عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
« هَمْبَكة» والقبة العُليا

« هَمْبَكة» والقبة العُليا

الشخصية التي جَسّدَتْها السينما للفهلوى المَدعو «هَمْبَكة»، الذي قامَ بها المُمَثل القديرُ «توفيق الدقن» لتكون مُعبرًا حقيقيّا لهذا التوصيف بدقة، تظهر أمامنا فى أوقات محددة ولكنها ليست الفهلوى العاطل اللى بيشاكس خََلق الله وينزع منهم مميزات لنفسه لا يستحقها ، ولكن «هَمْبَكة» الذي أتحدّث عنه هنا ليس فردًا عاديّا أو أتى من أماكن شعبية تركته الأهالى يأخذ نصيبَه من الحياة بطريقته من باب الشّفق عليه وليس الخوف منه..



«هَمْبَكة» الذي أقصده هنا هو للأسف أكثر من شخصية تنتمى إلى (النُّخبَة) كما تطلق على نفسها ويزيد الطين بَله عندما يكونون متخصّصين علميّا كمُنَظرين سياسيين المفروض أن يفيدوا الوطن والشعب ولكنهم دأبوا مثل «هَمْبَكة» لخدمة أنفسهم فقط مستغلين الشعب والوطن لسنوات طويلة، والأكثر أنهم صاروا مُنَظرين لكيفية تواجدهم على سطح المجتمع بكل السُّبُل، وفى مناسبات مُعيّنة يكون الشعبُ متعلقًا بقلبه وعقله مع القيادة السياسية فى اختياراتها لناس تشغل مواقع مُعينة تكون مُعبّرة عن الرأى العام فى القضايا والتحديات التي تفرض نفسَها على الوطن وتتطلب الالتفاف والرأى السديد والحكمة والقدرة على المواجهة وقبل هذا القبول المجتمعى لهم، وبما أننا نعيش استكمال شكل دولتنا ومعطيات تقويتها سياسيّا وعسكريّا واقتصاديّا والأهم اجتماعيّا التي هى قوام المحددات السابقة، كان لازمًا علينا استكمال الحياة النيابية بشكل قوى قادر على صيانة مكتسبات الشعب التي انتزعتها القيادة السياسية من أنياب الطامع فيها أو يرى أننا لم نقف على أرجُلنا بعد سنوات عجاف من الهدم والخراب والتجريف والتهاون والخيانة من قِبَل البعض لوطنهم ولم يهمهم إلّا مَصلحتهم الخاصة واضعين أيديهم مع جماعة الحرايق التي تطلق على نفسها (الإخوان) متفرجين حينًا ومشاركين حينا آخر فى الانزلاق بمصر إلى عواقب لا أحب ذكرها لأنها تؤلمنى جدّا، لكنهم لم يتألموا، فقط كانوا يسألون عن الثمَن والمناصب والتحالف مع الشيطان من أجل مكاسبهم فقط لا غير.. 

فى 30 يونيو 2013م، وأكثر دقة قبل هذا التاريخ بشهرين فقط، أعلن (الهمبكيين واليساريين) كفرهم بجماعة الحديد والنار؛ لأنها قالت لهم فى وجههم ليس لكم مكان عندى تحالفتم معنا فى الميدان وضد المجلس العسكرى والشعب الغلبان لكننا تمكنا ولم يعد لكم بيننا تواجُد ولن نحسب لكم حسابًا.. 

عند ذلك فقط جرى هؤلاء متسابقين يقولون للشعب الذي كان يَئنُّ ويصرخُ من الهوان مُناديًا على الجيش ووزير الدفاع (انزل ياسيسى) اقطع الأيادى التي تريد الفتك بالشعب والزّج به إلى اللجوء وإحلال شعب بديل اسمه (الميليشيات الإرهابية).. عند ذلك فقط انضم فريق الـ«هَمْبَكة» وأعوانهم، ولأن الإعلامَ من أربابه وقتها ولاتزال ذيوله باقية خرجوهم على الشعب عبر منافذهم المسمومة  ليسوقوا بضاعتهم التي أتلفها الهوَى الإخوانى..  

وبعد استرداد دولتنا بواسطة جيشنا وقيادته ساعتها عاد «هَمْبَكة» لعادته القديمة ونفذ إلى مناصب لا يستحقها ويجب ألّا تكون له ولكن أربابه دفعوا به من باب أنه متمرّس وواعٍ سياسيّا.. هكذا قالوا لنجد أحدهم يتقلد منصبًا ثقافيّا كبيرًا لكن للأسف لم يرضِه مع أنه على مشارف الثمانين فوجد فرصته فى (الغرفة النيابية العُليا) ليقول لنا «نحن هنا»، وعن طريق قناة خاصة يوميّا يُعلنون أن المُنظر الجبار سيأتى ليقول لنا ويمعضنا عن شأنه فى عصر ولّى وماتَ، وبالطبع سيقدم لنا تنظيراته السياسية وهى تخصصية لعلها تكون سببًا فى جلسته تحت القبة العُليا ضمن المئة  المُعَيّنين لكن الشعب الواعى بحق يرفضه والقيادة السياسية  تنحاز للشعب، ياترى، ماذا سيكون المَصير لهذا الـ«هَمْبَكة» المسكين؟. 

ونأتى لـ«هَمْبَكة» آخر نَشر مقالًا كتبه فى2014م ونُشر فى إحدى البوابات المعروفة وكان يوصف فيه بشكل ساذج حادثة سيارة دهست طفلًا والسائق والشهود كل يُطلق مبرراته ونسوا المُصاب الذين اعتقدوا أنه مات ليأتى من بين الصفوف المُنقذ الذي يرى أن الطفل لايزال على قيد الحياة فيتكاتف الجميع على إنقاذه ثم يطبق  الـ«هَمْبَكة» الهُمام هذا المثال على مصر ما بين 2011: 2014م، ولأنه كان من أرباب الخراب والدمار بفكره التعبان وحصد امتيازات من أول مكتب له بمجلس الوزراء كثورجى يستحق أن يكون مستشارًا ثم برامج فضائية متعددة كلها فشلت، وبما أنه تعدّى الأربعين بقليل لا مانع أن يكون «هَمْبَكة» هذا تحت القبة العُليا للمُعَينين، فقام بإعادة نشر هذا المقال الساذج على (جروب حوار استراتيجى) يضم نخبة خبراء من الاستراتيجيين والسياسيين متوهمًا أن بتواجده الضعيف هذا سيكون ضمن المختارين.. 

ولم يقف «هَمْبَكة» عند هذا، بل تَعَدّاه ليلبس شخصية إعلامية نسائية فتقوم بتسويق عدة أسماء صحفية  وتأخذ رأى رئيس تحرير ربما تكون قد وضعته فى مأزق ولكنه لم يَقدر على إنقاذ نفسه منه؛ لأنه كان يجب أن يقول إن رأيه يجب ألّا يكون فى زملاء على الهواء وإن هذا إملاءٌ فى غير موضعه على الشعب ويُعتبر عدم لياقة، لكن الفخ نصب ونجحت ست «هَمْبَكة» فى سرد الأسماء التي تريد تسويقها ليكونوا تحت القبة العُليا.. وهكذا سيظل مزاد «هَمْبَكة» شغال حتى تضع نقطة النهاية بإعلان الأسماء التي وقَعَ عليها الاختيارُ.. 

وأخيرًا، لقد فاتَ على كل هؤلاء (الهَمْبَكات) أن الاختيارَ لم يَعُد بالتسويق ولكنه بالتدقيق، والمثال اختيارُ الهيئة الوطنية للصحافة، التي شَرِفْتُ أنْ أكون ضمْن أعضائها، لم يكن من أول رئيسها وكل أعضائها أحدٌ من أرباب البرامج التسويقية للمناصب، لقد تم الاختيار بالكفاءة المَهنية والسُّمعة الطيبة والأيدى النظيفة وقبلها الحالة الوطنية التي عليها العُضو وما قدّمه للوطن ليستحق شرفَ التكليف بالعمل فى مَنصب ما.. وهذا مِثال أيّها الهَمْبَكات.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز