عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مرحبا شهر مولد سيد الخلق أجمعين 

مرحبا شهر مولد سيد الخلق أجمعين 

مع بداية شهر ربيع الأول من كل عام نتنسم رحيق ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد، الرحمة المهداة للجن والإنس والحيوان والطير والشجر والحجر، والدليل على ذلك كله تحتويه كتب السيرة والسنة، بسند صحيح لا يمكن لعاقل منصف إنكار شيء منها. 



 

فى هذا الشهر المبارك، كانت "مكة" المكرمة على موعد مع هذا الحدث العظيم، الذي كان له تأثيره في مسيرة البشرية وحياة البشر طوال ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من الزمان، وسيظل مولد خاتم الأنبياء والمرسلين يشرق بنوره على الكون، ويرشد بهداه الحائرين، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، فكان ميلاده - صلى الله عليه وسلم - أهم حدث في تاريخ البشرية على الإطلاق منذ أن خلق الله الكون، وسخر كل ما فيه لخدمة الإنسان، وكأن هذا الكون كان يرتقب قدومه منذ أمد بعيد. 

 

ولقد شاء الله سبحانه وتعالى أن ينشأ محمد - صلى الله عليه وسلم - يتيما حتى لا يقال إنه استخدم نفوذ أبيه، أو أنه استند إلى سلطان غير سلطان الله، وقد كانت الأربعون عاما التي عاشها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الوحي رمزاً في الاصطفاء الرباني، فقد كان طفلا يتسم سلوكه بالاتزان، ولا يعرف اللهو، وكان وهو صبي يسعد الكبار بصفاء حكمته، ولقد كانت حياته - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يأذن الله له بالرسالة حياة إنسانية تمتاز عن حيوات من حوله بالنقاء والعزلة، فكانت مزيجا من الأمانة والاعتكاف عن كل نقائص الجاهلية، وكان يلقب بين قومه بالصادق الأمين. 

 

 إن كمال الإنسانية تجلت في أسمى معانيها في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم من قبل البعثة الشريفة، وزاد الكمال كمالا، والجمال جمالا، والجلال جلالا، كونه - صلى الله عليه وسلم - مع كمال البشرية والإنسانية، يوحى إليه بخاتمة رسالات السماء لأهل الأرض: "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي"، وقد رأى منه أهل مكة قبل أن يتصل بوحى السماء    صفات الكمال الإنسانى في كل مناحى الحياة، ففي الشجاعة هو أشجع الناس، وفي الكرم هو أكرم الناس وأجودهم، ولقد كانت شهادة زوجته السيدة خديجة - رضي الله عنها - حين جاءها وهو يرتجف مما حدث معه في الغار حين نزول أول الوحى عليه، أعظم رسالة للإنسانية عامة وللمسلمين خاصة، حيث قالت: إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتعين على نوائب الدهر، وهذا ما جعل أهل مكة يرضون به ويفرحون به حكما بينهم في وضع الحجر الأسود قائلين: رضينا بالصادق الأمين حكما، وكان من رجاحة عقله - صلى الله عليه وسلم - أن يشير عليهم بوضع الحجرالأسود في ثوب، وتأخذ كل قبيلة من طرف فلا يجدون أطهر ولا أمثل منه صلى الله عليه وسلم في أخذ الحجر الشريف ويضعه في مكانه. 

 

ثم هم يودعون عنده أماناتهم لما عرفوا له - صلى الله عليه وسلم - من الوفاء والصدق وكتمان السر والشهامة والنجدة مع كمال إنسانيته وشرف وطهر نسبه - صلى الله عليه وسلم -، وما حباه الله به من الوقار والهيبة مع الجلال فيعظمه الناس ويوقرونه، ومع كل ذلك كان أشد الناس تواضعا ورحمة بهم جميعا، وكان امتداح الله له بقوله تعالى فى سورة القلم: "وإنك لعلى خلق عظيم". 

 

اللهم اجعل ذكرى مولد سيد الخلق وحبيب الحق، بداية خير وبركة على مصرنا الحبيبة، وسائر بلاد العالمين. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز