عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نهضة صوم العذراء في أيام "الكورونا"

نهضة صوم العذراء في أيام "الكورونا"

أقباط مصر يعيشون هذه الأيام أيامًا مباركة مع صوم السيدة العذراء مريم، وسط إجراءات وقائية واحترازية داخل الأديرة أو الكنائس في مصر، ذلك الصوم المقدس الذي يستمر طوال 14 يومًا وينتهي يوم 22 أغسطس الجاري.. يجيء صوم العذراء في ظل أجواء استثنائية أو غير طبيعية بسبب جائحة "كورونا"، التي ضربت الكرة الأرضية، الأمر الذي استلزم تحديد عدد الزائرين لكل الأديرة، خاصة التي تحمل اسم السيدة العذراء مريم؛ حيث يتوافد الناس لنيل البركة من هذه الأماكن المقدسة، وإن كان أشهر هذه الأديرة، التي زارتها العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر دير درنكة، القابع في حضن الجبل الغربي بأسيوط.



 

جدير بالذكر أن تلك الأديرة أو الكنائس كانت مغلقة طوال الشهور الماضية لفترة امتدت 5 أشهر كاملة، ولكن خلال شهر أغسطس الجاري، الذين يطلقون عليه الشهر المريمي، جاء ومعه بركة العذراء مريم، كي تكون بمثابة الخبر السعيد والبشرى السارة لكل المصريين، وفيه تفتح أبواب الكنائس من أجل رفع الصلوات وينال الشعب بركة الصوم، من أجل سلام العالم أجمع، والحفاظ على صحته ووقايته من الأوبئة المنتشرة في ربوع العالم.

 

وإذا كان الاحتفال بصوم العذراء التي يطلقون عليها أم النور الحقيقي جاء مختلفًا بعد أن غابت منه مظاهر الفرح أو الاحتفال المعتاد وانتشار الموالد في كل الأديرة أو الكنائس إلا أن الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد قد حالت دون ذلك، وقد تم وضع تقنين كل شيء بداية من منع الازدحام أو التكدس، هذا بخلاف  الحفاظ على التباعد الاجتماعي قدر الإمكان.

 

وهناك احتفالات من نوع آخر بعيدا عن الأديرة، فمثلا الكنائس الشهيرة التي تحمل اسم العذراء مريم مثل كنيسة العذراء بمسطرد أو كذلك عذراء الزيتون التي تجلت فيها العذراء بمصر عام 68 وشهدها العالم بشهادات موثقة وظهورات نورانية مقدسة وسط طوفان من البشر من كل مكان وحيث تقام صلوات يومية، أو كذلك القداسات الإلهية خلال فترة الصباح هذا بخلاف الفترة المسائية المخصصة لصلاة العشية والنهضة، وفي ظل حضور محدود للغاية.

 

وفي صيام السيدة العذراء تفتح الكنائس أبوابها، خلال فتره الصوم في ظل التزام أو انضباط تام ووضع الماسك على الوجوه (ارتداء الكمامة)، والحفاظ على المسافات بالتباعد الاجتماعي واستخدام  وسائل الوقاية من المطهرات أو غيرها.

 

وداخل كنيسة العذراء بمسطرد يتوافد الكثيرون؛ حيث تحظى الكنيسة بأهمية خاصة، حيث يوجد بئر الماء التي شرب منها السيد المسيح وأمه العذراء مريم والعائلة المقدسة، خلال رحلتهم المباركة إلى أرض مصر الطاهرة، وتوجد أيضًا المغارة التي تعد من التراث الديني الأثري المقدس.

 

هذا الصوم يشهد نوعية خاصة من طعام الإفطار أو الغذاء النباتي (الصيامي)، وفيه يقدم البعض نوعية محددة مثل الفطير بالزيت النباتي، ويطلقون عليه فطير الملاك وآخر يسمونه "منون العذراء"، وتقدم هذه النوعية من الطعام إلى الكنائس والأديرة كي تقدمها بدورها إلى الزائرين.

 

وضمن أشهر الوجبات أو المأكولات الشعبية، خلال صوم العذراء ما يعرف "بالشلولو"، وهي عبارة عن ملوخية جافة مع قطع الثوم وعصير الليمون ممزوجًا في ماء بارد يتم خلطهم جميعًا، والمدهش أن هذه الأكلة في الصعيد يطلقون عليها "مش قطة" وهناك أيضًَا من يقتصر طعامه خلال الصوم على الماء والملح دون أية إضافات أخرى تضاف في الطعام المطهو أو المسلوق، ومازالت هذه العادات قائمة أو متواصلة حتى الآن.

 

ويذكر أن هذا الصوم الفريد من نوعه يحتفي به رجال الكنيسة، بسبب حبهم الشديد للعذراء مريم، وكانت البداية عندما غاب "توما"، أحد تلاميذ السيد المسيح خلال نياحة العذراء أو وفاتها وهو لايزال في بلاد بعيدة قد رآها في مشهد صاعدة إلى السماء، وعندما عاد وسأل رفقاءه من التلاميذ عنها قص عليهم ما رآه أو شاهده، وذهبوا جميعًا إلى قبر العذراء ولم يجدوها، وقد سارعوا بالصوم كي يظهر لهم الله ما حدث.

 

وداخل أشهر الأديرة التي يتوافد عليها الملايين من البشر من كل أنحاء العالم، حيث يوجد دير العذراء مريم بجبل درنكة بمحافظة أسيوط وأسفل هذا الدير توجد قرية تعرف باسم درنكة، يتسابق  الناس القاطنون فيها في تقديم كل العون، واستضافة الزائرين وتقديم الطعام لهم ولدرجة أن أهل البلدة، يشاركون في صيام العذراء، سواء من المسلمين أو المسيحيين.

 

ووسط هذه الأجواء الروحانية المباركة، قال نيافة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها، ورئيس دير العذراء بدرنكة، إن صيام العذراء نستبشر به خيرًا، راجين من الله نهاية وباء "كورونا" ببركة وصلوات القديسة مريم، ونحن نقول أم النور أي العذراء مريم، سوف تدبر الأمور بإذن الله ومشيئته.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز