عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمود الضبع: نجيب محفوظ يمثل مرحلة فارقة في الكتابة الأدبية

قال الناقد الدكتور محمود الضبع إنه بعد سنوات من رحيل نجيب محفوظ، وبعد التحولات العديدة التي طرأت على الفكر الإنساني وما أحدثته بالتبعية من تأثير على الفن والإبداع والكتابة الأدبية، فإن حضور صاحب "أولاد حارتنا" وتأثيره ما يزال متحققا في الرواية العربية الجديدة وفي توجهات الروائيين الجدد.



 

وأضاف الضبع - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن رصد ملامح هذا التأثير، يستوجب بداية تحديد أبعاد وطبيعة وشكل عمليات التأثير والتأثر في فنون السرد بشكل عام، ذلك أن العناصر التي يمكن أن يحدث فيها التأثير والتأثر في السرد الأدبي عديدة، وإن كان يمكن رصدها عبر مسارين، أولهما الحكي “الحكايةـ الموضوع ـ المسرود عنه”، وثانيهما تقنيات وطرائق الحكي: وما يتعلق بها من استراتيجيات الحكاية، السرد، وطبيعة بناء اللغة، ومستويات الوعي (الفكري والفلسفي والمعرفي)، وأشكال البناء الزمني، والبناء المعماري، وموقع الراوي أو السارد من حيث الحضور والغياب. وأوضح أنه عند قراءة مدونة نجيب محفوظ السردية (الرواية، القصة، المسرحية، السيناريو) فإن الملمح الأكبر الذي يمكن الوقوف أمامه هو فتح باب التجريب على مصراعيه، فلم يترك نجيب محفوظ تقنية من تقنيات السرد إلا وطرق أبوابها، ولم يترك شكلا من أشكال التجريب في الكتابة إلا ومارس الكتابة عليه، أما على مستوى الموضوع، فقد اتسعت آفاقه أيضا، إذ عالج موضوعات تنوعت بين التاريخي والفلسفي والفكري والاجتماعي والسياسي والتراثي والمعاصر... إلخ.

 

وذكر الضبع أنه يمكن الوقوف أمام حضور نجيب محفوظ في الكتابة الروائية الجديدة، عبر هذه العناصر، والتي أهمها التجريب (السمة الغالبة على الرواية العربية الجديدة)، ثم الوعي الفلسفي بمستوياته (تفكيك وعي التلقي عبر الكتابة)، حيث لم يكن السرد عند نجيب مجرد حكاية يتم حكيها، وإنما عبر هذه الحكاية يتم تمرير الوعي بمختلف أشكاله، ولعل ذلك ما يمكن استكشافه من خلال مقولة شخصيات أعماله: أنيس زكي في ثرثرة فوق النيل، وسعيد مهران في اللص والكلاب، وعمر الحمزاوي في الشحاذ باحثا عن معنى الحياة، وكل شخصيات المرايا وحديث الصباح والمساء وأفراح القبة، وغيرها... وهو الأمر ذاته (الوعي الفكري والفلسفي)، الذي نراه حاضرا في الكثير من الأعمال السردية العربية المنتمية إلى الوعي الجديد، إذ يعد بناء الوعي بمستوياته من ملامح وسمات الجدة فيها.

 

واستطرد قائلا: ثم يأتي التجريب في شكل الكتابة ملمحا من ملامح البناء السردي عند نجيب محفوظ، حيث تتأبى كثير من أعماله على التصنيف أو النسبة إلى جنس بعينه (قصة، رواية، مسرحية، نص)، وبخاصة في نماذج مثل: المرايا، وميرامار، وأمام العرش، ورأيت فيما يرى النائم، وغيرها من الأعمال التي تنتمي إلى النصوصية بالوعي المعاصر والذي تمارسه الكتابة الجديدة في كثير من نماذجها. 

 

وخلص الدكتور محمود الضبع إلى أن نجيب محفوظ يمثل مرحلة فارقة بين مرحلتين في الكتابة الروائية والقصصية، مرحلة ما قبل نجيب التي كان الاحتفاء فيها بالحكاية وتراتبها الزمني ووعيها الكلاسيكي “والذي تنتمي إليه أيضا أعماله الأولى”، ثم مرحلة نجيب محفوظ، التي وسعت من أشكال التجريب في الحكاية وبنيتها وطرق تقديمها، وهو ما توارثته الأجيال اللاحقة، والذي يمكن الكشف عنه في كل الأعمال المنتمية إلى السرد الجديد الآن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز