عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إنه ميلاد حبيبي

إنه ميلاد حبيبي

عندما وصفه رب العزة قال: "وإنك لعلى خلق عظيم"، وعندما وصفته أمنا عائشة قالت: "كان قرآناً يمشي على الأرض”، ومدحه المادحون وقالوا: "خلقتَ مبرأً منْ كلّ عيبٍ .. كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ"، ولا أجد حبيبي ما أقوله فهي عادتي لا أجيد التعبير عن ما أشعر به تجاه من أحب، لكني أردد "كل القلوب إلى الحبيب تميل، ومعي بهـذا شاهد ودليل. أما الدليل إذا ذكرت محمدًا، صارت دموع العارفين تسيل".



 

أردد ما قاله شيخ ازهرنا الشريف أن: "نبينا صلى الله عليه وسلم أغلى علينا من أنفسنا، والإساءةُ لجنابه الأعظم ليست حريةَ رأيٍ، بل دعوة صريحة للكراهية والعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية، وتبرير ذلك بدعوى حماية حرية التعبير هو فهمٌ قاصرٌ للفرق بين الحق الإنسانى فى الحرية والجريمة فى حق الإنسانية باسم حماية الحريات".

 

ليس بغريب أن يتطاول رئيس دولة (يقال إنها متقدمة) ويقدم على الإساءة لرسولنا الكريم، تلك الدولة تتباهى انها تحتفظ دون حياء في أحد متاحفها على اكثر من 18الف جمجمة بشرية، تلك الجماجم لشهداء جزائريين قاوموا استعمار فرنسا لبلادهم. لذا أنا أدعم ردة فعل العرب والمسلمين التي تدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، كما أقدر الموقف الأخلاقي لإخواننا في البشرية من رجال الدين المسيحي واليهودي الذين عبروا عن غضبهم واستيائهم من التصريحات المسيئة لرسولنا الكريم.

 

ليس بغريب أن يتطاول رئيس دولة (يقال إنها متقدمة) على أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، وأتحداه ان يتلفظ بكلمة واحدة ينتقد فيها تصرف أي أحد من اتباع الديانة اليهودية. تلك الديانة التي يقل عدد من يتبعها على مستوى العالم عن 15 مليون نسمة. هو يخشى أن يتفوه بكلمة واحدة. لأنه ستنصب له المحاكم وسيتهم بمعاداة (Anti- Semitism) أتعلمون لماذا، لأننا أهملنا التعليم، ولم نتبع خلق رسولنا الكريم، و أصبحنا مستهلكين اكثر مما ننتج .. فمتى نستيقظ؟

 

الخطأ الفادح الذي جاء على لسان الرئيس الفرنسي ماكرون مرفوض، والرد علية باللجوء للعنف والقتل والذبح للدفاع عن رسولنا الكريم ليس هو الطريق الصحيح، بل إنني أدين حادث مقتل المدرس الذي أساء إلى رسولنا الكريم على يد شاب شيشاني، وأيضاً أستنكر رد الاساءة بالإساءة من خلال تكرار نشر الرسوم المسيئة التي تم نشرها على غلاف مجلة شارل إبدو في حق سيدنا عيسى علية السلام، فهو كلمة الله ورسوله.

 

الدفاع عن رسولنا الكريم يكون بزيادة الإنتاج وتغيير الوضع الاقتصادي المهين. بالإضافة الى مقارعة الحجة بالحجة، والمقاطعة الاقتصادية والعزوف على استهلاك منتجات الدول التي تسيء الى الرسول الكريم. وادعوا الى اللجوء الى الطرق المتحضرة ومنها رفع الدعاوى القضائية على من يسيء لمعتقداتنا ورسولنا. والأهم من كل ما سبق الإقتداء بسنة الرسول الكريم والاهتداء بأخلاقه.

 

ويبقى الأمل.. أن يعرف العالم أن البشرية لا تحتاج مزيدا من الصراع والحروب الدينية. بل تحتاج إلى مزيد من التعاون والبحث عن الأمان والتسامح.. وخير ما اختم به قول الله تعالى: "إنا كفيناك المستهزئين".

 

 خبير اقتصادي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز