عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"التشكيلية أسماء الدسوقي" تستدعي الموروث الثقافي بمعرضها "وجوه"

التشكيلية أسماء الدسوقى
التشكيلية أسماء الدسوقى

للوجوه ملامح، وللملامح تفاصيل، وللتفاصيل تعبيرات يسكنها حكايات، وللحكايات أسرار، كلما حاولت إخفاءها تسللت إلى الوجوه، وجوه ذات عيون واسعة لامعة مضيئة تتشابه مع عيون "وجوه الفيوم"، والأنف الطويل رومانية الشكل قاسية وحادة وحنونة، وشفاه صغيرة كشفاه طفلة في شهورها الأولى، جميعهن جميلات حوريات قادمين برسائل من "فينوس" إلهة" الحب والجمال، التي ارتبط اسمها بالربيع والزهور، لذا يضعن على رؤوسهن زهورًا، منها نباتات حزينة، ونباتات عطرة يفوح منها نكهة الحياة، فتفصح الوجوه، بما لا يمكن للأبجديات أن تصفها، حالة وجدانية وسطية بين الحياة والموت، وجوه فياضة بالمشاعر، مليئة بالحيوية والطاقة، غارقًا في كم من المشاعر والمتناقضات، تجمع بين الشجن والأمل، بين الخوف والأمان، بين الأسود والأبيض، وجوه ترفض أن تخدع للوهم، وتقبل سيطرة الخيال، إنها وجوه تخاطب الروح أكثر من تخاطب العين.



 

كل هذه المعاني رصدتها فنيًا وتشكيليًا، الفنانة الدكتورة أسماء الدسوقي، ومعرضها الجديد "وجوه"، الذي افتتح بالقاعة الصغرى بكلية الفنون الجميلة – الزمالك، وسوف يستمر المعرض إلى 24 أكتوبر 2020.

 

 في هذا المعرض أطلت "الدسوقي"، من نافذتها الخاصة التي كوّنتها من الصور التراكمية في مخزونها البصري، أثناء جولتها في الإسكندرية، حيث أطلال إلهة الجمال والحب بحديقة "أنطونيادس" المعبرة عن العصر الروماني، وقامت بتوظيف مشاعر الوجوه فما يقرب من 15 لوحة باستخدام الأقلام والأسلوب الخطي المتناغم، واختارت أن تكون بطلة لوحاتها "المرأة"، تلك الخامة الإنسانية، التي تشكلت منها الفنون والحضارات، فمن خلال التحاور الوجداني الذي يعكس حالة استحضار جوهر وروح لوجوه، فور النظر إليها، تُشعرك بأنك ربما قد التقيت بها يومًا ما، ومن خلال المعالجات الفنية والصياغات التشكيلية لتلك الوجوه النصفية الأجساد، قامت باستدعاء الموروث الثقافي لثلاث حضارات المصرية الرومانية والإغريقية.

 

 تقول الفنانة أسماء الدسوقي عن موضوع معرضها الجديد "وجوه": "كان يتخلل تجاربي الفنية السابقة لرسم البورتريه سيطرت ملامحي الشخصية، والتي تظهر انتمائي الريفي، ليس بدافع نرجسي أو حب ذاتي أو لتمجيد نفسي، وإنما اخترت عالمي وذاتي كمحور افتراضي لأعمالي في فن البورتريه، زوجي الفنان التشكيلي الدكتور عماد عبد الوهاب، هو سكندري المنشأ، فبين الحين والحين، نقوم بزيارة الإسكندرية، وقمت بزيارة أماكن لم أزرها من قبل مثل المتحف اليوناني الروماني وحديقة " أنطونياديس"، وهي أقدم حدائق الإسكندرية، الشهيرة بوجود أنواع نادرة من النباتات والزهور تحيط بالتماثيل الإغريقية المرمرية بالحديقة.

 

وأضافت "الدسوقي": "هذه الزيارات كان على لها تأثير مباشر وعميق على رؤيتي البصرية، فحين بدأت برسم البورتريه، ظهرت في رسوماتي العناصر النباتية، التي اندمجت مع البورتريه، وهي تجربة إنسانية خالصة، وظهرت معها روح وملامح الوجوه في تلك الفترة التاريخية الرومانية، وذلك من خلال محاكات المرئيات في الواقع ونقل تفاصيلها بأمانة، مع البعد قدر الإمكان عن العوامل الذاتية، واعتمدت على الإدراك الحسي والحالة التعبيرية، والتي لها دلالات نفسية نابعة من ذاكرتي البصرية لتتماهى مع الملمح الأسطوري، والذي أظهر فيه البعد الإنساني العميق في البورتريه".

 

 وعن السيرة الذاتية للفنانة الدكتور أسماء الدسوقي، تعمل أستاذًا مساعدًا بقسم "الجرافيك"، بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان- الزمالك، أقامت العديد من المعارض الفردية منها "جماليات المكان ودامية البعد الإنساني 2010، مغايرة المكان 2012، حلم المكان 2014 ـ صنعاء 2015، عدن 2016، الروح والجسد 2018، المعدية 2019، كما شاركت في العديد من المعارض الجماعية منها المعرض العام، ومعرض الجرافيك القومي، بينالي بانكوك للرسم 2012، الفن المصري المعاصر بالصين 2015، الفن المصري المعاصر بالكويت 2016، الأعمال الصغيرة المصاحبة لبينالي فينسيا 2014، بينالي الرسم الدولي صربيا 2019، ملتقى الأقصر للتصوير الدولي 2020.

 

وهذه بعض من لوحات الفنانة أسماء الدسوقي المعروضة بمعرضها "وجوه".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز