي كبير، في مجالات الطاقة، ويعطي كل دولة حق حماية مياهها الاقتصادية، في مواجهة المطامع العثمانية.

لعلنا نتذكر حقل "ظهر" والاكتشافات المتحققة، عقب ترسيم الحدود المائية مع قبرص، ولعلنا نفهم سر الهجمة الإعلامية التركية- القطرية الإخوانية، على تنامي قدرات مصر التسليحية.

تلك الحروب الإعلامية النفسية، التي شنها ذيول التنظيم الإخواني الإرهابي، عملاء المخابرات التركية، عندما سعوا لتحريض فئات من الشعب ضد صفقات السلاح التي أبرمتها مصر، لتعظيم قدرات البحرية المصرية والقوات الجوية، تذكرون عندما قالوا لماذا يشترون حاملات الطائرات، هناك ما هو أولى؟!

الإجابة، بدت واضحة، خططوا لإضعاف مصر، أملًا في أن تعجز عن حماية ثرواتها، يرتعدون من يد مصر الطولى، من قوة درعها وسيفها، فقوتها الشاملة تحمي ثرواتها، وتردع الضباع ولصوص ثروات الأوطان.

اليوم يُدرك أردوغان، أن قوة مصر العسكرية، قادرة على حماية ثرواتها وأمنها القومي، في اليابس والمياه الاقتصادية، بل والأمن القومي العربي.

اليوم استيقظ أردوغان، ليعي أن قوة مصر الدبلوماسية، والتفاوضية قادرة على إبرام اتفاقيات تحمي الثروات، وتحمل الخير للحلفاء والشركاء، وللبشرية.

غدًا يُدرك أردوغان، قوة الحق، وشرف الكلمة، ومعنى الدولة المحترمة الساعية للتنمية، عندما تستضيف مصر منتدى دول شرق المتوسط، لتعزيز الشراكة والتنمية، ومواجهة الانتهاكات التركية.

بعد أسبوعين، صفعة جديدة لأردوغان من دول شرق المتوسط، تعزيزًا للتنمية والبناء، قوة الحق في مواجهة القرصنة العثمانية، قوة الحق والدبلوماسية، والتنمية.

فساحة المعركة أوسع مما يظن البعض، وأسلحتها أكثر تنوعًا، وتحيا مصر دائمًا بالعمل والأمل، وقوة الحق، والقدرة على تنمية قدراتها الشاملة.

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز