عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

التشكيلي علاء أبو الحمد صاحب إطلالة سوسن بدر الفرعونية

فرق جوهري بين أن تكون الحضارة المصرية القديمة بتاريخها مرجعا فكريا وفنيا لأعمالك كفنان تشكيلي أو نحات، وبين أن تكون الوريث الشرعي للحضارة المصرية، وتحمل في جيناتك أسرارها، وفى صدرك ينبض قلب جنوب الصعيد ، ولأنك الحفيد المخلص وأحد حراسها ترفض الاعتداء عليها قولا وعملا، هذا هو الفنان التشكيلى علاء أبو الحمد نموذج للفنان المصري الآصيل ابن محافظة قنا مركز دشنا (قرية ابومناع).



 

أين تسكن الهوية المصرية

 اختار المراة المصرية لتكون محور اعماله الفنية ، المراة ذات الرداء الابيض ، سمراء مختزلة البا احتراما لتقاليد الأجداد وتقديرهم للمراة الى حد التقديس ، وتنفيذا لوصايا اول فليسوف فى العالم وفى التاريخ المصري الحكيم المصري "بتاح حتب"، الذي كتب فى بردية " بريسى " وصايا الاهتمام بالمراة فاوصى : "ان امنحها السعادة تطول حياتك، حافظ عليها ما دمت حياً، حسّ بآلامها قبل أن تبوح بآلمها ،فهى تعيش في أنفاسك، وفي نظرك ، وفي جسدك ، إنها أم أولادك".

 

 فاصبح علاء ابو الحمد المحامى التشكيلى عن المراة المصرية الثرية القيم والتي سكنت جداران المعابد وظلت صامته تتنظر من يبعثها ويجعلها تعود الى الحياة كسابق عهدها ملكة متوجه ، فصدق علاء ابو الحمد فى وعده لها ، ولم يخذلها ومنحها البعث الجديد اسكنها لوحاته.

 

أعماله الفنية قائمة على العلاقة بين المرأة والرجل، والتي تجسدت في علاقة والده بوالدته، ومن ثم علاقته بزوجته ، لذا لوحاته تعبير ذاتي عن موروث صادق وصورة ذهنية تراكمية تكونت منذ طفولته، فالحياة في صعيد مصر هى مصدر الإلهام الاول لذا التأثر بالحضارة المصرية القديمة لم يأتى صدفه ،ولم يحدده عن عمد ، بل نبت جذوره ونضجت فهو المولود من رحم الآصالة ، تسكنه الحضارة من قبل ان يكون احد ساكنها.

 

لوحات علاء أبو الحمد بين التجسيد والإلهام

 اعتاد الفنان ان يكون له موديل او ملهمة لشخصيات لوحاته الفنية ، على حد تصريح الفنان أن زوجته ملهمته الاولى والوحيدة يستلهم منها تفاصيل كل شخصيات لوحاته الفنية ويحكى قصة حبه لزوجته من خلال تجسيدها بـ”إيزيس” كرمز للمراة المصرية.

 

اما العكس لم يحدث من قبل ان تتجسد شخصيات لوحات فنان فى شخصية حقيقة تقترب سمات ملامحها من شخصيات ابدعها فنان ، ولان ما ابدعه الفنان تعبير صادق له جذور وآصاله وتاريخ فى الحضارة المصرية وتحديدا المراة الفرعونية ،فاذا بالفنانة القديرة الممثلة " سوسن بدر " الملقبة بالعديد من الالقاب منها الهاربة من المتحف ، سمراء ابنه النيل ، ونفرتيتى العصر الحديث كما قال عنها شادى عبد السلام ، فقد استغل هذا التشابة الشديد بالمراة المصرية الفرعونية وتجسد لوحات الفنان التشكيلى علاء ابو الحمد فى جلسات تصوير لصالح مجلة “elle” الفرنسية بنسختها العربية ، وقام بالتنفيذ فريق عمل له خبرة مميزة هما مصصم الازياء محمد سامى ، وخبير المكياح محمود رشاد ، والستايلست خالد عزام.

 

بداية فكرة العمل من اللوحة إلى التصوير الفوتوغرافي

رشح الفنان أحمد حرفوش أعمال الفنان علاء أبوالحمد، لتحويلها إلى حقيقة، ووقع الاختيار على ثمانية لوحات لتجسيدها بجلسة التصوير للفنانة " سوسن بدر ،  منهم مجموعة تحت عنوان "عروس النيل" ومجموعة آخرى من معرض "حدائق اليارو" وتعني في الفكر المصري القديم، نعيم الجنة، أو الفردوس الأعلى غناء الحور والعزف بالناي.

 

ونجح العمل بدرجة كبيرة وحقق ترند على مواقع التواصل الاجتماعى وسبب النجاح الشبه الشديد بين سوسن بدر وملامح المراة المصرية الفرعونية ، وملامحها تعد التجسيد الأفضل والامثل للشكل المصري ، وبحسب راى الفنان أبوالحمد يراها  انها نفرتيتي العصر الحديث بحسب دراسته للفن  المصري القديم.

 

علاء أبو الحمد يرد اعتبار الفن التشكيلي

نتالم حين يهين البعض صورة الفنان التشكيلى ونتظر بين الحين والحين من يرد اعتباره وتعديل صورته امام جمهور العامة ، وحتى لو حاولنا التسمك بالاقوال المشهورة اننا صناع الحضارة المصرية يعودنا التسال هل حافظنا على تاريخنا ام تركناه للآخر بحجة اننا معاصرين ولنا زمنا آخر ،  ترك الفنان علاء ابو الحمد ابن صعيد مصر اقوال الدعاة وتشبث بالحضارة المصرية بكل ما فيها، ويحمل باعماقه هويتين ، الأولى الهوية المصرية وأصالة أفكاره، والثانية : هويته الشخصية وخصوصيته فى التعبير عن هذه الأصالة بأسلوب فنى معاصر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز