عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سميرة عبدالعزيز: معنديش مانع أشتغل مع «رمضان» .. وأنـا أم أحمــد الســقا!

الفنانة سميرة عبدالعزيز
الفنانة سميرة عبدالعزيز

«هنا عاش الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن»، عبارة مُدوّنة على لوحة معدنية على منزل الكاتب الراحل وزوجته الفنانة سميرة عبدالعزيز، فمحفوظ كان منار ًا لأجيال عديدة، عرفته من كتاباته وأعماله الفنية، وتأثرت برحيله وظل ثابتًا فى قلوبهم. سميرة عبدالعزيز عرفناها من خلال التلفزيون والسينما، لكن فنها أكبر بكثير من حدود الشاشة، وأعظم من مجرد رؤيتها تؤدى مشهدًا ما باقتدار، بكل خطوة من أركان منزلها ذكرى مع حبيبها وزوجها ورفيق الرحلة.



 

الفنانة سميرة عبدالعزيز حدثتنا عن مشوارها الفنى الكبير، وآخر أعمالها الدرامية،  وعن رد فعلها عند اختيارها لعضوية مجلس الشيوخ 2020 وخُطتها فى المجلس وأهدافها. وإلى نص الحوار:

 

• كيف استقبلت خبر تعيينك فى مجلس الشيوخ؟ 

 

- كنت فى الإسكندرية لعمل الأمسية الثقافية الشهرية فى دار الأوبرا، وفى صباح اليوم التالى وجدت تليفونى بيرن، ثم بشخص يبخبرنى بأنه تم اختيارى من قبل سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي للتعيين بمجلس الشيوخ، قلتله لا إنت أكيد غلطان، أنا ماليش أى اتجاهات سياسية، فرد وقالى لا مش غلطان مش انتى اسمك كذا كذا، قلتله أيوة مضبوط، قالى طيب تم تعيينك فى مجلس الشيوخ خلاص جهزى نفسك، ورجعت القاهرة، جهزت نفسى وارتديت ملابس تليق بالمناسبة وذهبت فى الميعاد، وجدت الموضوع حقيقيًا، وجلسنا أنا وأخريات من سيدات ذو ات شأن بالبلد وأساتذة جامعة، وغيرها من المناصب المحترمة، وهناك منصة يجلس عليها أربعة رجال يبدون أنهم قامات كبيرة فى السياسة، تحدثوا عن مجلس الشيوخ، ثم قالوا إن كل من يتقلد منصبًا حكوميًا أو وظيفة حكومية عليه الاستغناء عنها مؤقتًا لحين انتهاء فترته فى مجلس الشيوخ، فرفعت يدى ووقفت أتكلم، قلت له أنا ممثلة ومش هقدر أوقف شغلى، ولو عايزينى أوقف شغلى، فأنا مش عايزة مجلس الشيوخ، قالى لا خالص إحنا عايزينك ممثلة، فاطمأن قلبى. 

 

• ماذا عن خطتك فى المجلس وأهدافك؟ 

 

- ناوية أتبنى على عاتقى أن الدولة تعود لتنتج فن زى زمان، تنتج دراما، لأن التليفزيون المصري لديه لجنة تقرأ، وكلهم مثقفون وفنانون، للأسف المخرجون الكبار اللى بيقدموا فن جيد قاعدين فى بيوتهم مش بيشتغلوا، وأما ثانى أهدافى التي أريد أن تتحقق فهى تخص المرأة العاملة التي لا تعرف أين تضع ابنها أثناء عملها فلا بُد من توفير دور حضانة آمنة ونظيفة بالقرب من مكان العمل، كما هو الحال فى أوروبا وأمريكا. 

 

• كيف تُرين مسرح اليوم؟ 

 

- ما تنتجه الدولة ومسارح الدولة كالقومى والحديث والكوميدى، مستواه جيد جدا، لأنه لا يعرض قبل المرور على اللجان المختصة، وتسمح بالموافقة، فبالتالى لا تقدم أى شيء، ولكن المسارح الخاصة والتجارية لا يعجبنى أعمالهما ولا ترقى لأن تسمى مسرحا، مثل مسرح مصر الذي يقدم تهريجًا لا معنى له، وأنا لا أذهب لكى أشاهد عرضًا من هذا النوع، وعلى مستوى الكوميديا فأنا لا أقبل كوميديا مسرح مصر التي تصنف بالفجة، وهى أن الراجل يرتدى ملابس سيدة ويمشى مثل السيدات، كوميديا سخيفة ودمها تقيل، المسرح مرآة للمجتمع، فلا بُد أن أناقش فيه مواضيع هادفة. 

 

• حدثينا عن آخر أعمالك الدرامية؟ 

 

- عُرض عليّ ست كوم اسمه «عيلة مصرية»، فى الأول تخوفت ثم طلبوا منى أن أقرأ وأقرر، وعندما قرأت وجدت أنه يناقش مشاكل اجتماعية تحدث فى كل بيت مصري، وأنا جدة لعيلة كبيرة تتكون من أب وأم وأولاد، كل يوم بحدث جديد ومشكلة جديدة، فوافقت على العمل معهم، ومقرر عرض الست كوم رمضان المقبل. 

 

• عملت فى بداية حياتك مع عماد حمدى ونور الشريف وفاتن حمامة وكمال الشناوى وأيضًا كريم عبدالعزيز وميدو عادل.. ما الفارق بين الأجيال القديمة والجيل الحديث؟ 

 

- جيل عماد حمدى ونور الشريف وفاتن حمامة وكمال الشناوى ده جيل العظماء اللى اتربى على احترام المواعيد والاهتمام بالقيمة الثقافية فى العمل واحترام بعضهم، يعنى أنا أشتغلت فى عمل كان يضم كمال الشناوى وعماد حمدى، كنت صغيرة جدا لاأزال طالبة فى الجامعة، ووقفت أمام عماد حمدى أرتعش وخايفة جدا ومش قادرة حتى أسلم عليه من الخوف والرهبة، فقالى «فكى شويه احنا زملا»، وكان وقتها عماد حمدى بطلًا ونجمًا ومشهورًا جدًا وأنا ممثلة صغيرة فى أول أدوارى، أما الأجيال الجديدة فلا يحترمون المواعيد ولا يحترمون الكبار، والنجم يأتى متأخرًا عن مواعيده، والكل ينتظره، زمان كان الناس بتشتغل فى التمثيل حبًا فقط، لكن اليومين دول بيشتغلوا عشان الفلوس، الفن أصبح تجارة. 

 

• كنتى تتمنين التمثيل أمام رشدى أباظة ولكن لم تأت الفرصة.. ماذا عن جيل الشباب؟ 

 

- أحمد السقا، عايزة أمثل معاه دور الأم، وأنا أراه نموذجًا للشباب المحترم الذي يؤدى أدواره بحرفية شديدة، أنا مثلت مع ميدو عادل كنت أم الشهيد وأخذت جائزة كبيرة على هذا الدور، ونعمل معًا فى مسرحية «الوصية» حاليًا إخراج خالد جلال، ولانزال فى بروفات العمل. 

 

 

 

• هل تقبلين العمل مع محمد رمضان؟ 

 

- أكيد هأقبل لأن اختلافى مش مع شخص محمد رمضان أنا اختلافى مع سيناريو، ممكن أشتغل مع أى حد وأعمل أى دور لو السيناريو عجبنى. 

 

• صفى لنا شعورك عند مقابلتك للرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟

 

- فى سنة ثالثة وخلال أسبوع شباب الجامعات مثلت دور أم فى مسرحية المفتش العام، وحصلت على المركز الأول، فأخبرنى العميد أننى سأتسلم الكأس بصفتى بطلة المسرحية من الرئيس جمال عبدالناصر، مانمتش 3 أيام بعدما أخبرنى العميد أنى سأقابل الرئيس، وماما سمحت لى لأول مرة أذهب للكوافير، وبابا أخذنى أشترى تايير جديد، وقال لى اسأليهم ممكن آجى معاكى، وقفت أمامه ومسكت إيده بإيديا الاتنين وماكنتش عاوزة أسيبها، وكانت هذه الصورة من أهم الصور فى حياتى ووالدى وضع الصورة فى جيبه وكل ما يقعد مع حد يقوله بنتى سلمت على جمال عبدالناصر. 

 

ووالدى بعدها غير فكرته عن التمثيل وقال لى عاوزة تشتغلى ممثلة ماعنديش مانع طالما الفن مقدر من الرئيس عبدالناصر، 

 

• زواجك من الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن نقطة تحول فى حياتك.. فكيف كان اللقاء الأول حتى وصل للزواج؟ 

 

- كنت عضوة بالمكتب الفنى فى المسرح القومى، وجاءت فرقة من الكويت تريد أن تعرض على المسرح القومى، وذهبت لمشاهدة العرض، وكانت المسرحية بعنوان «حفلة على خازوق» وانبهرت بها، وسألت عن المؤلف وعرفت أنه مصري واسمه محفوظ عبدالرحمن وحزنت لأنه أعطاها للكويت ولم يعطها للمسرح القومى، وكان مسافرًا ولم أقابله، وبعدها تلقيت عرضا من إحدى شركات الإنتاج للمشاركة فى مسلسل عنترة، وعرفت أن المؤلف محفوظ عبدالرحمن وأعجبنى احترامه وتقديره للمرأة فى كتاباته، ولكنى أيضًا لم أره، بعد سنة جاء نفس المخرج الأردنى عباس أرنأوط وكان يخرج معظم أعمال محفوظ، وعرض علىّ دور ًا فى مسلسل محمد الفاتح، ولكنه كان دورًا صغيرًا، فقررت أن أعتذر، فقال المخرج المؤلف موجود ممكن تكلميه يكبر الدور، ففرحت عندما عرفت أنه محفوظ عبدالرحمن وذهبت وقلت له: حضرتك اللى كتبت حفلة على خازوق، دى مسرحية رائعة إزاى تعطيها للكويت ولا تعطيها للمسرح القومى انتوا بتجروا ورا الفلوس، رد علىّ بهدوء وقال: الرقابة رفضتها.. أرميها؟، فشعرت بالخجل واعتذرت له، ثم قلت دوري فى المسلسل صغير، ممكن تكبر لى الدور، فرد قائلا: آسف مابكبرش الدور لحد، عاجبك اشتغلى، مش عاجبك اعتذرى ففكرت، وقلت له: هاعمل الدور بس العمل الجاى ممكن يكون دوري أكبر، فقال أوعدك، اشتغلت مسلسل الفاتح وبعدها سافرنا عجمان لتصوير مسلسل «ليلة سقوط غرناطة» وبالفعل كان دوري فيه أكبر، وخلال السفر نشأت بيننا صداقة، وفى نهاية تصوير المسلسل قال لى «باقولك ايه ما تتجوزينى»، فارتبكت، وقلت له أحب الفن ومش عاوزة أرتبط بشخص يمنعنى لأن زوجى الأول كان لا يحب عملى، حيث كانت لى تجربة سابقة ومعى بنت، فقال لى صوابعك مش زى بعضها، وأنا زيك عندى تجربة وعندى ولد وبنت وبحب الفن، وطلبت مهلة للتفكير، بدأنا بروفات المسلسل الجديد فى مصر وكنت أصطحب ابنتى منار معى، فأحضر محفوظ ابنته مها ونشأت بينهما صداقة، وبعدها سافرنا لتصوير المسلسل الجديد فى تونس، وهناك سألنى مش فكرتى خلاص؟، فأبلغته بموافقتى، فبحث عن مأذون لإتمام زواجنا فى تونس ولكنه عرف أن عقود الزواج هناك مدنية اقترح المخرج أن نستعين بشيخ كان معنا وهو أستاذ شريعة، وقال «نعقد لكم عقدًا إسلاميًا وكل الفرقة شهود ونعمل فرح وتقولى زوجتك نفسى، وبعد العودة لمصر توثقوا العقد، وبالفعل تزوجنا دون مأذون والفرقة عملت لنا فرحا كبيرا وبناتنا حضروا وكانوا مبسوطين، وعندما عدنا نزلنا من المطار على منزل سميحة أيوب عقدنا القران هناك وشهد عليه سعد الدين وهبة». 

 

• كيف كانت حياتك مع محفوظ عبدالرحمن؟ 

 

- عشت أجمل سنوات عمرى مع محفوظ، وعاش معنا أبناؤنا الثلاثة ابنتى وابنه وابنته، وقررنا ألا ننجب ونكتفى بتربية أبنائنا وإسعادهم وكان نعم الأب لأبنائى ونعم الزوج والأخ والسند، وأعيش به ومعه حتى بعد رحيله، لا يغيب عنى لحظة ويشاركنى جميع أوقاتى ونجاحاتى، هكذا الحب الحقيقى يبقى أبدا، فمنذ مرورك من عتبة الباب تجدين حبه فى كل ركن حتى بات المنزل يشع دفئًا وبهجة.

 

من مجلة صباح الخير

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز