عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الهجرة.. وسفر الأحلام
بقلم
هند عزام

الهجرة.. وسفر الأحلام

من فترة طويلة لم أشعر بصلاة الجمعة كالمعتاد، اليوم ومع سماع الخطبة من مسجد الفتاح العليم أعاد لي روحانيات هذا اليوم وذكرياتي معه.



 

الخطبة تميزت ببساطتها، ولتؤكد أن الدين خلق ليتواكب مع كل العصور، بحسب تطور فهمنا له وأعمالنا به.

 

الخطيب تحدث عن السنة الهجرية الجديدة وقصة اختيار الهجرة لتؤرخ بها الأعوام، وترجع أنه عندما تسلم الخليفة عمر بن الخطاب رسالة ردا على طلبه مقابلة شخص فقال سيأتي في شعبان فتساءل عمر أي شعبان؟ وقال" أرخوا للناس.

 

وبدأ يشاور الصحابة عن أي عام يبدؤوا منه، وانتهوا إلى أنه أصبح هناك أمة بهجرة النبي وأصحابه، وانتقل الخطيب بشكل سلس في حديثه ليطبق معنى الهجرة لتتواكب مع آليات العصر بجميع مناحي الحياة، بالهجرة عن كل شيء غير مجدٍ إلى ما ينفع الشخص نفسه وإلى ما ينفع الناس.

 

وهنا تذكرت قول الله تعالى في سورة المزمل "وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا"، أي اترك وابتعد دون أذى، ليضع القرآن الكريم أخلاقيات التعامل بين البشر.

 

تلك الأخلاقيات التي اندثرت، وهنا يأتي دور الإعلام، إلى جانب الأزهر ومشايخه، في نقل المعلومة للجمهور بهذا الشكل البسيط، كما سمعت في خطبة اليوم.

 

وأرى أن الإعلام يحاول أن يقوم بهذا الدور، وتفوقت قنوات dmc في تقديم سلسلة من المسلسلات القديمة، ومنها "النوة" الذي يناقش- في سرد عظيم- الصراع ما بين المال والرقي الإنساني، و"سفر الأحلام" بطولة الفنان الراحل الكبير محمود مرسي، الذي يسعي إلى تحويل منزله إلى فندق، بسبب وحدته، لكنه قال جمله غاية الأهمية أثناء حديثه عن اختيار الأشخاص: إنه يفضل أن يكونوا شبابا وألا يكون فندقًا بغرض الربح، إنما يريد أن يشعر بما يفتقده من دفء أسري حرم منه لعدم زواجه.

 

وأبدعت القناة في تقديم برومو من مقتطفات دراما التسعينيات وما قبلها، ومنها جملة الفنان أحمد راتب بمسلسل "المال والبنون" "ده مش زمن الدهب"، وفعلا أرى أخلاقيات الكثيرين الآن لا توصف إلا بـ"الفالصو"، إلا من رحم ربي، في ظل ما نسمعه ونراه من انعدام الأخلاق، كقضية التحرش الأخيرة المشهورة.

 

 وبداية مسلسل "يوميات ونيس" الرائعة بجمل محمد صبحي "اتفقت أنا وزوجتي أن نربي أبناءنا على القيم لنخرجهم إلى المجتمع أبًا عظيما وأمًا واعية.. لكننا اكتشفنا أننا نربي أنفسنا معهم".

 

المسلسل يعالج الكثير من المشاكل بطريقة سوية، سواء بين الأبناء أو الأزواج، لنرى في النهاية عائلة سوية نفسيًا ومجتمعيًا.

 

قيم ينبغي إعادتها لنربي جيلا جديدا، يستطيع أن يفيد نفسه، ويكون على قدر المسؤولية، أهمية تلك الدراما الآن بسبب الانفتاح العالمي والمخاطر التي تواجه الجيل الحالي، والشطط الفكري ومحاولات الجذب للتطرف، وانتشار السوشيال ميديا وما تحويه.

 

وخيرا فعلت وزارة الإعلام بمحاولة التواصل مع الشباب الناجحين بإطلاق مبادرة منصة "سفراء الإعلام الحديث"، بالتزامن مع يوم الشباب العالمي، بهدف تعزيز الهوية المصرية، وتخاطب المنصة شباب المؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف تحقيق التواصل المستمر مع هؤلاء المؤثرين، وتفعيل دورهم ليصبحوا حلقة الوصل بين الدولة والشباب.

 

وانطلقت المبادرة في ضوء رؤية مصر 2030، لدعم صورة مصر في الإعلام الحديث في شتى المجالات، من خلال دمج المؤثرين من الشباب في تطوير منظومة التواصل والإعلام الحديث، وجمع التوصيات التي يقدمها الشباب ضمن الخطة الاستراتيجية لوزارة الدولة للإعلام إضافة إلى تقليص الفجوة بين الإعلام الحديث والإعلام التقليدي، من خلال خلق رؤية إعلامية متكاملة، وتم فتح باب التقدم ويستمر حتى 31 أغسطس 2020.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز