هجوم حاد ضد "مجلة فرنسية" مارست العنصرية بحق نائبة برلمانية
عادل عبدالمحسن
ارتكبت مجلة "Valeurs Actuelles" الأسبوعية، جريمة شنعاء عندما تنمرت علي النائبة الفرنسية دانييل أوبونو ورسمتها مكبلة الأغلال بسلسلة في رقبتها وأن أصولها من العبيد الأفارقة.
ربما يعجبك
وانخرطت المجلة الفرنسية في عنصريتها بكتابة سلسلة "خيالية"، تتعقب خلالها رحلة عبد إفريقي، تلعبها النائبة دانييل أوبونو، عضو البرلمان الفرنسي.
رسم كاريكاتوري يظهر نائبة مكبلة الأغلال
وكرست المجلة التي توصف بأنها شديدة المحافظة أعدادها خلال الفترة الماضية في كتابة سلسلة تحت عنوان "رواية صيفية" تستجلب الماضي لأصول الشخصيات السياسية لعدة أسابيع، مما جعلهم يسافرون "في أروقة الزمن"خيال " انعكاس أفضل للواقع" ، "لتسليط الضوء على الأوضاع الحالية".
النائبة الفرنسية أظهرتها المجلة من أصول العبيد
وهكذا تم تخيل ديدييه راولت على أنه مشعر في الخنادق ، ونيكولا هولو في بلاط شارلمان وفرانسوا فيلون في الثورة الفرنسية.
وفي عدد 27 أغسطس، جاءت الحلقة السابعة تحت عنوان "Obono l'Africaine"، وجاء العنوان مبهما ولم يفهم منه سوي أنه تنمر ضد النائبة الفرنسية من أصول إفريقية وهي ترزح في أغلال وأهوال العبودية".
ويتضح التنمر الطويل باللونين الأسود والأبيض. في الصفحة 43 ، رسمت النائبة دانييل أوبونو بشكل جانبي ، والجسد عاري بشكل واضح والرقبة مقيدة بالسلاسل.
وقد أثارت هذه الواقعة ردود أفعال قوية من الطبقة السياسية في فرنسا وحتى في قصر الاليزية. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية "ستيفان دي ساكوتين" إن ، إيمانويل ماكرون أتصل بالنائبة يوم السبت وأخبرها أنه يدين بشدة النشر ، وكذلك "أي شكل من أشكال العنصرية".
وعبر حسابها الرسمي علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، انتقدت النائبة الفرنسبة، تعرضها للتنمر قائلة: لحسن الحظ ، لا يزال بإمكاننا كتابة القرف العنصري في منشفة شاي، موضحة في صور نائب فرنسي من أصل إفريقي أعيد رسمه كعبد ... اليمين المتطرف، البغيض، الغبي والقاسي.
وتضامن النائب الفرنسي الكسيس كوربير، مع زميلته حيث كتب في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلا إن اعتداءات الصحافة، أصبحت مجنونة بالحقد على زميلتي وصديقتي نائبة باريسDeputee_Obono لا تطاق .. عار على كل هذه الصحف التي تهاجمها وتهزأ بها. يجب على جميع اليساريين واليمنيين أن يقفوا ويقولوا:"كفى" وقال النائب الاشتراكي سانت جوست، أمين صندوق التجمع الوطني إن "تغطية" القيم "في ذوق سيء للغاية، والنضال السياسي لا يبرر هذا النوع من التمثيل المهين والمؤذي للنائبة المنتخبة من الشعب. وهاجم رئيس الحكومة الفرنسية، تقرير المجلة عن النائبة قائلا: العنصرية ليس رأيا " ودعا جان كاستكس، إلى إصدار إدانة واضحة" لهذه الأفعال العنصرية. وقال رئيس الحكومة: "إن الكفاح ضد العنصرية سيتجاوز دائمًا كل انقساماتنا". من جانبها لم تقف مجلة Valeurs Actuelles مكتوفة الأيدي وردت على اتهامها بالعنصرية أن ما كتبته تقارير من وحي الخيال لكنها علي ما يبدو أظهرت "الحقيقة المروعة التي لا يريد السكان الأصليون رؤيتها" وأن دانييل أوبونو لا تريد "قراءتها" ، بينما تعرضت النائبة لانتقادات عدة مرات مواقفها حول هذا الموضوع. ودعت المجلة الجميع لقراءة النص والاطلاع على محتوياته ، وأوضح الصحفي الباريسي توجدوال دينيس ، نائب رئيس التحرير ، أنه يهدف إلى توضيح أن العبودية ليست خطأ الأوروبيين فحسب ، بل "الأفارقة".
دراسات SOS Racisme "العواقب القانونية المحتملة" يقر الصحفي بأن الرسم الذي يمثل العبد المنتخب "عنيف": "إنها صورة مروعة لأن الموضوع مروع ، كما يؤكد توجدوال دينيس ، لكنه ليس عنصرية". ومع ذلك ، يقر "فهم أن دانييل أوبونو يشعر بالصدمة ، لكن لم يكن هذا هو النية"
ونشرت الصحيفة الاسبوعية بعد ظهر السبت بيانا. وكتبت: "نحن ندرك جيدًا سوء نية البعض، لكن يجب علينا، بالنسبة للآخرين، توضيح نوايانا". "حيث يريد السكان الأصليون دفع ثقل هذه التجارة التي لا تطاق للأوروبيين وحدهم، أردنا أن نذكر أنه لا توجد وحدة إفريقية [...] اخترنا هذه النائبة لأنها تشارك، في رأينا، لهذا المشروع الأيديولوجي لتزوير التاريخ ".
وتعتذر المجلة: "إذا عارضنا بشدة الاتهامات فلدينا أيضًا ما يكفي من البصيرة لفهم أن دانييل أوبونو ربما شعرت بأذى شخصي من هذا الخيال. نأسف لذلك ونعتذر له ”.
جوجل نيوز
