عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

في ذكرى وفاته الـ١٤.. حكايات ومواقف في حياة نجيب محفوظ.. (صور)

 



“انا ابن حضارتين تزوجتا في عصر من عصور التاريخ زواجا موفقا، أولاهما عمرها سبعة آلاف سنة، وهي الحضارة الفرعونية، وثانيهما عمرها ألف وأربعمائة سنة وهي الحضارة الإسلامية، وقد قدر لي أن أولد في حضن هاتين الحضارتين، وأن أرضع لبنيهما، وأتغذى على آدابهما وفنونهما، ثم ارتويت من رحيق ثقافتكم الثرية الفاتنة".

 

 

بهذه الكلمات، عبر الأديب العالمي نجيب محفوظ عن فخره واعتزازه ببلده مصر وبنشأته داخل أحد الأحياء المصرية العتيقة، حيث بدأت علاقة نجيب محفوظ بالحارة المصرية منذ نشأته في حي الجمالية، حيث منزله المطل على ميدان القاضي وعلى حارة قرمز، من ثم كانت الحارة مصدر إلهام أساسيًّا في معظم روايات محفوظ، حيث جسدت الحارة ملامح الشخصية المصرية التي كونت عالم تتشابك فيه القصص والحكايات الفنية بتفاصيل الحارة المصرية، وعكست معاناة وأفراح قاطنيها، لم تكن تلك الحارات مجرد أزقة ضيقة يعبرها الناس، بل هى حياة تنبض بأشخاص وعلاقات عّبر من خلالها نجيب محفوظ.

 

 

 

اليوم تحل الذكرى الرابعة عشرة لوفاته، ورصدت بوابة روزاليوسف جولة داخل متحفه بتكية محمد أبو الذهب، التي تقع بمنطقة الغورية، حيث يضم المتحف عددا من المكتبات، مكتبة عامة وبها ١٦٥ كتابا، ومكتبة النقد الأدبي وبها ١١٩ كتابا، ومكتبته الشخصية، وبها ١٠٩١ كتابا، والفنون والآداب وتضم ٢٦٦ كتابا، بالإضافة لمؤلفاته وتحتوي على ١٦٩ كتابا، كما تضم قاعتى للأوسمة والنياشين والتي تحتوى على الشهادات والأوسمة التي حصدها خلال مسيرته، وقاعة الحارة والتي تمثل نشأته بحي الجمالية، وقاعة سيرة ومسيرة والتي تضم مقتنيات نجيب محفوظ الشخصية ولوحات تجسد أديب نوبل وسط الناس وعائلته ومقتطفات من تاريخ حياته، وأيضاً قاعة تجليات والتي يتجلى فيها محفوظ بمكتبه وكرسيه وخلفهما لقطات له، وقاعة فيلموغرافيا والتي تحتوى على لقطات لأهم أعمال نجيب محفوظ التي تحولت لأفلام سينمائية ومسلسلات جسدها كبار الفنانين.

 

 

شهد محفوظ وهو طفل في السابعة من عمره اندلاع أحداث ثورة ١٩١٩، وقد أثرت أحداث الثورة كثيرا فيه، حيث نقلت له معاني المقاومة ومعركة الهوية والفكر القومي ، ومن ثم كانت ثورة ١٩١٩ جزءا من بعض رواياته مثل رواية بين القصرين  في عام ١٩٣٠ التحق نجيب محفوظ بجامعة فؤاد الاول لدراسة الفلسفة وعقب حصوله على شهادة الليسانس بدأ دراسات عليا ، ثم تركها حتى يكون تركيزه منصب على الكتابة بشكل أساسي والتي كان قد بدأها بالفعل منذ السابعة عشر من عمره ، بالتوازي مع الأدب التحق نجيب محفوظ بالعمل الحكومي والذي استمر فيه منذ ١٩٣٨ حتى ١٩٧١ ثم تقاعد بعده وأصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام  اشتهر نجيب محفوظ في بداية حياته الأدبية بثلاث روايات تدور في زمن الفراعنة وهما حكمة خوفو ، كفاح طيبة ، ورادوبيس  اتبع محفوظ الخط الواقعي في معظم كتاباته والتي كانت تهتم بتصوير المجتمع المصري في أنماط حياته المختلفة وتجلى ذلك في روايات مثل خان الخليلي وزقاق المدق وبداية ونهاية والثلاثية.

 

 

 

كما كان لمحفوظ جرأة أدبية جعلته يتجه لألوان مختلفة من الكتابة مثل الرمزية التي ظهرت في رواية أولاد حارتنا، وبالرغم من بداية محفوظ المبكرة في الكتابة، إلا أنه أصبح معروفا بشكل أكبر في الخمسينيات، ولعل تحول بعض رواياته لأعمال سينمائية كانت من ضمن الأسباب التي لفتت أنظار الأدباء والنقاد له بشكل أكبر، عرف محفوظ عالميا وبدأت تترجم رواياته للغات أخرى والتي وصلت لحوالي ٣٣ لغة.

 

 

بدا محفوظ رحلته في عالم السينما في ١٩٤٧، وظل على مدار ١٣ عاما يكتب السيناريو والحوار لمجموعة من الأفلام أهمها ريا وسكينه، جعلوني مجرما، الفتوة، إحنا التلامذة، كتب محفوظ أكثر من ٣٠ رواية والعديد من القصص القصيرة، التي تحول بعضها لأفلام سينمائية، بالإضافة إلى ذلك تحولت ٨ من رواياته إلى مسلسلات تليفزيونية مثل حديث الصباح والمساء وأفراح القبة.

 

 

 

وخلال سنوات إبداعه الأدبي حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية أهمها جائزة نوبل عام ١٩٨٨ ، كما حصل على قلادة النيل العظمي في نفس العام ، وأيضا نال عدد من الجوائز التقديرية منها وسام الاستحقاق ووسام الجمهورية وجائزة الدولة التقديرية.

 

 

 أما عن الكتابة، فقد خصص لها محفوظ ساعات ثابتة ما بين الساعة الرابعة عصرا والسابعة مساء، حيث كانت لا تخلو أيام نجيب من الجلوس في مقاهي القاهرة ، وفي إحدى المرات أثناء ذهابه لإحدى الندوات الأسبوعية ، تعرض لمحاولة اغتيال، وشاءت الأقدار أن ينجو نجيب محفوظ ليظل عطاؤه الأدبي لحوالي عشر سنوات، ولكن الحادث كان قد ترك أثرا جعله مقيد الحركة كما أثرت على يده وقدرته على الكتابة بشكل طبيعي ، لكن هذا لم يمنعه من مواصلة إبداعه الأدبي عبر إملاء ما يود كتابته على بعض أصدقائه حتى يرى إنتاجه الأدبي، إلى أن وافته المنية في أغسطس عام ٢٠٠٦ عن عمر يناهز ٩٤ عاما بعد صراع مع المرض.

 

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز